المئات بيوم القدس والأقصى للحركة الطلابية اقرأ
تاريخ النشر: 08/06/15 | 17:09شارك يوم السبت الأخير المئات من طلاب الجامعات والكليات في الداخل الفلسطيني ضمن فعاليات يوم القدس والأقصى الذي تقيمه الحركة الطلابية اقرأ في كلّ عام تحت عنوان: “وتبقى القدس البداية”، ويعتبر هذا النشاط الطلابي الأضخم جماهيريًا في الداخل.
تنوع برنامج اليوم بعدة فقرات ما مجموعها خمس محطات توجت بمهرجان ختامي في صحن قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك بكلمات ترجيبة وخطابية ألقاها شخصيات من الحركة الإسلامية ودائرة الأوقاف، وإلقاء شعر وأناشيد من إبداعات طلابية.
نقطة الالتقاء الأولى لكافة المجموعات كانت في قرية عمواس – التي هجرت عام 1967 – حيث تجمع الطلاب وتناولوا وجبة الفطور قبل أن يتوزعوا على المحطات التي اختاروها. هنا لفتة وإشارة طيبة من الحركة الطلابية، حيث تقوم كل عام بالنزول في قرية مهجرة قُبيل دخول القدس بهدف التجمع أولًا لكن ليس لذلك فقط، بل للتأكيد على ارتباط الطالب بكل شبر من هذه الأرض المقدسة، وارتباط الطالب بكل قضية من قضايا شعبه وأمته.
محطات خمس والخطوات المقدسية أبرزها
من هناك توزع الطلاب على المحطات الخمس المتنوعة في مناطق القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك. أبرز تلك المحطات هي “الخطوات المقدسية” – في البلدة القديمة – والتي من خلالها يتعرف الطلاب ذاتيًا على البلدة القديمة ومعالمها، ومثلها بالضبط خطوات داخل المسجد الأقصى المبارك. في الخطوات المقدسية شاركت نحو عشرون مجموعة طلابية في داخل البلدة القديمة وعشر أخرى داخل المسجد الأقصى المبارك، وتنافست كل المجموعات على تحقيق أسرع وقت ممكن بغية الوصول إلى كل المعالم المطلوبة وجمع المعلومات اللازمة من أهل البلدة القديمة ورواد المسجد الأقصى المبارك، تم توزيع خارطة المسجد الاقصى مع معالمه مرقّمة على الخريطة، مع أسماء بعض المعالم المختارة التي كان على المتنافسين الوصول اليها واكتشاف موقعها ورقمها على الخريطة، كما تم الاتفاق على ساعة البدء ومكان التجمع عند الانتهاء. وهذه الفعالية الأولى من نوعها حيث تجري العادة بالتعرف على القدس ومعالمها رفقة مرشد سياحي أو متخصص بدراسات بيت المقدس، لكن هذه المرة كان الطالب نفسه ومجموعته هم الطلاب وهم الباحثون عن المعلومة. ولإثبات وصول كل مجموعة للهدف بحسب الخطوات المتبعة كان لزامًا على أعضاء كل فريق المكون من 10 أشخاص إلتقاط صورة تجمع كل أفراد المجموعة مع المعلم المُحدد حسب ترتيبه في الخطوات. وفي هذا الخصوص قالت الطالبة بهاء الدين مصاروة – يافة الناصرة – الجامعة الأمريكية جنين: “كمشاركة أولى لي في فعاليات اقرأ بشكل عام، أسلوب جميل وابداع في الفكرة والتمرير، الاعتماد على النفس في استنباط المعلومات المقدسية من أهالي القدس في المسار الذي شاركت فيه سيرسخ تلك المعلومات عميقا في داخلي وهذا أفضل من المحاضرات.. نشاط موفق وجميل بارك الله في جهودكم”. وعن الخطوات المقدسية داخل المسجد الأقصى المُبارك قالت الطالبة أثير فرحان: ” لقد كان لهذا المسار أثرا اكبر بكثير من مجرد مسابقة وتنافس. كانت كل الفرق المتنافسة في مسار خطوات مقدسية داخل مساحة المسجد الاقصى تستمتع بكل لحظة تخطو فيها داخل ساحاته، وبكل لحظة تستنشق فيها من هوائه”.
صور باهر.. ومع شاهد على الحدث
في صور باهر زار وفد من الطلاب الحاج محمد جاد الله مواليد 1921، ملازم أول بلباس عسكري رفيق عبد القادر الحسيني يروي قصة جهاده عام 1948 والتعاون بين مجاهدي فلسطين ومجاهدي الإخوان المسلمين من مصر في معارك المنطقة. قصص الحاج محمد تركت في نفوس الطلاب عبر كثيرة، فهو شاهد على حدث كنا نسمع عنه من أجدادنا أو من وسائل مختلفت نقلت لنا الصورة، أما أن نستمع لشاهد عايش الحدث ورافق عبد القادر الحسيني فهو بلا شك أمر عظيم، وكلماته تخرج من صاحب تجربة تاريخية، هذا المعمّر ابن الـ 94 عامًا قل من يشابهه اليوم، فغالب من خلفته النكبة مات إما قهرًا وإما بسبب الكبر في السن. يعقب أحد الطلاب على الزيارة فيقول: “سأختصر وأقول وعلى وجه السرعة وكلي مرارة على ذلك قابلنا اليوم في زيارة صور باهر نظمتها نجم من نجوم فلسطين، عملاق من عمالقتها، ودليل على أمة مباركة.
باب السلسلة ولقاء مع حرائر الأقصى
وعند باب السلسلة كانت فعالية خاصة بمرابطات بيت المقدس حيث تم تكريم المبعدات عن المسجد الأقصى المبارك من قِبل الطالبات اللاتي سمعن حديث الحرائر المُبعدات وتجربتهن في الرباط. لم يكن اختيار باب السلسلة محض مصادفة، فهو نقطة الاحتكاك الدائمة بين الحرائر وقطعان المستوطنين، الذين يحاولون بصلواتهم ورقصاتهم التلمودية استفزازهنّ مرارًا وتكرارًا، أمام أعين الجنود، وتحت رقابتهم وحمايتهم. هناك، كانت المُبعدات في انتظار الطالبات، لتُرسلن للعالم أجمع رسالة مفادها أن كل تلك الاستفزازات لن تُنقص من عزيمتهن ولن تزحزحهن قيد اُنملة عن أبواب المسجد الأقصى. وعلى أثر ذلك تقسّمت الطالبات لمجموعات صغيرة، ليستمعن لتجربة الحرائر في الاعتقال والإبعاد، فالبداية كانت بالسماح للمستوطنين بدخول المسجد الأقصى خلال الفترتين الصباحية وما بعد الظهيرة، وممارستهم لطقوسهم الدينية كمحاولة للترهيب والتخويف، وما أن يتصديّن لهم بالتكبير والتهليل للتنديد بقبيح أفعالهم حتى تحتدم المناوشات والمشادات ويزداد التدافع، ثم ما تلبث أن تتقدم القوات الخاصة صوبهنّ وكأنها تذود عن حوزة الوطن، لتعتقل ما استطاعت إليه سبيلا، وهنا تبدأ معاناة اخرى. ففي الزنازين محاولة جديدة لفرض السيطرة والخنوع، فأبسطها إيذاء كلامي وجسدي، تحقيق مضنٍ وشاق لساعات طوال، تهديد بالتفتيش العاري، وربما التفتيش حقًا، تليها محاكمة لم تعرف العدل يومًا، ليكون القرار الصادم، بالإبعاد طوعًا وكرهًا لأيام وأشهر تمر كالدهور، دفع غرامات مالية، أو حكم بالسجن الفعلي، في سابقة خطيرة تحدث لأول مرة مع نساء الأقصى، كما حدث مع الأخت عايدة الصيداوي. كل ذلك وأكثر، لم يكن ليُسكت صوت الحق في نساء الحق، كيف لا وهن ذهب الأقصى وثمين معادنه. لذا، كان لزامًا على الحركة الطلابية أن تحتفي بأمثالهن، بتتويجهن بطوق من الورد، وتقديم درع تقديري لهن، لعظيم جهدهن، لثباتهن وصمودهن أمام سياسات القمع والإذلال، في ظل التخاذل والصمت العربي والدولي إزاء الانتهاكات المتكررة. الأخوات: هنادي الحلواني، خديجة خويص، نهلة صيام، عايدة الصيداوي، فاتنة حسين، عايدة الأسيد، آية أبو ناب، سمية طه، آيات طه، تسنيم عياشي وأُخريات. تقول الطالبة رانية جرامنة: رغم معرفتي المسبقة لهنادي الحلواني – مرابطة مقدسية – عن طريق شبكات التواصل الاجتماعية إلا أنني شهدت جانبا آخر منها في هذا اليوم، هنادي القوية ذات العزيمة والهمة العالية التي لم تتوان عن شد أزر النساء المرابطات في المسجد الاقصى.
وجولة حول الأسوار..
الفعالية الخامسة كانت جولة حول أسوار القدس القديمة برفقة مرشد عارف بتفاصيل المكان حدّث الطالبات بمعلومات تدور حول البلدة القديمة. حيث قدّم المرشد جمال النتشة معلومات قيمة وإرشاد نوعيّ حول الشواهد التاريخية العربية الإسلامية للقدس مطلعا الطلاب على آثار مساعي تهويدها من قبل المؤسسة الإسرائيلية.
وتتويج اليوم في صحن قبة الصخرة
في ختام المحطات توجه الطلاب إلى المسجد الأقصى المبارك وأدوا صلاة الظهر في رحاب المسرى، ومن ثم تجمعوا من جديد في الجهة الشرقية لصحن قبة الصخرة تحت الخيم التي نُصبت لرمضان الخير، وهناك انطلق المهرجان بحدود الساعة الثانية عصرًا حيث تولى عرافة المهرجان الطالب مهدي الزبارقة من جامعة بئر السبع، بحضور الشيخ مروان جبارة قيادي في الحركة الإسلامية الذي ألقى الكلمة الرئيسية وتحدث عن مكانة القدس في الماضي والحاضر والمستقبل في وجدان الأمة الإسلامية وعلى أنها ستكون عاصمة الخلافة الإسلامية التي بشّر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعن الأوقاف الإسلامية حضر الأستاذ ياسر أبو غزالة مدير قسم التطوير والتخطيط الإداري في دائرة الأوقاف العامّة حيث ألقى كلمة ترحيبية بطلاب اقرأ وأثنى على دور الحركة الطلابية اقرأ وما تقوم به من نشاطات عدّة لدعم ونصرة قضية القدس والمسجد الأقصى، وألقى كلمة اقرأ الدكتور واصف نعامنة الرئيس الجديد لجمعية اقرأ خلفا للدكتور أيمن سليمان، وأكد نعامنة على أهمية دور الطلاب في نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وحظيت مجموعتان من الطالبات بنصيب الفوز في مسابقتي خطوات مقدسية داخل المسجد الأقصى المبارك وخطوات مقدسية في البلدة القديمة بتكريم ووزعت عليهن جوائز من إصدارات مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أما عن الفقرات الطلابية فقد أبدع الطالب عروة وتد في إلقائه لقصيدة مقدسية، وأنشد الطالب أنس حجاجرة مقاطع إنشادية إسلامية مختلفة ختم بها هذا الجمع المُبارك.
وفي حديث مع مركّز اللجنة المنظمة ليوم القدس والأقصى، الطالب أنس أبو رعد – جامعة بئر السبع – قال: ” بتقديري كان يومًا ناجحًا استطعنا من خلاله ايصال رسالة تثبيت الرواية الاسلامية والفلسطينية عن طريق التعرف على بعض معالم البلدة القديمة والمسجد الاقصى المبارك وهذا انطلاقًا من ان الشخص يتعلق بالشيء عندما يعلم عنه اكثر واكثر كما واننا تعمدنا اختيار تاريخ 06/06 تزامنًا مع ذكرى احتلال مدينة القدس ليكون وقع لهذه الذكرى المشؤومة عند الطلاب وان الاحتلال ليس من الماضي فقط وانما هو مستمر واهل القدس يعايشونه يوميًا عندما تُصادر اراضيهم وتُهدم بيوتهم ومن خلال تهويد المعالم الاسلامية والعربية”.
وقالت تسنيم مصاروة مركّزة المشاريع في إدارة الطالبات: “الهدف من هذا النشاط هو تعريف طلابنا بقضية القدس والاقصى وكشف الحقائق وتعميق المعرفة بكل ما يخص الاقصى، لقد منحنا طلابنا فرصة ان يتعرفو على المسجد الاقصى عن كثب وان يعيشو قضايا الاقصى الحية بشكل شخصي، كمركزة مشاريع الحركة الطلابية لقد شعرت بالفخر الكبير عندما رأيت شبابنا وطلابنا يتوافدون للمشاركة بمثل هذا اليوم حيث ان المحرك الوحيد لهذه الطاقات هو حب المسجد الاقصى والتوق لملاقاته وقد زادني فخرا وسرورا انني لامست منهم الشغف والتعطش لمعرفة المزيد عن مسجدهم وقلب قضيتهم المسجد الاقصى المبارك”.
بدورها قالت حنين جمل مسؤولة ادارة الطالبات بالحركة الطلابية اقرأ: “البارحة كان يوما من ايام الله التي رفعت فيها راية حب المسجد الاقصى المبارك… في قلوب الجميع سكن الشوق لترابة في لحظات العودة… خلال اليوم ازاد الطلاب معرفة لانحائه وازقة البلدة القديمة سالوا اهلها وعاشوا لحظات مع انفسهم ومع السؤال كم نعلم عن المسجد الاقصى وكم نعلم عن القدس شوارعها وازقتها واحياءها، كان اليوم هو محاولة منا كحركة طلابية لان نقرب طلابنا لقضية الامة الاولى ولنعلمهم ان لكم فيه حق فلا تفرطوا فيه، حيوا كل صخرة ثابتة في ارجاء القدس وحيوا كل مئذنة وكل مصل وكا مبعد وكل طفل، لان صمودهم هو صمود للقدس، واحيي وابارك كل الجهود الجبارة التي بذلت لانجاح هذا اليوم واخص بالذكر كوادرنا جنود الخفاء وهم راس مالنا فبارك الله في جهودهم وجزاهم عنا كل الخير، وننتظركم طلابنا لما هو اروع في السنة القادمة باذن الله”.
من جانبه قال الأستاذ حسن ناطور المشرف في الحركة الطلابية إقرأ والذي أشرف على اللجنة المنظمة لهذا اليوم: “بفضل الله تعالي كان يوما ونشاطا موفقا مميزا، هذا النشاط الذي نحرص على اقامته كل عام للتاكيد على ان الطلاب هم جزء حي فاعل مع قضايا امته ومجتمعه، نسأل الله ان نكون قد قدمنا ولو الشيء القليل لمن شاركنا هذا النشاط لكي يعي مدى اهمية حساسية القدس والمسجد الاقصى وما يدور حوله من مؤامرات واخيرًا نشكر كل من ساهم وعمل من اجل انجاح هذا النشاط”.
عملت وما تزال تعمل الحركة الطلابية إقرأ على ترسيخ مفهوم القدس والأقصى عند الطلاب الأكاديميين، وها هي تختتم يوم المميز وتقول في نهايته: “وتبقى القدس البداية”.
بكل احترام والى الامام …………
ما شاء الله
كانت فعاليه رائعة ومتميزة
بارك الله فيكم وفيكن اخواتي