مزيد من التهويد والاستيطان واستهداف القدس والأقصى
تاريخ النشر: 04/06/15 | 10:58يوافق يوم الأحد القادم 7/6/2015 الذكرى الـ 48 لاستكمال احتلال القدس، ووقوع شطرها الشرقي والمسجد الأقصى في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، التي كانت إحدى المحطات الأليمة لنكسة عام 1967. ففي الخامس والسادس من حزيران نفذت قوات الاحتلال هجمات متفرقة على شرقي القدس، تكثفت في اليوم الثالث. ومع ظهيرة السادس من حزيران سقطت كل المدينة في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، من ضمنها البلدة القديمة بالقدس المحتلة والمسجد الأقصى وحائط البراق؛ وأصبحت مدينة القدس بأكملها تحت الاحتلال الإسرائيلي، بشطريها الغربي والشرقي.
اقتحمت الآليات العسكرية بداية البلدة القديمة ثم المسجد الأقصى، وعقبها بقليل اقتحمه وزير الحرب آنذاك “موشيه ديان” يرافقه عدد من قيادات جيش الاحتلال وحاخامات، وهناك رفع أحد الجنود العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة – وأزيل بعد أيام بتدخل من تركيا، فيما توجه آخرون الى ممر بجانب حائط البراق ونفخوا في البوق التلمودي، في لحظة هي الأسوأ من ما مرّ على القدس والأقصى. ولم تمر سوى أربعة أيام، حتى أقدم الاحتلال على تدمير حي المغارية جنوبي الأقصى، تدميرا كاملا، وحوّلها الى ساحة صلاة يهودية كبيرة وأطلق اسم “حائط المبكى” على حائط البراق الاسلامي.
وعلى مدار 48 عاما واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه بكل قوة، وسخّر الكثير من إمكانياته في الاعتداء على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي عدوانه على الانسان المقدسي، وعلى الحضارة والتاريخ والمعالم والآثار والأرض والأوقاف. ونفذ عشرات إن لم يكن مئات المشاريع الاستيطانية في القدس، محاولا طمس معالمها وتاريخها وحضارتها، وتشويه الحقائق وتزييف الوقائع.
وفي هذه الذكرى الأليمة يضع المركز الإعلامي – “كيوبرس” – بعض الملاحظات والاحصائيات التي تشير الى تصعيد الاحتلال من ممارساته، في مشوار مشروعه الصهيوني الذي يستهدف القدس والأقصى:
عدد سكان مدينة القدس المحتلة المقدر اليوم يبلغ أكثر من 404.165 فلسطيني غالبيتهم يقطنون في شرقي القدس، أو ما يمكن تسميته بمحافظة القدس – شرقي القدس وقراها. ومن بين نحو 900 ألف شخص من العرب واليهود يسكنون في شطريها الغربي والشرقي، يعزل جدار الفصل والضم التوسعي نحو 100 الف مقدسي عن مدينة القدس. ويشكل المقدسيون نحو 38% من سكانها، بالرغم من أن الاحتلال حاول بكل الأساليب جعل نسبة المقدسيين 12% فقط من مجموع سكان القدس، إلا أنه حصد فشلا ذريعا فيما اصطلح تسميته بالصراع الديمغرافي/السكاني.
اقام الاحتلال منذ عام 1967 حتى الآن 35 مستوطنة في شرقي القدس، 18 مستوطنة تقع داخل “حدود بلدية القدس” و17 مستوطنة تقع خارج “حدود بلدية القدس” وداخل حدود محافظة القدس وفقا للتقسيم الإداري ما قبل عام 1967م، باستثناء البؤر الاستيطانية حول القدس القديمة.
بالرغم من أن 62% من سكان القدس فلسطينيين، إلاّ أنه لا يسمح لهم البناء سوى على 14% من الأرض، في الوقت الذي لا تصدر فيه دوائر البناء والتخطيط الاحتلالية إلا من ندر من رخص البناء.
هناك 20 ألف بيت مقدسي مهدد بالهدم من قبل بلدية الاحتلال بالقدس.
تشير الإحصائيات من عام 2014 أن نسبة الأشخاص المقدسيين تحت خط الفقر تبلغ 75.4% من مجمل السكان الفلسطينيين، و 83.9 % من مجمل عدد الأطفال.
ما بين عام 1967-2012 فقد آلاف المقدسيين حق الإقامة في القدس، وبلغ عدد سحب الإقامات 18.824، أعلاها كان في عامي 2008 و 2012 ، حيث تم سحب أكثر من 4 آلاف إقامة في كل منهما.
ما بين العام 2000-2012 ارتفع عدد المستوطنين في شرقي القدس بنحو 20%، ليصبح 197.365 في العام 2012 ، بعد أن كان 164.188 في عام 2000.
اهتم الاحتلال في السنوات الأخيرة بما أسماه الحدائق الوطنية في محيط القدس القديمة والأقصى، ورصد في العام 2005 مبلغ 400 مليون شاقل لهذا الغرض.
زاد الاحتلال من عدد البؤر الاستيطانية في القدس القديمة وفي الأحياء المقدسية المحيطة بالمسجد الأقصى، كبلدة سلوان وجبل الطور ورأس العامود، إضافة الى حي الشيخ جراح، ورصد عام 2014 مبلغ 101 مليون شاقل لحراسة المستوطنين في هذه البؤر الاستيطانية.
بنى الاحتلال جدار الفصل العنصري – جدار الضم والتوسع الاستيطاني – بطول 168 كم حتى الآن، وعزل بذلك نحو 100 ألف مقدسي عن القدس، في حين ضم الى حدود “القدس الكبرى” مساحة تساوي 2.3 من ضعفها، حيث كانت المساحة البلدية نحو 126 كيلومتر مربع، أضاف الجدار اليها مساحة 164 كيلومتر مربع؛ لتصبح مساحة “القدس الكبرى” نحو 290 كيلومتر .
أما على مستوى المسجد الأقصى:
نفذ الاحتلال حفريات متواصلة على مدار الـ 48 سنة، لم تتوقف لدقيقة واحدة، أسفل ومحيط المسجد الأقصى، حيث بلغ عدد الحفريات 47 حفرية، منها 25 حفرية في الجهة الغربية و17 حفرية في الجهة الجنوبية، و5 حفريات في الجهة الشمالية.
تشير الإحصائيات الى أن مجموع طول الأنفاق التي حفرها الاحتلال أسفل وفي محيط المسجد الأقصى – من ضمنها الحفريات أسقل بلدة سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى، وتتواصل مع الأنفاق أسفل الأقصى – نحو 3000 متر طول.
أما أطول وأخطر هذه الحفريات والأنفاق، هو النفق الممتد أسفل الأقصى من أسفل باب المغاربة، متجها شمالا أسفل الجدار الشمالي للأقصى – منطقة المدرسة العمرية – بطول نحو 580 متر. والنفق اليبوسي الذي يمر من وسط بلدة سلوان باتجاه الشمال، وينتهي أسفل باب المغاربة ويصل طوله نحو 700 متر.
بنى الاحتلال حول الأقصى نحو 100 كنيس ومدرسة دينية تستخدم كلها ككنس يهودية.
صعّد الاحتلال منذ عام 2009 و2010 اقتحاماته للمسجد الأقصى، وفي مقدمتهم المستوطنين، في حين بلغ عدد المقتحمين منذ عام 2010 وحتى الآن نحو ( 55459) عنصر احتلالي أغلبهم من المستوطنين – في دالة تصاعدية حادة في السنوات الثلاث الأخيرة. إذ اقتحم الأقصى في عامي 2010 و2011 نحو خمسة آلاف مستوطن في كل منهما، أما في العام 2012 فبلع عدد المقتحمين ( 10831) وفي العام 2013 ( 13268) مقتحما. وبلغت الاقتحامات حدها الأقصى في العام 2014 ( 14952) مقتحما، اما العام الجاري فبلغ عدد المقتحمين حتى نهاية شهر أيار نحو (5505) مقتحم.