لقاء مع ابن كفرقرع دكتور حسام مصالحة نائب العالم الرئيسي في وزارة العلوم

بمناسبة حصول الدكتور حسام مصالحة من كفرقرع على منصب نائب العالم الرئيسي في وزارة العلوم “סגן מדען ראשי” مراسل موقع بقجة اعد تقرير ومقابلة مع الدكتور مصالحة في مكتبه في قرية كفرقرع.

نهنئك باسم طاقم بقجة بمناسبة الترقية وهل لك د.حسام ان تحدثنا عن الوظيفة لمنصب نائب العالم الرئيسي في وزارة العلوم “סגן מדען ראשי” ؟

شكرا لطاقم موقع بقجة على التهنئة,  وعلى الاهتمام الذي أبداه موقع بقجة  القرعاوي بالموضوع, لكن اسمح لي في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر لإدارة وزارة العلوم والتكنولوجيا وعلى رأسهم المدير العام للوزارة السيد مناحيم جرينبلوم والأستاذان دافيد منديلوفيتش وداني فايس، العالمان الرئيسيان السابق والحالي وذلك على الثقة التي أولوني إياها وآمل أن أكون عند حسن ظن الجميع وان انجح بتأدية مهام وظيفتي الجديدة على أكمل وجه.

اما بخصوص الوظيفة انها وظيفة جديدة في وزارة العلوم ما كان الوصول إليها بشكل مألوف إنما حصلت عليها ضمن ترقية من خلال عملي في وزارة العلوم والتكنولوجيا منذ 15 سنة خدمة. تعتبر هذه الوظيفة الاولى لمنصب نائب العالم الرئيسي في وزارة العلوم “סגן מדען ראשי”

مضامينها تعتبر ترقية من وظيفتي السابقة التي هي رئيس قسم أبحاث البيئة, المياه والبحار. ويضاف إليها اليوم منظمات وبرامج دولية مثل اليونسكو ومسؤولية إدارة الطاقم العلمي داخل الوزارة والتعامل مع السفارات الأجنبية بشكل مكثف ومن موقع أفضل ومن خلالها ستسند إلي كل مواضيع التشريع العلمي, وسنقوم بفحص قوانين مختلفة التي يجب ان يتم تشريعها على أساس علمي وسنحاول تحسين الوضع. والوظيفة تفتح لي المجال للتعامل مع نواب الجامعات لشؤون الأبحاث وسأشارك عند الحاجة في بعض نشاطات لجنة العلماء الرئيسيين في الوزارات المختلفة.

هلا تحدثنا باختصار عن مسيرتك في وزارة العلوم

الحقيقة أنني دخلت سلك الخدمة في وزارة العلوم في بداية سنة 1996 وحصلت على منصب مسئول عن ابحاث البيئة والزراعة وحققت منذ ذلك الحين الكثير من الانجازات.

من أهم هذه الانجازات والمعروفة لجمهور كفر قرع والمنطقة, هي إقامة مركز أبحاث وتطوير المثلث (كفرقرع), تمثيل الدولة والوزارة في مؤتمر العلم العالمي الذي أقيم في بودابست (هنغاريا) سنة 1999 وتمثيل الدولة والوزارة في سلسلة من المؤتمرات العامة لمنظمة اليونسكو في مجال العلوم والتي تعقد كل سنتين في مقر اليونسكو في باريس.

من خلال هذه النشاطات شاركت في انجاز مشروع كبير في المنطقة وهو إقامة مركز السينكروترون في الأردن. هذا الجهاز الخاص عبارة عن مسرع جزيئات يمكن الباحثين من إجراء فحوصات وتجارب دقيقة للمواد وإنتاجها وقد تبرعت به جمهورية ألمانيا الاتحادية وعملنا مع الوفدين الأردني والفلسطيني لإقامته في المنطقة لتمكين وزيادة التعاون العلمي بين بلداننا.

بالإضافة, نجحت خلال سني عملي في الوزارة بتكثيف برامج البحث العلمي والميزانيات في البيئة, المياه والزراعة وفي علم البحار والكثير من البرامج التي قمت بإدارتها والتي أصبحت تشكل 50% من نشاطات الوزارة محليا ودوليا. فانا أدير مشاريع الأبحاث مع دول مختلفة مثل الصين ,الهند, ايطاليا, المانيا فرنسا وغيرها….

إضافة, هناك الكثير من النشاطات المتنوعة التي سأواصل إدارتها أيضا ضمن الوظيفة الجديدة التي تتطلب المعرفة العلمية والادارية , فبعد دخولي لسلك الخدمة في الوزارة, بالرغم من انني كنت قد حصلت على شهادة الدكتوراه في البيوكيمياء, توجهت للجامعة لتعلم موضوع الإدارة العامة والسياسة العامة في الجامعة العبرية في القدس ومنها حصلت على شهادة الماجستير عام 2001.

في سنة 2002 انتدبت لأكون خبير قومي في المفوضية الأوروبية في بروكسل, في قسم العلوم والبحث العلمي والتي أتاحت لي الفرصة ان أتعرف اكثر على النشاطات الأوروبية في الأبحاث العلمية والبرامج التابعة لها .

من أهم نشاطاتي في الوزارة أجد النشاط العلمي المشترك في منطقة الشرق الأوسط وبحكم وظيفتي حاليا انا ارافق مشروعين بحثيين يتم تمويلهما من قبل الحكومة الألمانية , مشروع يتحدث عن تغير المناخ وتأثيره على دورة المياه في الجليل الأعلى او ما نسميه حوض بحيرة طبريا الذي يشارك فيه علماء إسرائيليون, أردنيون, فلسطينيون وألمان معا.

بحث إضافي يتحدث عن الجهاز الهيدرولوجي, المياه الجوفية (أجسام المياه الموجودة في الارض), جداول المياه والامطار وكل ما يتعلق بالمياه في منطقة البحر الميت بمشاركة الكثير من العلماء.

احد الأشياء الأساسية التي أود التركيز عليها هي ان العلم ليس له قومية. فليس هناك علم عربي, إسرائيلي, ألماني، فرنسي … هنالك علم واحد للجميع. العلم مشترك ومبني على أسس عابرة للشعوب، تخترق الحضارات, فالعلم مبني طبقات, شاركت في بنائه كل شعوب الارض وعلى هذا الاساس هناك أمر أساسي يعنى به العلم وهو مقدار الصحة أو الخطأ في المعلومة التي حصلنا عليها. ومن سمات العلم أنه يربي للديمقراطية، لأنه يتوجب على كل عالم أن يكون مستعدا لأن يكون مخطئا وأن يتقبل موقف الآخرين ومعطياتهم إذا كانت أصح وأدق من معطياته. بسبب هاتين الخاصتين برأيي أن العلم من أفضل الوسائل لصنع السلام .

هل من كلمة توجهها لشبابنا؟

نعم، العلم ضروري جدا لتطور المجتمع وهو ممتع جدا ويفتح أمامنا بوابات العالم كله. العالم صغير والتعاون العلمي شيء رائع من ناحية المتعة الممكنة فيه , ففي العلم تنوع وممكن ان يجد كل إنسان مجاله العلمي الذي يحبه ويناسب شخصيته للتخصص فيه , وبالرغم من كل الصعوبات الموجودة في طريق العلم فهو وسيلة جيدة لتحقيق الذات وانا اشجع كل شخص ان يتبع حلمه ويفكر ببناء برنامجه ويحدد اهدافه بوضوح ويبذل جهده لنصل كلنا للنجاح.

الحمد لله, أنا من جيل 16 سنة كان عندي وضوح تام لموضوع دراستي كنت اطمح ان ادرس علم الاحياء وان احصل على شهادة اللقب الثالث فيه. وبفضل هذا الطموح والوضوح الذي كان في داخلي واجهت جميع الصعوبات في الدراسة الجامعية في البلاد في اللقبين الأول والثاني .وفي ألمانيا في دراستي للقب الثالث الذي واجهتني خلاله الكثير من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية . ولكن برأيي هذه الصعوبات وكل هذا الجهد والتعب هو في النهاية ما يعطي المتعة في الانجاز لأنه لو كان كل شيء سهلا ما كان ذلك سيثيرنا .