وجع مكتوب خير من وجع مكبوت !!!
تاريخ النشر: 27/02/13 | 3:40عقب قراءتي لمقال في احدى منتديات ذوي الاعاقة لفتت انتباهي عدة تعقيبات لبعض القراء يتوجهون بشكل مباشر لذوي الاعاقة وينتقدوننا بأننا لا نكف عن التأوه والتألم وترديد معاناتنا وشقاؤنا وكأننا الوحيدين الذين يعيشون حياة وظروف قاسية وأضافوا اننا لا نجيد سوى البكاء والشكوى والصراخ وكثرة المطالبة ولا يكفينا ما نحصل عليه من موارد وعناية من السلطات وأننا عالة وعبئ على الجميع !!!!….
حقيقة ذهلت عند قراءة هذه التعقيبات او بالأصح هذه السهام المسمومة والوخزات والمستفزات التي باتت لا تحتمل ولا تطاق حيث خرقت قلوب تنزف، باتت على شفا حفرة اليأس من شدة عناء ومشقة التحدي والتصدي..
اكتشفت بأن هنالك بالفعل نفوس مريضة لا يمكن معالجتها كما يبدو..وان هنالك اشخاص بحاجة الى ترويض او تغيير دماغ… واطلب المعذرة لقسوة القلب والتعابير.. فليس من عادتي التهجم ولكن للظروف احكام…
لا اريد ان اتمنى لهم اذاقة طعم الاعاقة المرير ولا آلامها الجسدية والنفسية والاجتماعية والتي تضج المضاجع وتشعل النيران في الصدور..وتحول الحياة الى كابوس متواصل لا نهاية له..ولا حدود له..
لا اريد ان اتمنى لأحد ان يشعر كما يشعر الطفل المعاق عند مشاهدته لأقرانه اثناء لهوهم واستمتاعهم بينما هو يجلس جانبا ولا يقو على مشاركتهم ..
لا اريد ان اتمنى لأحد ان يشعر كما تشعر ام لطفل معاق وهي تنتظر مركبة طفلها التي تقله لإطاره في التربية الخاصة بينما تشاهد ابن الجيران ماشيا على قدميه نحو مدرسته ألعادية…
لا اريد ان اتمنى لأحد ان يعيش حياة شخص معاق باحتياجاته اليومية وتعلقه بمساعدة الاخرين… وتخيلوا فقط بعملية تعد من ابسط الامور عند الأصحاء، فلو رغب احد المعاقين الذي يعاني من ظروف صحية قاسية في حك أسفل قدمه او مده بكأس من الماء في لحظة عطش او اضطراره للذهاب للحمام.. لما استطاع ذلك ولأضطر بالاستعانة بالآخرين…
لا اريد ان اقص عليكم قصص دموعنا…فلكل دمعة ألم…ولكل ألم قصة… ولكل قصة بطل..ولكن ابطال قصصنا هي نفس ألأبطال.. المعاناة والحسرة والبؤس…
نحن ندعو البشر بفتح الابواب امامنا لننتج ونثمر، ونبدع ونبرز فلدينا الطاقات والقدرات والإبداعات ولسنا بعالة او عبئ على احد ولكن تنقصنا ايادي تتيح لنا ظروف العمل وصنع الإنجازات.. ويشهد لنا التاريخ بعصوره مدى اهميتنا ومنفعتنا للبشرية جمعاء.. والنماذج كثيرة لا تعد ولا تحصى..
نحن نصلي لله وحده طلبا للشفاء وتخفيف الآلام فهو الشافي والمداوي وما مناشدتنا للعبد وصراخنا المتواصل سوى للحصول على التوازن في حياتنا وللذود عن حقوقنا واستردادها ودحض الظلم عنا …
نعم ..نحن نجيد الدعاء والتضرع لله عز وجل طلبا لتعزيز قوانا وتقوية اراداتنا لنستطيع البقاء على قيد الحياة في زمن اشتد به صراع البقاء في غابة الحياة الكثيفة التي نعيش بها….
نحن نجيد حمد الله وشكره على نعمه الجمة..ومنها نعمة ضبط النفس والتألم بصمت ولكن بكبرياء لا مثيل له، وبإيمان تام بقضاء الله وقدره ..ومنها نعم الصبر والإرادة التي بها نحتمل اثار الادعاءات المسمومة والرد عليها بسهام الحكمة والعقل…
فحذار ايها الطاغي اينما كنت.. فنحن عمالقة في النضال وبصدورنا جيوشا تأبى الهزيمة والاستسلام..ونتميز بصرخاتنا المدوية التي تهز الانفس الطاهرة والضمائر الحية…لأننا على حق وأصحاب حق…
نواف زميرو
كم شهدنا من ذوي الاحتاجات الخاصه ابداعات واختراعات ورأينا المحاضرين وحفظة قرآن…فهم المعافين وروحهم طاهره ..فلا حاجه لنكترث لاعين الناس ونظرتهم لنا.. فالله ارحم من العباد..
لا تكترث الى كلام السافهين يا اخ نواف..اكمل في ذودك ونضالك من اجل اخوانك الذين بحاجة ماسة لما تعمل…اكمل يا بطل…