إجازة في كتاب "رياض الصالحين" في المسجد الأقصى المبارك
تاريخ النشر: 12/02/13 | 9:47أخذت "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات" على عاتقها أحياء المسيرة التعليمية التاريخية في المسجد الأقصى المبارك ،وقد قامت بالعديد من المشاريع في سبيل ذلك ،و أطلقت المؤسسة مؤخرا مشروعا مميزا هو الأول من نوعه ألا وهو مشروع الأسانيد الذي شهد مع بدايته الإقبال الكبير من قبل طلاب وطالبات الشريعة في الداخل الفلسطيني والقدس.
مشروع الإسناد والإجازات
تحت رعاية مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات وبالتعاون مع المعهد العالي للإجازات والأسانيد الشرعية تمّ قراءة كتاب رياض الصالحين كاملاً مع شرح وبيان لأبرز الأحكام والإشارات الفقهية والعقدية والتربوية المستفادة من معظم أحاديث الكتاب .
وأنطلق المشروع يوم الخميس الأخير الموافق لـ 7-2-2013م برفقة منسق مشروع الإجازات والأسانيد في المعهد العالي للإجازات والأسانيد الشيخ د.مشهور فواز ،وعند وصولهم إلى مدينة القدس الشريف تم توزيعهم على أماكن السكن التي قضوا فيها ليلتين متتاليتين ،ومن ثم توجه الأخوة والأخوات إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة المغرب وللمشاركة في سلسلة دروس "فقه في محراب الأقصى" التي يلقيها فضيلة الشيخ د.مشهور فواز.
وفي اليوم التالي وتحديدا بعد صلاة الفجر بدأت المجموعة بقراءة كتاب رياض الصالحين على الشيخ بجو روحانيّ وإيمانيّ .
أعرب المشاركون في هذا المشروع عن فرحة مميزة ،وتميزت تلك الفرحة باجتماع بركة المسجد الأقصى المبارك وبركة الاتصال بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وللأوضاع الخاصة بالمسجد الأقصى المبارك أنتقل الأخوة والأخوات بعد صلاة العشاء إلى أحد الفنادق لاستكمال القراءة حتى الساعة الحادية عشر ليلا.
في اليوم التالي استمرت القراءة دون كلل أو ملل ،حيث ابتدأت من الساعة الرابعة صباحا بعدما تجمع المشاركون في المسجد الأقصى وأكملوا ما تبقى من الكتاب وختموه قبيل صلاة العشاء ،حيث تكللت الخاتمة بقراءة الفاتحة لروح الإمام النووي رحمه الله تعالى وبدعاء من الأخ الشيخ محمود العمري.
مشروع الإجازات هو محافظة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ خالد زعبي وهو خريج كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في أم الفحم ،شارك في تسميع كتاب رياض الصالحين وعبر عن مدى أهمية هذه الخطوة المتعلقة بسند رسول الله صلى الله عليه وسلم ،متمنيا من الله أن يجاز في الكتب الستة ،وأضاف الزعبي "أولا نشكر مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات على هذا المشروع الذي يتخلله الكثير من الفضائل منها المحافظة على المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه وثانيها إحياء العلم ومصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك ،وهذا بحمد الله سبب لنزول رحمة الله تعالى للأقصى وأكناف بيت المقدس" وتابع قائلا "في هذا المقام نوجه الشكر الدكتور مشهور على جهده الذي قدمه وسهره من أجل العلم وطلاب العلم وأنا أعتبر مشروع الإجازات هو محافظة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،وربط طالب العلم أيضا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما نفتقده في زماننا وخاصة أن كتاب رياض الصالحين لم يقرأ في المسجد الأقصى المبارك منذ زمن سقوط الخلافة العثمانية وهذا شرف لنا في الدنيا والآخرة ، ونحن نطمع بأن تكون هذه الإجازات في الكتب الستة وباقي العلوم من الفقه واللغة والتفسير والعقيدة".
وختم قائلا "أما بالنسبة للأجواء فكانت روحانية لا توصف ،شعرنا بالسكينة والطمأنينة واللذة خاصة أننا كنا معتكفين في المسجد الأقصى المبارك وكانت العلاقة بين الإخوة حميمة وترى المحبة والألفة والرحمة والمساعدة والعون بينهم في المسجد ،وهذا أيضا فيه خير كثير"
أول مرة منذ سقوط الخلافة العثمانية يعطى سند رياض الصالحين في بيت المقدس
وشملت المجموعة العديد من الأخوات ،وكانت أحداهن المدرّسة في مشروع مصاطب العلم الأخت نجاح أبو زينة 48 عاما وهي خريجة كلية الدعوة وأصول الدين في بيت حنينا ،وقد ملأتها الفرحة والسرور بحصولها على الإجازة في كتاب رياض الصالحين ،وقد تكلمت معنا معبرة عن مشاعرها التي اختلطت بكل دقيقة مرت عليها في أيام الإجازة ،ففي حديث معنا قالت "أشهدكم الله أن أجمل أيام حياتي كانت هذين اليومين الذين قضيتهما في رحاب المسجد الأقصى المبارك نتدارس فيهم كتاب رياض الصالحين ،وقد انتابني شعور أن لمسات من عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت بنا ،لقد كان جوا جميلا جدا ،وقد سجدنا سجود الشكر عند انتهائنا من قراءة الكتاب تعبيرا عن شكرنا لله تعالى ،وقد انهمرت دموعنا وكل هذا سببه أننا خلال يومين عشنا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم".
وفي ختام كلمتها قالت "جزا الله المؤسسة كل الخير على هذه الأفكار ،ونسأل الله لها الثبات ،ونشكرها على هذا التفرد المميز في إحياء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم".
إنّه لشرف عظيم قد حظينا به من الله تعالى أن أحيا بنا الإجازات والأسانيد خصوصاً في المسجد الأقصى
الشيخ مشهور فواز عضو اتحاد علماء المسلمين ،والمدرس في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية أنطلق بهذا المشروع قدما نحو رفع قيمة العلم الشرعي في الداخل الفلسطيني والقدس الشريف ،وقد عمل ليل نهار لإنجاح المشروع ،وفي حديث لنا معه قال "في الحقيقة إنّ اللسان يعجز عن الوصف والبيان فالوجدانيات والروحانيات التي عشناها في يومي الجمعة والسبت لا يمكن وصفها ولا التعبير عنها بكلمات ، فما أجمل ذلك المشهد وطلبة العلم قد تحوقلوا على مائدة رياض الصالحين والملائكة تحفهم ذات الشمال وذات اليمين ، وما أجمل ذلك المشهد والطلبة سجوداً لله تعالى سجود شكر على أن وفقنا لختم الكتاب في هذه الفترة الوجيزة ، وما أجمل ذلك المشهد والدموع تتذارف فرحاً بالإتصال برسول الله صلّى الله عليه وسلّم" .
وتابع قائلا "إنّه لشرف عظيم قد حظينا به من الله تعالى أن أحيا بنا الإجازات والأسانيد خصوصاً في المسجد الأقصى المبارك كي يرتبط النّاس به ارتباطاً علمياً وروحياً وأتمنى على الله تعالى ألاّ يبقى بيت في داخلنا الفلسطيني إلاّ ويدخله بركة الإسناد ، حيث سيتمّ توزيع حديث الأولية والحديث المسلسل بالمصافحة وقراءة الأربعين النووية يومياً وتسميعها لكل حافظ لعها على مصاطب الأقصى كي يصل سند الأربعين لأكبر عدد ممكن ، ليحظوا بهذ البركة العظيمة ، فإنّ السند سبب لحصول النعم ودفع النقم لأنّ المسند منتسب لأشرف الخلق محمد صلّى الله عليه وسلّم نسبة روحية ، فإنّنا نجزم قطعاً أنّ ما وفقنا بقراءة رياض الصالحين كاملا بيومين إلاّ بمدد وتوفيق من الله تعالى ونعتبر ذلك بسبب بركة المسجد الأقصى وكرامة للإمام النووي رحمه الله تعالى".
وحول استمرارية المشروع قال "سيكون كلّ شهرين قراءة لكتاب معيّن من كتب العلم وتوزيع السند بذلك الكتاب ، حيث سنقرأ بعد شهرين من اليوم كتاب بلوغ المرام لإبن حجر العسقلاني وهنالك غيرها من الكتب نعزم على قراءتها بإذن الله تعالى في المسجد الأقصى المبارك ، ونعزم إن شاء الله تعالى عبر بعض القنوات الفضائية لتوسيع دائرة الإرتباط في المسجد الأقصى ليكون ارتباطا عالميا ".
وختم قائلا "وفي نهاية المطاف لا يسعني إلاّ أن أتقدم لمؤسسة عمارة الأقصى ورئيس المعهد العالي للإجازات والأسانيد الشرعية ولشيخنا العلامة الشيخ عمر بن عبد اللطيف الكيلاني جزاهم الله تعالى عنّا وعن المسلمين كلّ خير".
نحن بحمد الله نزداد شرفا وفخارا عندما نقوم على مثل هذه المشاريع
بدورها عبرت مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات عن سعادتها أثر نجاح المشروع وإجازة هذه الثلة الطيبة من الأخوة والأخوات في كتاب رياض الصالحين ،حيث قال مدير المؤسسة د.حكمت نعامة "بحمد الله تعالى ما زالت مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات تحقق هدفها الأسمى ألا وهو إحياء المسيرة التعليمية التاريخية في المسجد الأقصى المبارك عبر مشاريعها ،ومشروع الأسانيد ما هو إلا خطوة ضمن سلسلة خطوات لأحياء هذه المسيرة .أن قضية الأسانيد والإجازات العلمية تشعرنا بعبق المسيرة التعليمية وتحسسنا بأهميتها ومدى دورها في نهضة العلم ،ناهيك على أنها توقد فينا هذه السنة المحمدية التي نسيت من سقوط الدولة العثمانية ،ونحن بحمد الله نزداد شرفا وفخارا عندما نقوم على مثل هذه المشاريع".
وتابع قائلا "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات تبعث بأسمى الشكر والعرفان للدكتور الشيخ مشهور فواز عضو اتحاد علماء المسلمين وتبارك له جهده ووقته وإخلاصه في إنجاح المشروع ،ونحن أن شاء الله سوف نستمر في هذا المشروع وسوف نطرح في المستقبل المزيد من الإجازات وان شاء الله سوف نضاعف الأعداد ،وأيضا في هذا المقام نبارك للأخوة المجازين ونقدم لكم كل الحب والاحترام على الجهد الذي بذلوه بعيدا عن أهليهم ،حيث قضوا هذه الأيام في رحاب المسجد الأقصى المبارك يقرأون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ،فمنا لهم ألف سلام" وختم قائلا "ان مشاريع المؤسسة تتميز يوما بعض يوم وهذا من فضل الله ومن فضل الخيرين ،فمن هذا الباب نذكر الناس في الداخل الفلسطيني والقدس الشريف بألا يبخلوا بأوقاتهم في سبيل نصرة المسجد الأقصى المبارك وذلك عبر شد الرحال إليه أو الرباط فيه أو المشاركة في كل فعالية تنصره إن شاء الله" .
بقي علينا أن نشير أنه يوم الخميس في تاريخ 21-2-2013 سيتم تكريم الأخوة المجازين في قبة الصخرة وذلك بعد صلاة المغرب مباشرة.
تقرير:أحمد أبو الحوف ،تصوير:وسيم مراد