أسبوع التراث بالمدرسة اللاتينيّة في الرينة
تاريخ النشر: 01/06/15 | 21:44يعتبر التراث الشعبيّ والذي يضمّ بين طيّاته الآداب والقصص المتوارثة، القيم والعادات والتقاليد، الأغاني والموسيقى الفولكلوريّة، ثروة كبيرة لكلّ من يبحث عنه ويُحييه. وحرصًا على بقاء الماضي في ظلّ الحاضر والمستقبل، عادت المدرسة البطريركيّة اللاتينيّة – الرينة، بطاقمها الإداريّ والتدريسيّ وبطلابـها، إلى زمن لا تنساه الذاكرة، ارتدى فيه الشباب الكوفية والشروال، والصبايا ارتدين الفستان المطرّز يدويّا، والذي يُظهر إبداع أجدادنا وجدّاتنا وأذواقهم.
حضور الماضي بين جدران المدرسة دام أربعة أيام، اليوم الأوّل: تعرّف فيه الطلاب (من الصف الأول وحتى الثامن) على الألعاب التراثيّة وتوزّعوا على 12 لعبة، وقد أشرف على كل محطة طلاب من الصف العاشر وتقمص طلاب الاعلام من الصف العاشر دور المصورين-الصحفيين ليقوموا بتغطية الفعاليات والورشات. القسم الثاني من النهار توزّع فيه كل صفّ على عدة محطات داخل الصفوف وخارجها (زراعة، أغاني تراثية، تزيين إطار صور قديمة، رسم حنّاء، مشاهدة مقاطع من أفلام نادرة). في اليوم الثاني، حضر غالبيّة الطلاب بالزيّ التراثي، والتقوا بضيوف مهجرين من قرى هُدمت عام 1948، ( أمين محمد علي – أبو عرب – من صفورية، فهمي فرح من كفر برعم، جاد سالم من معلول، إلياس مِغزل من كفر برعم)، وقد دخلوا إلى كلّ صفّ – من رابع حتى ثامن – وسردوا ذكرياتهم عن أيام التهجير، والطلاب آذانهم مصغية، والدهشة من هذه الذكريات بادية على الوجوه. أما في الاستراحة الصباحية، فقد انتشر في الساحة باعة العصائر الطبيعية والترمس والفول والبطيخ والهريسة، وكلٌّ ينادي بضاعته ليبيعها بسعر زهيد (شيكل). وكانت مشاهد مناداة المارّة للشراء وكأنّها مأخوذة من سوق الناصرة القديم في أيام عِزِّهِ. بعد البيع والشراء التقط كلّ صفٍّ صورة جماعيّة في الزي التراثي مع مربي/ة صفه داخل غرفة تزيّنت بكل ما هو قديم وجميل.
اليوم الثالث: برز فيه دور الحكواتي ( الأستاذ نمر برانسي)، ليقصّ على طلاب الأول والثاني والثالث “حكايات جدّي”. تلا ذلك زيارة البازار الفولكلوري وتضمّن شرحًا عن التطريز وأدوات استعملوها في الماضي، من قِبَل السيدة ” فدوى خضر” من رام الله والتي جاءت إلى المدرسة خصيصا لأسبوع التراث عارضةً فيه الفساتين المطرّزة والجزادين والحليّ. والصفوف من رابع حتى ثامن، شاهدوا أفلامًا عن التهجير ومقاطع وثائقية عن القرى والمدن العربية وعادات كلّ منها. وجاءت ” فتحيّة خطيب- امّ مبارك ” من كفر كنا، لتُتحف الطلاب والمعلمين بأغاني التراث مع شرح عن معانيها وعن المناسبات التي تُلقى فيها، مع زغاريد جعلت أيدي الجميع ترتفع لتهتف وتحيّي وتُصفّق. اليوم الرابع افتُتِح بفعاليات صفيّة لصفوف الأول حتى الثالث، وورشات عمل ومحاضرات قام بها الأستاذ نمر برانسي وخريجة المدرسة نيلي برهوم لصفوف الرابع حتى الثامن. في الاستراحة الصباحية تناول طلاب الأول والثاني والثالث فطورًا دسمًا كالأرز واللبن وقطع اللحم الطرية، أعدّتها أمهات الطلاب. بعد الاستراحة جاء دور العرس العربي بحضور العرسان والأهل والمدعوّين، ومع حنجرة أم مبارك الذهبية بدأت الزغاريد تتعالى، بداية الحنّاء، ثم حلاقة العريس والزيانة، ثم تجلاية العروس والصمدة، والأغاني الرائعة أقامت المدرسة بأكملها من مكانها لتصفق وتفرح وتبتهج، واختتم العرس بسحجة ودبكة أتحفتنا بها فرقة بير الأمير – الناصرة. وبما أن الأعراس لا تنتهي إلا بتوزيع الحلو على المدعوين، فقد جاءهم جوز الهند ليُحَلّوا أفواههم، وعادوا إلى بيوتهم وفي ذاكرتهم أجمل عرس وأحلى أسبوع أُعيد فيه التراث إلى الحياة. الجدير بالذكر أنّ التحضيرات لهذا الأسبوع بدأت منذ أشهر بتعاون معلمي المدرسة والإدارة ولجنة مصغّرة مكوّنة من : نمر برانسي، ليلى خشيبون، شادية عويّد، كيتي مرجيّة، نانيس اسبنيولي، نوار راشد، عوني قنازع، سامر خشيبون، غديرشمشوم ، لؤي قحاز)، ونتيجة هذا التعاون ثمار من الثناء والمديح والدعاء بدوام الصحة والعافية
تصوير:سامر خشيبون ولؤي قحاز
بجنن
ما اجمل التراث ونحن بشغف لوجود مدارس تثبت لنا انه ما زال تراثنا موجود يكسونا بالمحبة والمودة الف الف تحية للمدرسة وطاقمها وطﻻبها جميعا ومشاركة الجميع عنجد حلو واكثر من رائع الف تحية لكم اجمل شئ العرسان 1000000ﻻبك