مجمع القاسمي للغة العربية
تاريخ النشر: 03/03/13 | 3:20صَرْحَ الْـمَعالي قَدْ عَلَوْتَ صُروحَا ** وَمَلَكْتَ مِنْ لُغَةِ السَّماءِ الرِّيحَا
ماذا يَقولُ الشِّعْرُ وَهْوَ سَنابِلٌ ** سُقِيَتْ بِمائِكَ طاهِرًا وَصريحَا
لَـمْ تَدَّخِرْ جُهْدًا وَلَـمْ تَبْخَلْ بِما ** يَـجْلو الْـحَوالِكَ أَوْ يُطِبُّ جُروحَا
أَعْلَيْتَ شَأْنَ الضَّادِ صُنْتَ غِراسَها ** بَسَقَتْ وَآتَتْ أُكْلَها وَأُتيحَا
كَمْ فيكَ مِنْ عَلَمٍ يُشارُ لِشَخصِهِ ** وَلِعِلْمِهِ وَرُقِيِّهِ تَصْريحَا
كَمْ عالِـمٍ بَلَغَ السُّها شَأْوًا وَعا (م) لِـمَةٍ بِصَحْنِكَ لا تَكِلُّ طُموحَا
أَصْبَحْنَ واسِطَةَ الْعُقودِ مَكانَةً ** مُتَفَرِّداتٍ طَيِّباتٍ ريحَا
أَحْجَمْنَ عَنْ دُنْيا الْقُعودِ وَراحَةٍ ** وَعَلَوْنَ أَفْلاكَ الشُّموسِ جُموحَا
وَطَرَقْنَ بابَ الشَّمْسِ جِئْنَ بِنورِها ** وَأَزْلَنَ مِنْ عَقْلِ الْـجُمودِ قُروحَا
أَمَـجَرَّةً ضاءَتْ شُموسَ مَجَرَّةٍ ** يَسْمو الْبَيانُ مَتى حَوى تَرْشيحَا1
فُقْتَ الْـمَجامِعَ إِذْ جَمَعْتَ خِيارَنا ** تَكْفي الْإِشارَةُ ذا الْـحِجى تَلْميحَا
يا مُدْلِـجينَ يَكادُ يَخْمَدُ ضَوْءُكُمْ ** تَتَنَكَّبونَ عَنْ الفَسيحِ سُفوحَا
قَدْ لاحَ صُبْحُ الْقاسِمِيِّ وَنورُهُ ** فَدَعوا السُّرى، أَمْ تَأْنَفونَ نَصيحَا؟
هٰذي رِياضُ الْقاسِمِيِّ تَظَلَّلَتْ ** بِالْباحِثينَ وَأَغْدَقَتْ تَرْويحَا
وَالطَّاعِمينَ بَلاغَةً وَفَصاحَةً ** تَدَعُ الْعَيِيَّ لَدى الْـخِطابِ فَصيحَا
وَهُنا نَخيلُ الضاد جادَ عُذوقَهُ ** وَقِطافُها لِلْعالِـمينَ أُبيحَا
لَكَأَنَّ قُرْطُبَةَ السَّوالِفِ قَدْ صَحَتْ ** وَاسْتَنْهَضَتْ غِرْناطَةً تَوْشيحَا
وَمَنائِرَ الشَّرْقِ اسْتَعادَتْ نورَها ** وَسَرى الضِّيا، مِنْ قَبْلُ كانَ شَحيحَا
يا سائِلينَ عَنْ الْـمَجامِعِ وَاللُّغى ** في الْقاسِمِيِّ الْـمَتْنُ يُحْيي الرُّوحَا
فَدَعوا حَواشي النَّصِّ، أَشْرَقَ مَتْنُهُ ** مَنْ حادَ عَنْ مَتْنِ الْعَلاءِ أُزيحَا
وَاطْعَمْ جَنى "الْقاموسِ" وَانْهَلْ عَذْبَهُ ** وَ"الْـمُعْجَمِ الْوافي" الْفَريدِ وُضوحَا
تُـحْرِزْ ثِمارَ الضَّادِ شَهْدًا سائِغًا ** تاجِ اللُّغاتِ غَزارَةً وَشُروحَا
حِكَمٌ تَسيرُ مَعَ الزَّمانِ شَوارِدٌ ** كَنَسيمِ صَيْفٍ إِذْ هَمى لِيُريحَا
في الظِّلِّ أَوْ في الشَّمْسِ يَنْعَفُ بَرْدَهُ ** وَيُحيلُ صَمَّاءَ الْـهَجيرِ مَريحَا
وَالرِّيحُ تُعْقِبُ في الْـهُبوبِ خَرائِبًا ** وَتَؤُزُّ أَبناءَ الْـحَياةِ نُزوحَا
ضِدَّانِ أَصْلُهُما الْـهَواءُ، فَلَيِّنٌ** يُزْجي حَياةَ وَالْعَنيفُ ضَريحَا
كُلُّ النَّقائِضِ بِنْتُ أَصْلٍ واحِدٍ ** وَسَلْ الْقُرونَ السَّالِفاتِ وَنوحَا
قَدْ أَفْصَحَتْ بِالْـخَيْرِ فَوْقَ جُذوعِها ** وَاسْتَعْجَمَتْ آثارُها تَوْضيحَا
فَالدُّرُّ في قَعْرِ الْـمُحيطِ، وَما طَفا ** زَبَدٌ تُغادِرُهُ الْـمِياهُ طَريحَا
ما لي سِوى التَّشْبيهِ لِلْمَعْنى الَّذي ** خَلْفَ الْـمَعاني قَدْ طَغى تَرْجيحَا
إِنْ جازَ عَدُّ التِّبْرِ وَهْوَ مِنْ الثَّرى ** وَرِقًا، بِرَغْمِ الْأَصْلِ، بَلْهَ صَفيحَا
أَوْ جازَ عَدُّ الْأَصْلِ فَرْعًا تابِعًا ** أَوْ جازَ عَدُّ نُعومَةٍ تَبْريحَا
أَوْ جازَ عَدُّ النَّسْرِ بُلْبُلَ رَوْضَةٍ ** أَوْ جازَ عَدُّ صَفيرِهِ تَسْبيحَا
أَوْ جازَ عَدُّ الْفَحْلِ دونَ فُحولَةٍ ** أَوْ جازَ عَدُّ لِقاحِهِ تَلْقيحَا
سَأُجيزُ أَنَّ الْقاسِمِيَّ كَغَيْرِهِ ** وَأُجيزُ في تَعْديلِهِ تَـجْريحَا
وَأَشُكُّ في ضَبْطِ الْـمُتونِ وَأَدَّعي ** يَـحْتاجُ في تَـحْقيقِهِ تَنْقيحَا
لٰكِنْ هُنا الْياسينُ وَالْفاروقُ وَالْفَهْدُ الْأُلى شادوا الْبَيانَ صُروحَا
فَهُمْ الْأَثافي وَالْقُدورُ بِدونِها ** لا تَسْتَوي وَاسْأَلْ بِذاكَ نَصوحَا
مَنْ يَأْتِهِمْ لِلْجودِ يَأْتِ حَواتِـمًا ** أَوْ يَأْتِهِمْ لِلْعِلْمِ يَأْتِ صَحيحَا
مَنْ شاءَ وِرْدًا فَالْقَراحُ هُنا هَنا ** مَنْ ذا يُـجيزُ عَنْ الْقَراحِ بُروحَا؟
يا مَـجْمَعًا ضَمَّ الْـجَهابِذَ وَارْتَقى ** اَلشِّعْرُ يَعْجَزُ أَنْ يَفيكَ مَديحَا
1 – ترشيح : ( بلاغة ) ذكر ما يلائم المُشبَّه به في الاستعارة تقويةً لها .
2 – غُصْنٌ مَرِيحٌ ومَرُوحٌ: أَصابته الريح؛ وكذلك مكان مَريح ومَرُوحٌ، وشجرة مَرُوحة ومَريحة: صَفَقَتْها الريحُ فأَلقت ورقها.