القدس المفتوحة تنظم مؤتمر "واقع العملية التعليمية التعلمية في الأغوار وسبل النهوض بها"
تاريخ النشر: 12/02/13 | 5:02أوصى المشاركون في مؤتمر "واقع العملية التعليمية التعلمية في الأغوار وسبل النهوض بها"، الذي عقدته جامعة القدس المفتوحة تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بضرورة اضطلاع الجهات المختصة في الدولة الفلسطينية بمسؤوليتها تجاه ظاهرتي التسرب وعمالة الطلبة، وتوعية أولياء الأمور بالقوانين التي تمنع عمالة الطلبة، وملاحقة سماسرة العمال والمقاولين الخارجين عن القانون ومحاسبتهم.
كما طالب المشاركون في المؤتمر الذي عقد في القرية السياحية في مدينة أريحا يوم الثلاثاء الموافق 1222013م، بفضح ممارسات الاحتلال على الحواجز العسكرية التي تعيق المعلمين والمشرفين والطلبة من الوصول إلى مدارسهم في الوقت المناسب؛ وإقامة مشاريع استثمارية مستدامة، وتكثيف تواجد مؤسسات الدولة ووزاراتها في منطقة الأغوار لزيادة الخدمات والأنشطة التي من الممكن أن يستفيد منها الأهالي، لإيجاد فرص عمل بديلة عن العمل في المستوطنات وللحد من المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الأهالي.
وشدد المشاركون على ضرورة تأسيس مركز دراسات تربوية يعنى بالقضايا التربوية في الأغوار والمناطق المهمشة تشارك فيه الجامعات ووزارة التربية والتعليم ووزارة الحكم المحلي وغيرها من الجهات المهتمة ذات العلاقة؛ كما ركزوا على أهمية إجراء دراسات أكثر تعمقًا وشمولية لجوانب العملية التعليمية التعلمية في الأغوار والبناء على أسس هذا المؤتمر، وإنشاء مدرسة مهنية في المنطقة تلبي احتياجات الطلبة للتخصصات التي تتناسب وبيئة مناطق الأغوار.
الفتياني يدعو إلى تفعيل دور مجالس أولياء الأمور
ونقل محافظ محافظة أريحا والأغوار ماجد الفتياني تحيات الرئيس أبو مازن للحاضرين كافة؛ وقال: "منذ قيام السلطة الفلسطينية حتى اليوم، أخذت السلطة على عاتقها الاهتمام بالقطاعات الأساسية للمواطن، وكانت التربية والتعليم والصحة على قمة اهتماماتها، لأننا نؤمن أننا الفلسطينيين لا نملك ما هو أثمن من العقل القادر على العطاء وفرض الوجود المسلح بالإرادة الصلبة وصدق الانتماء".
وأشاد الفتياني بكل من طور في مجال التعليم بدءًا من القيادة والحكومات الفلسطينية المتعاقبة، وصولاً إلى وزراء التربية التعليم والتعليم العالي المتعاقبين، وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم استطاعت بناء 15 مدرسة في أريحا وحدها، إضافة إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك رغم المعيقات التي يضعها الاحتلال أمام كل جهد للتطوير والتحسين في واقع العملية التعليمية في الأغوار.
وأكد الفتياني أن عدد الغرف الصفية في التجمعات المهمشة ارتفع إلى أكثر من 120 قاعة صفية.
الحاجة إلى سياسة تعليمية لدعم الطلبة في الأغوار
وفي كلمة رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، رحب بالضيوف والحاضرين، وتحدث عن أهمية أريحا ومكانتها؛ وقال: "إن الرجال الذين حملوا هم الشعب الفلسطيني بادروا إلى تأسيس جامعة القدس المفتوحة، سعيًا لنقل الجامعة إلى الطالب في كل زمان ومكان، من خلال توظيف التعليم المفتوح لخدمة خصوصية واقع ومعاناة شعبنا الفلسطيني، ولم يكن هدف الجامعة موقوفًا على العمل التلقيني، بل حملت الجامعة هم شعبها في مختلف الوجوه والميادين، وهذا المؤتمر يأتي في إطار هذه الفلسفة التي تتبعها الجامعة والرسالة التي تحملها".
وبيّن أ. د. عمرو أن "أريحا اليوم موطن معركة شرسة بين قيادتنا والاحتلال في مختلف المجالات وكل الميادين، وعلى رأسها قطاع التعليم في أغوارنا شمالها وجنوبها". داعيًا إلى انعقاد مؤتمر علمي متخصص يهتم بالزراعة والمياه في الأغوار.وأضاف: "نحن بحاجة إلى سياسة تعليمية للأغوار لتثبيت أهلنا وطلبتنا الذين يعانون من صعوبات مثل المواصلات والمصاريف والطرق الوعرة والخوف من اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين".
وأوضح أ. د. عمرو الحاجة للاهتمام بمنطقة أريحا والأغوار قائلاً: "أرض أريحا والأغوار بحاجة إليكم للاهتمام بها ورعايتها وزراعتها والمحافظة عليها، وما هذا المؤتمر إلا لتدعيم أهلنا في أريحا والأغوار".
أبو زيد: ألزمنا أنفسنا بتقديم تعليم نوعي
وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم أ. محمد أبو زيد أن الوزارة "ألزمت نفسها بأن تقدم تعليمًا نوعيًّا رغم الظروف التي فرضت عليها"، مشيرًا إلى أن "بناء فكر وثقافة يتطلب تضافر الجهود من أفراد وجامعات ومؤسسات المجتمع، لأهمية التعاون والاتصال والتواصل مع فئاته كافة، وذلك من منطلق مسؤولياتنا تجاه أفراد مجتمعنا".
وأضاف أبو زيد: "نأمل تطوير الشراكة مع جامعاتنا، لذا أدعو "القدس المفتوحة" لتأسيس لجنة دائمة من أجل التنسيق في تطوير البرامج التعليمية، فهناك العديد من البرامج المشتركة بيننا تحتاج إلى تطوير دائم"، وذلك لتطوير الواقع التعليمي التعلمي.
من جانبه، أشار عميد شؤون الطلبة في جامعة القدس المفتوحة د. محمد شاهين إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسات ممنهجة ومقيدة بحق المواطنين في الأغوار"، وأضاف: "منذ بداية الاحتلال، انتهجت إسرائيل سياسة هدم المنشآت العامة والخاصة لخلق واقع جديد على الأرض، وبخاصة في مناطق الأغوار؛ فلم تسلم المدارس الفلسطينية في الأغوار من سياسات الاحتلال وجرافاته، إضافة إلى تضييق الحركة على أطفالنا وطلبتنا وطواقم التدريس، حتى بات التعليم فيها نضالاً يوميًّا،لذا سلطت "القدس المفتوحة" الضوء على هذه المناطق النائية والمهمشة".
وقال مدير فرع الجامعة في أريحا د. باسم شلش إن "الجامعة وضمن رسالتها ومسؤولياتها الوطنية، عقدت هذا المؤتمر الذي نأمل أن يسهم في تشخيص دقيق لواقع العملية التعليمية في الأغوار، وذلك من خلال محاور المؤتمر التي تمثلت في: ظروف العملية التعليمية في الأغوار الفلسطينية، ومعوقات العملية التعليمية في الأغوار، والمسؤولية عن العملية التعليمية في الأغوار وسبل النهوض بها، وكذلك من خلال الشراكة والعمل الجماعي مع وزارة التربية والتعليم ممثلة بمديرية التربية والتعليم في طوباس وأريحا".
جلسات المؤتمر
وقسم المؤتمر، الذي تولّى عرافته عميد شؤون الطلبة في جامعة القدس المفتوحة د. محمد شاهين، إلى ثلاث جلسات، ترأستالجلسة الأولى د. سهير قاسم من وزارة التربية والتعليم التي جاءت بعنوان "ظروف العملية التعليمية التعلمية في الأغوار"، وقدم خلالها أ. عمر زبيدات رئيس قسم المتابعة وأ. أحمد رشدي رئيس قسم الإشراف في مديرية التربية والتعليم- طوباس ورقة بحثية بعنوان "دور البيئة المحلية في تحصيل طلبة المدارس في منطقة الأغوار الشمالية"، وقدمت الباحثتان د. مها عواد و أ. نريمان أبو غضيب من مديرية التربية والتعليم- جنوب نابلس ورقة بحثية بعنوان "واقع البيئة المدرسية في مدارس الأغوار الشمالية (منطقة طوباس) ودورها في التحصيل الدراسي لدى طلبة المرحلة الأساسية الدنيا من وجهة نظر المعلمين". من جهته، قدم د.عبد الكريم قاسم من جامعة القدس المفتوحة ورقة بحثية بعنوان "مدى استخدام المشرفين التربويين للممارسات الإشرافية الفعالة من وجهة نظر المعلمين والمعلمات في مدارس الأغوار الشمالية والوسطى في مديريتي التربية والتعليم بمحافظتي طوباس وأريحا"، كما قدمت أ. هدى دبلان من مديرية تربية نابلس ورقة بحثية بعنوان "درجة وعي المعلمين بأهمية استخدام تكنولوجيا التعليم وتوظيفهم لها في عمليتي التعليم والتعلم في مناطق الأغوار الفلسطينية".
وترأس د. هاني أبو الرب من جامعة القدس المفتوحة الجلسة الثانية التي كانت بعنوان "معوقات العملية التعليمية والتعلمية في الأغوار الفلسطينية"، وتحدث د. محمد ربايعة و د. مازن ربايعة من جامعة القدس المفتوحة عن أثر سياسات الاحتلال على العملية التعليمية والتعلمية في مدارس الأغوار من وجهة نظر المعلمين والمعلمات (عمالة الطلبة في المستوطنات والحواجز العسكرية)، وناقش د. عزمي بلاونة مدير مدرسة طلوزة الثانوية وعضو هيئة تدريس في جامعة القدس المفتوحة ورقته البحثية بعنوان "دراسة درجة فاعلية الإشراف التربوي في مدارس الأغوار من وجهة نظر معلمي ومعلمات الأغوار الوسطى"، في حين قدم د. غانم إخليل من المعهد الوطني للتدريب التربوي ورقة بحثية بعنوان "معوقات توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم في مدارس تربية أريحا الحكومية والخاصة"، وحملت ورقة أ. فاطمة الصوص مديرة المدرسة النظامية عضو هيئة تدريس في جامعة القدس المفتوحة عنوان "الصعوبات التي تواجه معلمي المرحلة الأساسية العليا في تطبيق دليل المعايير المهنية للمعلم في مدارس الأغوار الحكومية التابعة لمديريتي التربية والتعليم في نابلس وطوباس".
وفي الجلسة البحثية الثالثة والأخيرة التي ترأسها د. محمود أبو سمرة من جامعة الاستقلال التي كانت بعنوان "المسؤولية عن العملية التعليمية والتعلمية في الأغوار وسبل النهوض بها"، قدم أ. مفيد نوفل رئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة في مديرية التربية والتعليم- جنوب نابلس ورقة بحثية بعنوان "تجربة مديرية التربية والتعليم- جنوب نابلس في التعامل مع معوقات العملية التعليمية والتعلمية في مناطق شفا الغور وظاهرة عمالة الأطفال في المستوطنات"، بينما قدمت الباحثتان أ. ليالي هدهد وأ. فتحية ياسين من مديرية التربية والتعليم- جنوب نابلس ورقتين بحثيتين، جاءت الأولى بعنوان "دور الاختبارات الوزارية الموحدة في تحسين نوعية التعليم في المرحلة الأساسية الدنيا في مدارس الأغوار الشمالية من وجهة نظر المعلمين"، أما الثانية فكانت بعنوان "دور مديري المدارس تجاه الحد من ظاهرة تسرب الطلبة من مدارس الأغوار الشمالية (طوباس) من وجهة نظر المعلمين وأولياء الأمور"، وأخيرًا قدم د. مجدي زامل من جامعة القدس المفتوحة ورقة بحثية تحت عنوان" الأساليب التربوية التي يستخدمها المعلمون في معالجة المشكلات السلوكية لدى تلاميذ المرحلة الأساسية العليا في مدارس الأغوار الفلسطينية- أريحا".
وجاء في الجلسة الختامية التي ترأسها مدير فرع الجامعة في طوباس د. نضال عبد الغفور رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، جملة من التوصيات الخاصة بالمعلمين وطواقم الوزارة ومديريات التربية والتعليم، والمجتمع المحلي.
عدسة محمد جواد