زنزانة الهوى!!

تاريخ النشر: 24/02/13 | 1:50

بريئة أنا فلما ألقي بي هنا…غير جريمة العشق لا لم أرتكب..أصرخ بعمق صمت أندب بدموع القلب متمتمة بتوسلات مشوشة ملامحها يستصعب رادار الغضب التقاطها ولكن هل تخمد دموع القلب نار القدر؟!

سيدي السجان سيدي السجان : صدقني أرجوك اصفح عني اذا أخطأت فهو بغير قصد واخلي سبيلي فشجرة اللوز المظللة لاحلامي ارتعشت رثاء لحالي وتوشح بساط المحراب بأزاهيرها البيضاء تلك التي سقطت منها عنوة كدمعات ,حين خطفتني من حضن الامان فهي تؤمن ببرائتي فلطالما كنت قديسة في محراب الوفاء للحب وقابلت جفاء الدهر بابتسامة القهر. لما أنت صامت ؟!

سكوتك يؤجج نيران الحنين لتثور بحممها كبركان تصهر الحبور المتجمدة .

تختنق العبرات في محبرة الاهات…لتبعثرني تشتتني أنهض مستجمعة قواي مكسرة قيود الكبرياء الحديدية التي لطالما كبلتني بقسوة. أنهض من مكاني بوقفة شماء,متجهة نحو بوابة الزنزانة الفولاذية. أعود خطوتين للوراء أتجه لجهة اليسار أقرب نظرات الفضول نحو المجهول !ألقي نظرة خاطفة من فجوة صنعتها تنهدات أرواح أسرى الحرية في جدار الغدر..ألتمس بأنامل الصبر بصيص أمل كاذب .تطالعني فكرة جهنمية تشفي غليل الروح المنسية أمتطي صهوة الفرحة الانية لاتراقص على ترانيم متقطعة من هدير امواج الذكريات العفوية تلك التي تحركني كما لو كنت حورية امتدت بأطرافها من الجنان .ألوب وألوب مستعطفة قلبه الرؤوم فنظراته توحي بالفرج القريب بالرغم من أنه مقطب الحاجبين! ..فاما بأن يطلق سراحي أو يدخل عندي ليشاركني ارتشاف قهوة زنزانة الهوى المرة.صليل المفاتيح المعدنية يفقدني صوابي ويدعوني لارتكاب جريمة أخرى قد يكون ذاك اللئيم ضحيتها وأنا بطلتها صدقا لست أعلم كيف اجتمعت كل صفات الاضاد بسجاني لتسمعني خبطات الاستبداد تلك التي تدوي لتبشر قلبي البائس بسنين الاضطهاد القادمة, هامسة بصوت يملؤه النشاز: لم تري شيئا بعد أيتها البلهاء فقد حكم عليك حتى الان بالشقاء أو لست أعلم ان كرر ذاك الجلاد أن يؤنس وحدتك ببعض الصفعات القوية او يتركك تموتين قهرا مشتاقة لرؤية الانام…أو اعدامك لا أعلم…أعود لاكرر اسطوانتي بحماقة انااااا بريئة …تضربني قهقهاته العاتية فهو يتلذذ برؤيتي باكية أسعل فغبار الجور اكتسح عافيتي بح صوتي وانزوت عني حروف الهجاء مرفرفة بأجنحتها البيضاء ,فوق سفوح ألابجدية من خلف جبال الغرابة لينعيها المساء .رحلت الى السماء بمنتهى البهاء متسللة من بين قضبان الانانيةسبقت روحي وتركت قلبي وحيدًا يلوب بصمت العزاء .!! وتمر الشهور حتى يستيقظ من سباته وينطق بكلمات غريبة كأنها الحشرجات أفهم منها بأنه بحاجة للمساعدة فباسم الانسانية أقدم له العلاج ألعق جرحه دون أن ألعق جرح كرامتي حتى …حتى تبكيني جدران الزنزانة المهترئة وسلاحي القلم مدججا مداده بالاصرار وروحي في حالة احتضار فقد ماتت الضمائر والقلب صامد بالرغم من الام الاعتصار يراقب وبخلسة ينقل الاوامر للعقل بأن ينمق أغواره بتلك المشاهد التي اكتست من ظلال الكحل الذي طرد ليستقر تحت عيني كذليل كأنه لون جديد !الاسود القاتم هو كل ما عرفته بتلك الزنزانة …كأنه ظن بأنه يليق بي بقي مرافقا لي كما ظلي !عجبا كأنه استبق الاحداث فالسجان قرر بأن يرمي بي الى خد الواقع لاستنشق هواء الحرية نمت على رصيف العمر في خريف الخيبات ملتحفة بضع أفنان متكسرة مكسوة بآمال مصفرة كنت قد علقتها على شجرة الرجاء.في وضح النهار وشمس الأحزان تسطع بلهب أشعتها لتحرق أرجاء الكيان. مرهفة الاحساس مرهقة الجسد.وصدى صوت قهقهات الدهر يدوي كل حين ليبعثرني بعد أن كان ربيع الحب قد جمعني مع ذاتي…يشتتني لتعم الفوضى بحواسي …!!فألوب بعمق صمت بائسة حائرة ألتمس يداي لاصدق بأنني حصلت على حريتي ملاذي الاول والاخير.على قارعة الحياة تصفعني رياح الدهر وتسقطني أرضًا..أنهض من مكاني لاتعثر بحجارة الحسد والحقد …أنهض مرة أخرى لاهثة. متسربة الحروف من مسامات جبيني المحمر…أجمع كل الامال الصغيرة والكاذبة حتى أتخذها لاصنع منها جسرًا طويلا من الامال ليعينني ويمدني بصموده بالعزم والامل الكبير…أتخذ من بعض الوريقات الملونة التي أتت لتزين صحرائي المقفرة وشاح صبر أضعه على كتفي الحنين بأصابع الايمان والتقوى أتوكل على الله مستقبلة القبلة متضرعة بقلب خاشع والطمأنينة تتوقني بهالاتها كالمسكينة أبكي أتوسل الى خالقي مستغفرة راجية بأن يلملم أجزاء قلبي المنهار ويرسل ملائكة السماء لترافقني في الليل وفي وضح النهار.وأن يفك كربي ويجلي همي رافعة كفاي الهزيلتين مستقبلة السماء بوقفة شماء بصمودي المعهود كزهرة أستقي الرحمة من رب العزة!

تعليق واحد

  1. اسلوب جميل – كل احترام والىىىىى الامام ايها الكاتبه الصغيره لكن انت كبيره في ادائك وعطائك ……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة