الشيخ رائد صلاح يحذر من خطورة اقامة مشروع تهويدي في الاقصى
تاريخ النشر: 11/02/13 | 0:18نظمت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث اليوم الأحد 10/2/2013 مؤتمرا صحفيا، كشفت خلاله بالخرائط والوثائق المخطط التهويدي الذي ينوي الاحتلال تنفيذه عند باب المغاربة والذي يضم كنيسا يهوديا ضخما ومركز شرطة متقدم الى جانب العديد من المشاريع التهويدية ، وذلك بعد ان هدمت جرافات الاحتلال واجهات لمبان تاريخية عريقة في المكان المذكور .
وشارك في المؤتمر الصحفي كل من فضيلة الشيخ رائد صلاح ، رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني ، وفضيلة الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس ، الى جانب الاستاذ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل ، والمهندس امير خطيب – مدير "مؤسسة الاقصى" ، كما حضر المؤتمر عدد من قيادات الحركة الاسلامية والشخصيات المقدسية بالإضافة لعدد كبير من وسائل الاعلام العربية والأجنبية .
وتولى عرافة وادارة المؤتمر المحامي زاهي نجيدات الناطق الرسمي باسم الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الذي قال ان الاحتلال مستمر في جرائمه بحق القدس والاقصى ،وما يجري في منطقة المغاربة دليل واضح على نيته الخبيثة تجاه اولي القبلتين وما تبقى من مبان وقفية اسلامية هناك .وبعد ذلك تم عرض فيلم قصير أعده الطاقم الاعلامي في مؤسسة الاقصى يشرح حقيقة الوضع الراهن في باب المغاربة ويجسد حجم الانتهاكات التي يقوم بها وما زال الاحتلال الاسرائيلي هناك ، كما تخلل الفيلم صورا لباب المغاربة بعد احتلال القدس عام 1967 مقارنة بالوضع الحالي للحي والتغيرات الجذرية التي أجراها الاحتلال عليه .
وتحدث مدير مؤسسة الأقصى المهندس أمير الخطيب عن حي المغاربة الذي هدم في عام 1967 ، ثم إستعرض من خلال الخرائط المخطط الاسرائيلي " بناء بيت شتراوس " الذي سيكون عند السور الغربي للمسجد الأقصى ولا يبعد سوى 50 مترا هوائيا عنه ، والخطورة في هذا المبنى أن التخطيط العام له سيصل لإرتفاع 15 متر ونصف عن مستوى الساحة ويصبح يطل على أنحاء المسجد الأقصى.
وقال المهندس أمير " المبنى يتكون من حقب تاريخية منها يعود للفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية ، أقواسه الخارجية حديدية ولكن البناء خلف المدخل عبارة عن مبان أثرية قديمة جدا تعود معظمها للفترة الاسلامية ".
واشار أن المخطط هو توسيع الطابق ليكون مدخل للأروقة التي تؤدي للأنفاق تحت المسجد الأقصى وعلى إمتداد الحائط الغربي .
وأضاف " أن اللافت للانتباه زيادة عدد وحدة الحمامات لتصل 94 وحدة حمامات للرجال والنساء على حساب جدران أعمدة تاريخية تعود للفترة الاسلامية ، وفي الطابق الثاني " الطابق الأول " هناك مخطط لبناء قاعة كبيرة جدا هدفها عرض أفلام فيديو تزويرية تسمى " الرحلة لأورشاليم " ومكاتب ، بالاضافة إلى مركز شرطة كبير جدا لقيادة العمليات ".
وتابع " في الطابق الثاني هناك كنيس كبير جدا مع مدرسة تعليمية ومطاهر لليهود المتدينين ومكاتب للراب اليهودي ، وفي الطابق الرابع والأخير مكاتب للحاخامات والراب اليهودي تطل على مساحات كبيرة من المسجد الأقصى ".
وفي بداية المؤتمر كانت كلمة للشيخ عكرمة صبري ، استهلها بالترحيب بالحضور والضيوف ووسائل الاعلام ،كما شكر مؤسسة الأقصى على تنظيمها المؤتمر وجهدها الكبير في كشف وفضح مخططات الاحتلال تجاه القدس والأقصى .
وقال صبري "ان الاعتداء على الوقف الاسلامي في باب المغاربة هو اعتداء على الاقصى والمسلمين لان الوقف هو لكل المسلمين وان الهدم الاخير في ساحة البراق هو اعتداء على الاثار الاسلامية وهو طمس لها وهو ادى الى زوال وتدمير اثار كبيرة للمسلمين وأيضا هو اعتداء على حق من حقوق المسلمين" .
وتابع الشيخ صبري "لا يوجد اثار لليهود في هذه المنطقة لذلك سيعمل الاحتلال جاهدا على اظهار كنيس له ومبان تخصه حتى يدعي ملكيته لها وهذا بحد ذاته تدليس واضح للتاريخ والحقائق ولا يوجد أي كنس يهودية قرب الاقصى وكل حديث حول ذلك هو محض افتراء ".
وختم الشيخ عكرمة صبري ان الاحتلال يفرط في انتهاكاته للمسجد الأقصى ومحيطه ضاربا عرض الحائط القيم الاخلاقية والأعراف الدولية التي تحظر المسَ بالمقدسات والمباني التاريخية العريقة الوقفية الواقعة تحت الاحتلال .
ومن جانبه أكد الاستاذ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا على ان قضية المسجد الاقصى المبارك لا يجب ان ينظر اليها على انها قضية تتعلق بمبنى اثري فقط ، انما هي جزء من العقيدة والتراث الاسلامي . وأضاف " الأقصى بمثابة موقع يرتبط معه الضمير الاسلامي العالمي وأي اعتداء يحصل عليه أو في محيطه هو مس بالمسلمين في كل العالم ، ولذلك نرى في السياسية الاسرائيلية انها تخلق الظروف من أجل تنفيذ مشاريعها التهويدية في الاقصى وذلك منذ عام 1967 حتى الان" .
وأوضح زيدان أنه كانت قد أطلقت صرخة بمبادة الشيخ رائد صلاح ومؤسسة الأقصى للوقف للتراث " الأقصى في خطر " ، وبالفعل هو في خطر لأن المؤسسة التي تسعى لتنفيذ المخطط المبرمج في مراحله المختلفة بلا شك تهدد المسجد الأقصى ، ومن اجل خلق الأمر الواقع كي تكون هذه المنطقة تحت السيادة الاسرائيلية ،ونحن لا نعترف بها .
وتابع رئيس لجنة المتابعة قائلا " ان المسجد الاقصى في خطر وما جرى مؤخرا في باب المغاربة يؤكد ان الاقصى في خطر شديد ، مشددا على ان الاخير هو حق خالص للمسلمين وحدهم وأي اعتداء يقع عليه فهو اعتداء على كل المسلمين في العالم"، وأشار ان لهذا التصعيد تداعيات خطيرة ستجر المنطقة الى "صراع دموي" آخر .
وتوجه زيدان الى كل الهيئات الدولية ان تقف وقفة جادة من اجل وقف هذا المخطط ، وناشد منظمة التعاون والأزهر الشريف والأمم المتحدة وكل مؤسسة تعنى بالمؤسسات الدينية والوقفية لإيقاف هذا الاعتداء الذي يقوم به الاحتلال في محيط الاقصى الآن ، وتوجه زيدان بشكل خاص الى مصر والأردن التي تعتبر الجهة القانونية الوحيدة التي ترعى شؤون المسجد الاقصى المبارك ، كما دعا السلطة الفلسطينية التي أصبحت دولة بصفة مراقب للتوجه الى الجهات المعنية لمحاكمة الاحتلال وإيقاف كافة مخططاته الخبيثة تجاه الاقصى .
وشكر زيدان مؤسسة الاقصى التي ساهمت في كشف مخططات الاحتلال بشكل واضح ووسائل الاعلام التي ساهمت في كشف دسائس الاحتلال الاسرائيلي .
واختتم المؤتمر بكلمة للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني ،حيث رحب في مستهلها بالضيوف والحضور ووسائل الاعلام ، وأكد ان المؤتمر عبارة عن نداء استغاثة عاجل وصرخة تحذير ونذير لكل مسلم وعربي في العالم .
وقال الشيخ صلاح ان المؤتمر ياتي في مرحلة عصيبة يمر بها المسجد الاقصى المبارك تتزامن مع "جنون الاحتلال الاسرائيلي الذي هو اشنع من جنون البقر" مشيرا الى ان الاحتلال يشن حملة من الاعتداءات المتواصلة ليل نهار على القدس والاقصى المبارك وعلى الانسان بشكل خاص .
وتابع الشيخ صلاح "في هذا اليوم كان هناك اقتحام للاقصى من قبل مجموعة من المستوطنين وقاموا بمحاولة تصوير فيلم يتحدث عن الهيكل المزعوم الذي حولوه الى حلم اسود ولن يتحقق ان شاء الله . وهدا الفيلم ياتي بعد فيلم آخر ظهر فيه نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون وهو يتحدث عن هدم الاقصى واقامة الهيكل المزعوم مكانه، لكن اقول لداني ايالون لا تستعجل فسيأتي اليوم الذي ستصور به فيلم زوال الاحتلال الاسرائيلي ".
وقال رئيس الحركة الاسلامية ان المؤتمر يتزامن مع أجواء مشحونة في القدس والأقصى ومع مواصلة الاحتلال اقتحاماته "المجنونة" للأقصى من قبل مخابراته وشرطتة ومستوطنيه .
وتطرق الشيخ رائد صلاح الى تصرفات المقتحمين الصبيانية مشيرا الى انهم يقومون برفع اعلام اسرائيلية عند قبة الصخرة ، الى جانب الاعمال القبيحة التي يقومون بها في ساحاته .محذرا من ازدياد السياحة الاجنبية الاحتلالية للاقصى وهذا مؤشر خطير جدا يستدعي الانتباه واليقظة .
وقال الشيخ صلاح " إن اسم هذا المشروع هو إحتلالي مرفوض سلفا ، يسموه مشروع " بيت شتراوس " لأن المبنى الذي سيقوم على آثاره هذا المشروع تمت مصادرته بعد سقوط المسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 ."
مؤكدا الشيخ رائد صلاح أن ساحة البراق عبارة عن وقف إسلامي وجزء من التاريخ الاسلامي العربي الذي يمتد من العهد الأيوبي ثم المملوكي والعثماني ، ويعني أنه حق لكل مسلم .
وحذر الشيخ أن يتم ربط مبنى ما يسمى شتراوس مع المسجد الأقصى ويصبح كأنه إمتداد لساحات المسجد الأقصى الداخلية ، ويتم ربط الطابق الأرضي مع شبكة الأنفاق الموجوده تحت المسجد الأقصى. .
وأعلن الشيخ صلاح أنه ستقام خيمة إعتصام أيام الخميس والجمعة والسبت من نهاية الاسبوع الجري بالقدس ، متواصلة مع أهلنا بالقدس حيال كل ما يتعرضون له من ويلات .
ودعا الشيخ صلاح الامة الاسلامية الى الانتباه لجرائم الاحتلال التي تستهدف صلب المسجد الاقصى خاصة المشروع الجديد الذي يعرف "ببيت شتراوس" المقام على ارض وقفية في باب المغاربة والذي كلفته 20 مليون دولار . واشار الشيخ رائد صلاح الى ان الشركات التي تقوم ببناء المشاريع في ساحة المغاربة هي شركات مرتبطة بشكل مباشر بمكتب رئيس الحكومة وهذا امر خطير جدا ، لافتا الى وجود اجماع اسرائيلي سياسي ضد القدس والمسجد الاقصى .
وحذر الشيخ صلاح من تركيز الاحتلال على بناء مركز شرطة متقدم ونقاط مراقبة عند حي المغاربة ، معتبرا ذلك بمثابة اعلان حرب على المسجد الاقصى المبارك مشيرا بذلك الى البروتوكولات والوثائق التي وضعها الاحتلال .
وفي نهاية المؤتمر تم افساح المجال امام الصحفيين والاعلاميين لطرح الاسئلة والاستفسارات المتعلقة بأحداث المسجد الاقصى الأخيرة على الضيوف ، كما تم توزيع حقيبة اعلامية على الصحفيين تتضمن خرائط تفصيلية ودراسة وصور حول الأعمال التهويدية في حي المغاربة .
تقرير: منى قواسمي ،انس غنايم