عُثرَة التشاؤم

تاريخ النشر: 01/03/13 | 12:14

ارتدى حِلتَهُ السَوداء الرَثة ونَزل إلى الشارع المُتقاطع مع حارة أُخرى ليرحَل عن حارَتِه الصاخِبة ليَستقبِل أشخاص جُدد في الحي المقابل لهُ بابتسامة عابِسة قاتِلة تُحفِز الناظِر إليها بالرُعب منها والهُروب إلى اللا مكان بحثاً عن السعادة والأمان, إذ كانت ابتسامتُه العبساء هكذا فكيف بملابسه؟ أو بملامح وجهه القاسِية؟؟.

كان رجُل رَثِ الملابِس, بابتسامة مُرعبة مُتشائمة شِريرة تَميلُ إلى الخَوفِ والتوتُر, كان عِملاق يميلُ إلى الاسمرار, لديهِ نَدبة فوق عينيه من آخر شِجار افتعله مع جارِه في الحي, أعرج وصاحِب لَكنة غريبة.

رأيتُه عند آخر الشارِع في الشارِع المُتقاطع بين حيه وحيي, أشفَقتُ عليه في البداية فدعوتُ ربي بأن يُشفى وعَل شِفاءه سيُطيب مَزاجَه العكر فتتغير مُعاملته مع الجيران والعامة.

لكن, مع اقترابي منه جُثته العملاقة حَصلت مُشاحنة بيني وبينه, لأني ابتسمت له وحييته بقول صباح الخير, في البداية لم أهتم لخَذلانه لي بإرجاع التحية, لأني ظننتُ بأنه لم يسمع, فأعدتُ قولي بالتحية, فصرخ ناعِتاً إياي ؛ غبية لا أريد إرجاع التحية.

تبسمتُ له بالقول؛ الابتسامة في وجه أخيكَ صَدقة !!, سَخر مني بالقول؛ لستُ بحاجة إلى الصدقات.

ضحكتُ حتى دَمعت عيناي من الخوف, فماذا أجيبُه؟ فعلي احترام من أكبر مني سناً! وفي نفس الوقت انه يهينني أمام أعين العامة في منتصف الطريق,أمام أهلي وجيراني!!كل هذه الأسئلة كانت تتبعثر في عقلي والرجُل أمامي يصرُخ بأنني مجنونة لأني تبسمت فهو لا يريد أي اتصال مع العامة, حتى بابتسامة!!.

قاطعتُه باحترام وببشاشة وجه بأن يومي يَحتاجُ إلى ابتسامات الأشخاص الذين يعبرون من أمامي وخلفي, احتاج وبشدة إلى ابتسامات الغُرباء واستقبال يومي بسعادة لوجود أشخاص لا اعرفهم ولكنهم يتبسمون إلي.

كان ينظُر إلي بغباء وسُخرية, لم اعر أي انتباه إلى ملامح وجهه وأكملت له؛ هُنالك أشخاص تتغير نفسيتهم لمُجرد أن شخص غريب عنهُم يُحاول إسعادهم بمجرد انه يبتسم إليه, كل شيء يتغير بابتسامة واحدة عابِرة,,وهذا ما أسعى إليه.

توقفتُ عن الكلام لأسمع وجهة نَظر الرجُل,لكنه اكتفى بالقول أني غبية بمُحولاتي التي ستبوء بالفَشَل الذريع,فلا يُوجد أحد يُعير انتباه لما أفعله.

وكأنه رمى قُنبلة وذاع بالهرب,ذهب وتركني واقفة مَصدومة في الحي, ارتأيت بالبكاءِ في البداية لكني تماسكتُ أعصابي مُهدئة لنفسي.

قد خاب ظني,بالرجُل وبنفسي,مُساعدة غيري بالابتسامات العابرة لا تُفيد,فبمجرد أن الرجل.

قد هدم آمالي بمساعدة غيري على الابتسام ورؤية نظريتي في هذه الحياة تافهة فهذا أمر قد دمر وحطم نفسيتي,فعُدت إلى سياسة العُزلة والحياد,عدت إلى قوقعتي وأجبرت على المضي قدماً في أصعب وأطول مواجهة في حياتي,إلا وهي عدم الابتسام لأي شخص.

أرغمت نفسي على مُتابعة الكذب على نفسي,وتحفيز نفسي على المتابعة في مواجهتي التي باءت بالفشل فيما بعد.

لم استطع إكمال يوم بدون الابتسام,لأن يومي لا يكتمل إلا بالبشاشة والتفاؤل.

فعزيزي/تي إن كان بإمكانكم إخراج فائض السعادة للعامة عبر ابتسامة صغيرة بشوشة أخرجوا,لأن غيركم بحاجة شديدة إلى الابتسام ورؤية شخص متلهف لإسعاده,وستتغير نفسية الشخص الذي أمامك بمجرد الابتسام.

تبسم في وجه أخيك,فهي صدقة,,ستسعدك وتُسعده!

ابتسام محمود مراد:حادي عشر"3" دار الحكمة الثانوية.- (معاوية)

تعليق واحد

  1. أحييك غاليتي ابتسام على بوحك الشفاف هذا,ولم أتعجب فأنت اسم على مسمى …أرجو لك حياة ملؤها البسمات ولا تبال يا عزيزتي في مجموعة متشرذمة ابقي ابتسامتك الجميلة دائمًا فهي من تقهر العدا…وتبقيك سعيدة الى المدى…أرى في سطورك بداية موفقة نحو مسيرة طويلة الى سفوح الأدب فكوني قوية دائمًا واثقة الخطى وتفائلي …فالمستقبل يفتح يديه استقبالا وبشرا بقدومك…دمتين بود وسعد…تحياتي لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة