اين نحن من مكارم الاخلاق ..؟!
تاريخ النشر: 18/02/13 | 23:56لا ريب ان تقدم المجتمعات ونهضة الامم وازدهارها وعافيتها يعتمد بالاساس على مكارم الاخلاق والمنظومة القيمية في تربية وبناء الانسان والجيل الجديد ، فضلاً عن الحرية الانسانية والتعددية السياسية والفكرية . وان انحطاط وتدهور وتراجع الاخلاق مؤشر واضح ودليل قاطع على انهيار المجتمعات والامم ، افلم يقل شاعر النيل حافظ ابراهيم :
انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
ومما يؤسف له هو هذا الانحدار والتسيب الاجتماعي والسقوط والانحطاط الاخلاقي الرهيب الذي يشهده مجتمعنا ، والحال الذي آلت اليه احوال شبابنا في تصرفاتهم ومسلكياتهم ومعاملاتهم وكلامهم ولباسهم وتخنثهم وميوعتهم وتمايلهم على الشمال واليمين، وتقليدهم النساء في مظهرهن وبتسريحات الشعر والقصات الغريبة وتنعيم الاظافر والسراويل الضيقة والجينز الساحل ووضع القلائد في الرقبة وربط الشعر ، معتقدين ان الرجولة بالمغامرات والمعاكسات ومطاردة الفتيات والتسكع في الشوارع، ووضع الجل وتدخين النرجيلة والسجائر الامريكية .
ان من ينظر الى حال وواقع مجتمعنا في العقود الاخيرة ، وبفعل العولمة الوافدة وثقافة الاستهلاك، يلحظ تراجع القيم ، وتدني المستوى الاخلاقي، وشيوع الفساد، وانتشار الكذب والنفاق، وافتقاد الصدق وقيم الرحمة والتسامح والاخاء ووشائج المحبة ، التي كانت سائدة وشائعة في الماضي ، علاوة على القسوة في التعامل مع الضعيف، وفقدان معاني الشرف والعزة والكرامة والنخوة والهمة العالية ، وعدم اتقان العمل والالتزام بالمواعيد واحترامها ، وعدم احترام الانسان ، وغياب الامانة والجوء للسرقات . فالى متى سنبقى واقفين مكتوفي الايدي بما يجري ويحدث في مجتمعنا من فوضى وانفلات اخلاقي ؟ وهل سنبقى نتصرف هكذا مع اولادنا ونعطيهم الحرية المفرطة ، ونترك الحبل على غاربه، بعد ان فقدنا السيطرة عليهم ، ولبينا جميع طلباتهم وقدمناها لهم على سجادة من حرير؟!
ان المسؤولية ثقيلة وكبيرة وغالية ، في ظل غياب الدور الرقابي والتربوي ، والدور التعبوي التثقيفي لاحزابنا السياسية وحركاتنا الوطنية ، التي تحولت لقوائم انتخابية موسمية ليس الا..!
وهذه المسؤولية في تربية وتنشئة الابناء والجيل الطالع والصاعد ، نتحملها جميعاً ، اباء وامهات ، ومربين ومربيات، وقيادات سياسية ، ومؤسسات مدنية ومنظمات اهلية ، ومرشدين وعاملين اجتماعيين مختصين نفسسيين ، ومثقفين ورجال ادب وفكر ، ورجال دين ، وائمة مساجد . فكل واحد له دوره المسؤول من خلال موقعه ، وعليه ان يحاول ويجرب بالنصح والتوجيه السديد والارشاد الهادف والتوعية العقلانية والاعلام الرشيد ، تنمية القيم المجتمعية وتذويت مكارم الاخلاق وتهذيب النفوس ، والمساهمة في انقاذ مجتمعنا والعمل على تقدمه وازدهاره ونهوضه على القيم والمبادئ والمواقف السليمة والسلوكيات الصحيحة . فقد بلغ السيل الزبى ، وآن الأوان ان نصحح المسار وننقذ السفينة الغارقة ، وذلك بالعمل الجاد والمكثف والمثابر ، واجتثاث كل الظواهر اللاخلاقية والشاذة ، التي تسيء لنا وتدمر مجتمعنا .
صحيح ولكن هل من مجيب ذهبت الاخلاق والامم في الطريق نسال الله الصلاح في الامه الاسلاميه
لا فض فوك يا اخ شاكر, والله اصبت بما كتبت…ان اوان العمل قبل فوات الاوان. ان هذه الكتابات التي تبدي الحرص والغيرة على الوضع الاخلاقي لشبابنا تثلج الصدور (ولقد كنت قد قرات كذلك في الماضي مقالة لوالدي بعنوان: انا لا احارب من اجل عمر – لها نفس الدلالات)…ولكن يا ترى كم من شباب الجينز الضيق والسراويل الساحلة والجل يقرأون هذه المقالات الهادفة (اذا كان هناك أصلا من يقرأها). أكاد أجزم أن من يقرأ هذه المقالات هم فقط من يكتبون المقالات – يعني تقرأون مقالات بعضكم أيها الكتاب والادباء واّمل كل الامل ان اكون مخطئا. علينا أن نجدّ ونجد الطريقة التي تصل فيها الكتابات الى كل شباب وشابات الجيل الصاعد وهي خطوة أولى في سلسلة خطوات حثيثة وجبارة من اجل البدا في التغيير الى الافضل.
نعم وللاسف اوافقق في الرا ي اخ سامي انشاء الله ربنا يهدي الشباب وقبلهن الصبايا ليقراو ا مقالات ادبيه صحيحه وهادفه