كلمتيييين وبس"المتنبي والابره"
تاريخ النشر: 21/02/13 | 12:13في احدى الليالي الصيفيه وفي احد الاعراس اصغيت للمطرب وهو يغني قائلا :
الابره وقعت في هالبير الاطرش سمع رنتها
الاعمى شاف الخرم كبير الاخرس سب ديانته هيهات يا ابن العم
كان اللحن شعبي واضاف عندي نوع من الفرحه.
وفي الحال اشتغلت الحاسه السادسه وتوارد الافكار وابتسمت وفرحت وتذكرت قول الشاعر المتنبي الموهوب الذي يقول في احدى قصائده متفاخرا
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صم
سالت نفسي امعقول؟ ان تحصل هذه المعجزات ؟ام ان الشاعر يستطيع ان يقول ما يريد وهو الذي يعرف المقصود ويحق للشاعر ما لا يحق لغيره من تخيلات معقوله وغير معقوله خصوصا اذا كان الشاعر مثل المتنبي الذي يشار اليه في البنان. ولا تقل للمغني غني واذا غنى عن الابره والاطرش الاصم والبير والرنين والاعمي الضرير الذي اصبح يرى بعينه والاخرس الذي بدا يتكلم ويسبّ ويشتم ولكن هيهات هيهات
ان شاعرنا المتنبي الكبير الذي عاش في العهد العباسي، يستحق الثناء لرجاحة عقله وابداعاته المميزه. ويعتز بشعره وادبه ويقول حتى الضرير عندما يسمع بشعره صار بصيرا والاصم صار سميعا
وفؤاده صار معلقا موضوعيا يقول لمبدعي الشعر: "لا فض فوكم" .
ولكن هذا المتنبي الذي بلغ صيته الافاق والاصقاع ومع ذلك لم ينج من المبالغه في مدحه لنفسه ولم ينج من نقد الناقدين. فكيف لنا ان نلبس انفسنا لباسا ليس لنا ونظن انفسنا فوق النقد والتعليق ونتميز غضبا اذا سمعنا كلمه هنا او تعليقا هناك.
وقليلا من التواضع يا هؤلاء فان من تواضع لله رفعه الله ومن تكابر على الله اكبه على وجهه.