جمعية إعمار تعقد مؤتمرها الثالث لرجال الأعمال
تاريخ النشر: 07/06/15 | 16:22لا يخفى على أحد ما لرجال الأعمال من أهمية ومن دور ريادي مرتقب للنهوض باقتصاد الداخل، وأنهم عماد نهضة كل أمة، بما ينشؤون من مشروعات، وبما يبتكرون من أعمال، وبما يخلقون من فرص عمل، وبما يُدخلون إلى عالمنا من إبداعات وابتكارات.
من هنا فقد أدركت جمعية إعمار كل ذلك، وسعت لتحقيق تواصل مع رجال الأعمال، وإنشاء تجمع هادف لهم فكان هذا المؤتمر، مؤتمر أعمار الثالث لرجال الأعمال، والذي أقيم يوم الثلاثاء الموافق 2/6/2015 في فندق جولدن كراون في مدينة الناصرة، وبحضور ما يزيد عن 200 رجل أعمال من الداخل الفلسطيني، حيث يهدف هذا المؤتمر إلى تحقيق التواصل بين رجال الأعمال بشتى مجالاتهم وتنوُّع أعمالهم من أجل معرفة المشكلات والعوائق التي تحول دون نجاح المشروعات والأعمال في البلاد، والتوصل إلى توصيات لحل هذه المشكلات وسُبُل التغلب على العوائق، كل ذلك من أجل النهوض بالوضع الاقتصادي في الداخل الفلسطيني.
وقد تولى عرافة المؤتمر الأستاذ ايمن بصول – مركز منتدى إعمار لرجال الاعمال، حيث افتتح المؤتمر مرحبا بالحضور الكرام، شاكرا لهم استجابتهم للدعوة وتلبيتهم للحضور، مؤكدا الدور البارز الذي يقوم به رجال الأعمال في النهوض بالاقتصاد، كما واكد ان المؤتمر يهدف إلى تحقيق التواصل بين رجال الأعمال بشتى مجالاتهم وتسليط الضوء على المصالح العائلية واعطاء ادوات ادارية لأصحاب المصالح العائلية لتطوير مصالحهم مع التشديد على تخطيط وادارة التوريث ونقل الملكية للأجيال المتعاقبة، بصورة تضمن استمرارية المصلحة بنجاح والمحاولة قدر الامكان الحفاظ على هذه القوى الاقتصادية التي تساعد في تطوير اقتصاد الداخل الفلسطيني.
هذا وحل ضيفا على المؤتمر كل من الملحق التجاري في السفارة التركية السيد “محمد ايطاك” ووفدا من الضفة الغربية ترأسه السيد “نصر عطياني”، رئيس اتحاد الصناعات الغذائية الفلسطينية، وفضيلة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني.
وابتدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية للدكتور سليمان اغبارية رئيس جمعية إعمار تناول فيها -بعد أنّ رحب بالحضور- بعضا من إنجازات جمعية إعمار في الفترة السابقة، وأهداف هذه المشاريع على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية، ومنها تشجيع المنتج العربي، بإقامة معارض ليكون دافعا لمحاربة البطالة في الوسط العربي وتقديم استشارات مهنية للمبادرات الاقتصادية والمشروعات الصغيرة، قائلاً: “بعد هذه السنين نستطيع ان نقول ان جمعية اعمار اصبحت الان محط دراسة لكثير من الابحاث والباحثين، واقولها بصراحة وبكل وضوح انه من سنة 1948 حتى يومنا هذا، لم تتوفر جمعية اقتصادية غير جمعية اعمار تأخذ على عاتقها ان تقيم مشاريع اقتصادية، ولقد دعمنا ما يزيد عن 130 مشروعا، وهذه المشاريع دفعت عجلة الاقتصاد في الداخل الفلسطيني”.
وعن الشركات العائلية قال الدكتور سليمان: “هناك نجاحات واخفاقات في هذه الشركات، والسؤال لماذا يوجد نجاح؟ ولماذا يوجد اخفاق؟ وما هي العوامل التي تسبب الاخفاق والنجاح؟، وهنا نؤكد ان النجاح في المشاريع يأتي من رؤية سليمة مبينة على امور علمية صحيحة”.
“مؤسسة اعمار جاءت لتحول المحتاج فينا الى منتج”
ثم تحدث بعد ذلك فضيلة الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني حيث أكد في كلمته الدور الذي تقوم به جمعية اعمار في نقل المجتمع من مجتمع اتكالي الى انتاجي قائلا: “ما فهمته من مؤسسة اعمار انها لا تأتي لتقديم دور اغاثي، وما جاءت لتقوم بدور توزيع الصدقات، مؤسسة اعمار جاءت لتحول المحتاج فينا الى منتج، وكل اعمالها قائمة على هذه الفلسفة”.
وتابع قائلا “احدى الامور الطيبة ان جمعية اعمار تريد تغيير المجتمع من مجتمع اتكالي الى مجتمع انتاجي، ايضا جمعية اعمار تتواصل مع العمق التجاري الاسلامي لدعم مجتمعنا وشبابنا وايجاد سند قوي لهم بشرط ان يبقوا في موقف اصحاب رأي وقرار “.
العمل الاقتصادي هو أحد الأسس التي تدفع بنا الى انجاح مجتمعنا الفلسطيني
بدوره اكد السيد “نصر عطياتي” رئيس اتحاد الصناعات الغذائية الفلسطينية على وجود شراكة بين رجال الاعمال في الداخل والضفة الغربية المحتلة، حيث قال في سياق كلمته: “ان العلاقة الاقتصادية بيننا مبنية على علاقة اجتماعية فنحن ابناء وطن واحد، وقضيتنا واحدة، والعمل الاقتصادي هو أحد الأسس التي تدفع بنا الى انجاح مجتمعنا الفلسطيني”. واضاف: “في الحقيقة نحن نتفق على ان هناك شركات عائلية تبلغ في الضفة 99%، هذه الشركات تمتاز بتوظيف على الاقل 15 عاملا، وهذه نسب عالية، لكن نحن نؤكد ان المشكلة هي في الادارة، لان العمل أساس نجاحه الادارة، فمن خلال الابحاث تبين ان الخلل في الادارة، يأتي من الدور الثاني الذي يعاني من مشاكل وقلة ادارة في الشركات العائلية”.
اننا كمسلمين يجب ان نكون مجتمعا عصاميا لكي نحقق انجازاتنا
الملحق التجاري في السفارة التركية السيد محمد ايتاك اكد في كلمته المترجمة ان المسلمين في كل انحاء العالم هم جسد واحد، وقضاياهم واحدة، مهنئا جمعية اعمار على هذه الانجازات التي حققتها، وأضاف: “نحيي جمعية اعمار على كل انجازاتها وابارك لهم هذا المؤتمر الذي يشارك فيه العشرات من رجال الاعمال، واؤكد اننا كمسلمين يجب ان نكون مجتمعا عصاميا لكي نحقق انجازاتنا”.
ادركنا اننا بحاجة الى قطاع من رجال الاعمال لتنفيذ مشاريع مهمة
وقد قدم الاستاذ يوسف عواودة مدير جمعية اعمار للتنمية والتطوير الاقتصادي كلمة تعريفية بالجمعية ومشروعاتها المختلفة حيث قال ” جمعية اعمار تتواصل مع 1200 رجل اعمال عربي في الداخل، ومن خلالهم انتقلنا من منطلق نعمل من خلاله على تغيير الواقع الصعب، حيث ادركنا اننا بحاجة الى قطاع من رجال الاعمال لتنفيذ مشاريع مهمة”.
وتابع قائلا “قمنا بالعديد من التفاهمات مع محيطنا العربي، حيث اننا اولا نعد اعضاء في جمعية ال IBF هذه الجمعية التي تضم رجال اعمال من اكثر من 50 دولة، كما أننا عقدنا تفاهمات مع كل من جمعية الرخاء لرجال الاعمال في الاردن، وجمعية الموصياد التركية، وجمعية امل في المغرب، وجمعية نماء في تونس، وجمعية رجال الاعمال المسلمين في ليبيا، وكل ذلك من اجل تنظيم الوفود والرقي برجال الاعمال الى العالمية”.
الشركات العائلية.. بين الواقع والمأمول
اما المحور الثاني للمؤتمر فقد تناول موضوع الشركات والمصالح العائلية، من خلال محاضرة للأستاذ مجدي ابو الحوف تحت عنوان “الشركات العائلية في الداخل الفلسطيني تحديات النقل والتوريث للجيل الثاني” قام من خلالها بعرض تصويري اعتمد فيه على بحث اجراه على العديد من الشركات العائلية في الداخل الفلسطيني.
اما الورشة الثانية فكانت بعنوان: ” تجارب من واقع الشركات العائلية “، حيث أدار الورشة الاعلامي فادي مصطفى – مدير مكتب مرحبا للدعاية والإعلام، وقام بطرح عدد من الأسئلة على بعض من أصحاب الشركات العائلية في البلاد، من أجل معرفة واستكشاف التحديات التي تواجه هذه الشركات، ولأجل التوصل إلى توصيات وحلول لمعرفة كيفية تخطي هذه التحديات.
وشارك في هذه الورشة كل من رجل الاعمال احمد يزبك صاحب شركة احمد يزبك للادوات المنزلية، والسيد يوسف نخلة مدير تسويق في شركة قهوة نخلة، والسيد قتيبة ابو ياسين صاحب شركة بيت الطفل والسيد حسين ميعاري صاحب شركة داركو.