رقائق في دقائق (32)
تاريخ النشر: 13/06/15 | 12:25تنويه..
انه من الاهمية البالغة في هذا الزمن أن نعرض الموضوعات الهامة التي تتصل بالفرد والمجتمع بكل وضوح وبدون أي رتوش. لهذا قررت أن اطلق هذه الرقائق علها تكون سبب في تغير الفرد والمجتمع سائلاً المولى عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم..
لماذا أقرأ؟؟
لماذا أقرأ.. سؤال لا ينبغي أن يكون الصمت جوابه فأفعالنا مبنية على الدوافع النفسية، والقناعات الذاتية، واحتياجاتنا الفطرية، فنحن نأكل لأننا نجوع، ونشرب لأننا نظمأ، ونلبس لأننا نعرى… لماذا أقرأ.. لأن القراءة عمر ثان، وثالث، ورابع و… وكما قال فيلسوفنا العقاد: ” أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة “.
أقرأ.. لأن القراءة تغذي روحي كما يغذي الطعام جسدي، وأنا بالروح لا بالجسد إنسان فأنا أقرأ لأكون إنسان يدرك سير عجلة الحضارات، ويتفاعل مع تناغمات الكون ونواميس العلم
أقرأ.. لأن القراءة هي التي حررتني من (المضي في أي طريق) و (الرضا بأي حياة) أقرأ لأن.. لأن.. لأن…
أنت شخص مهم..!
في أحد مصانع الهند كان هناك عامل يقوم بتجميع المسامير في إحدى زوايا المصنع، وعند زيارة أحد الوفود للمصنع لفت نظرهم بغنائه وسعادته، فسألوه: ماذا تفعل؟ فأجابهم: أصنع الطائرات، فرد الجميع باستغراب: طائرات؟!! فقال: نعم لأنه بدون هذه المسامير لا يمكن للطائرات أن تحلق.
في القصة الماضية كان هذا العامل يشعر بأنه ” مهم ” ؛ لأنه يعتقد أنه يقوم بعمل ” يؤمن بأهميته “، وهذا الشعور بالأهمية انعكس على سعادته الداخلية، ولذلك لا تستغرب من شعور ” التعاسة ” الذي يرافق أولئك الناس الذين يعملون أعمالاً لا يشعرون بأهميتها لديهم، فالإنسان بعد حاجات الطعام والشراب والجنس يحتاج إلى ” الشعور بالأهمية “، فبعد حاجاته الوجودية يريد أن يكون شيئاً مذكوراً، وإحدى الشركات عملت استطلاعا للرأي لمعرفة الأسباب التي تجعل الموظفين يتمسكون بالعمل في مؤسسة ما، فكان المال في المرتبة الخامسة من الإجابات، والشعور بأهمية الدور الذي يقومون به تصدر في المرتبة الأولى.
أعظم الرجال..
أعظم الرجال من زاد أباه شرفاً، وأطال في عمره ذكراً، وحَسَّنَ بين الناس سيرته، وجمَّلَ بين العبادِ مظهره، وزين في العيون صورته، وغرس في القلوب محبته، وجعل الناس يترحمون عليه في الحياة وبعد الموت، أنه ترك من بعده خلفاً، يسرُّ الناظرين مظهره، ويسعد السامعين منطقه، وترضي الحائرين كلمته، ويقول صدقاً، وينطق حقاً، ويتحدث درّاً، ويفصل حكماً.
طرفة..
أصر أحد المهتمين باللغة العربية على أن يتحدث أولاده باللغة العربية الفصحى. ذات يوم طلب من إحدى بناته أن تحضر له قنينة حبر. أحضرت ابنته القنينة، وخاطبته: هاك القنينة يا أبي (بفتح الالقاف). فقال لها: اكسريها (يقصد كسر حرف القاف). فما كان من البنت إلا أن رمت القنينة على الحائط بقوة، فتناثر الحبر ملوثاً الجدار وما جاوره من فرش.
محمود عبد السلام ياسين