أحمد سعدات….
تاريخ النشر: 17/06/15 | 0:37تطارده اليوم دراما الفيلم الذي شاهده فتيًا؛ “غريبان في القطار” للمخرج ألفريد هيتشكوك الذي يروي حكاية بطل متهم بجريمة قتل لم يقترفها. إنه أحمد سعدات الذي اعتقل على خلفية تبني الجبهة الشعبية قتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، لكنه حكم لتهم أخرى تتعلق بنشاطه وانتمائه السياسي ثلاثين عامًا.
ولد في 23 شباط 1953 في البيرة وينتمي لعائلة لاجئة من قرية دير طريف. عاش وتلمست أنامله النحيلة قضبان المعتقل أكثر مما تلمست حياة العائلة وجدران المنزل. ورغم علمه وثقافته وفكره وأنه أب روحي للكثيرين إلا أنه لا يحب أن يكون واعظًا.
كانت جدة أحمد سعدات التقت والدته اللبنانية الجميلة في ميناء يافا، جاءت من طرابلس بهدف السياحة، أحبتها الجدة وقررت تزويجها أحد أبنائها الذي يصغرها بخمسة وعشرين عامًا، وافقت وتخلت عن ديانتها وأنجبت أحمد وسهام. لاحقًا ولفارق السن وشيخوختها تزوج والده بأخرى. استأجر أحمد بيتًا في البيرة -هو بيته الحالي- وعاش مع أمه وتزوج فيه عبلة التي رعت أمه في غيابه إلى أن توفيت عن عمر يناهز مئة عام.
سافر وهو صغير مع والدته وأخته إلى لبنان، حيث كان اسمه سامي كي لا يعرف أخواله أنهم مسلمون، لكن هفوة سهام بمناداته أحمد ثم اعترافها بأنهم مسلمون قطعت حبل الزيارات نهائيًّا.
كان يهوى جمع القطع الحديدية، يأخذها إلى الحداد ليصنع له سيفًا ثم يذهب إلى الخياط ليخيط له غمدًا، عادة ما يعود للبيت ويده مليئة بالجروح، ما يثير غضب والديه لكنه يجيبهم دومًا أنه يحلم بأن يصبح جنديًّا في وطنه الجريح. لذا كان يخفي مقتنياته في أماكن سرية. حدث مرة أن كشفت مخبأه أخته سهام التي تكبره بثلاث سنوات، فتخلص منها والده لأنه يدرك أن هذه الطريق نهايتها أن يخسر حياته، غضب الطفل أحمد وتشاجر مع أخته وقال لها: “إذا مت فلا تبكوا علي”.
أحمد الطالب الذكي الأول على صفه اعتاد أن يأكل أي شيء عند عودته من المدرسة ثم يغيب طويلاً عن البيت، أما والده العامل في مصنع القمح قرب مطار قلنديا ثم حارسًا لمعهد دار المعلمين، فكان دائم البحث عنه وكثيرًا ما أمسكه مشاركًا في التظاهرات في عمر مبكر حتى أنه اعتقل أول مرة عام 1969 وهو في السادسة عشرة من عمره أيضًا وحكم لمدة أربع سنوات، فقدم والده استرحامًا للقاضي لتخفيف الحكم كونه قاصرًا وسجن عامين فقط.
هو شخص يمكن تلمس حنانه بسهولة وعطفه بوالديه، يهوى إعداد وجبة “النواشف” ويأبى إلا أن يطعم أمه وأخته، أما أمه فيطعمها بيديه. كان والد أحمد يفضل سهام بالمصروف فيعطيها أربعة قروش مقابل قرشين لأحمد، لكنها تضحي بنصيبها لأخيها كي يذهب إلى السينما، وتقول لأمها: “رغم شجاراتنا إلا أنني أحبه”. وحين تزوجت وهي في الخامسة عشرة عاشت في طولكرم، بقي يزورها ولو لدقائق وهو مطارد، وهي أيضًا كانت تبحث عنه من سجن إلى سجن لتطمئن عليه. مرة أخذها إلى السينما لمشاهدة فيلم غرباء في القطار لكنها حضنته خائفة طوال الفيلم فيما لم ترمش لذلك الطفل عين.
وقع في الحب مرارًا هذا ما قاله صديقه (ن. م): “هو حبّيب ورومانسي جدًّا، لكنه كتوم، يحب الشعر الرومانسي كثيرًا، قرأ لنزار قباني، ويحب سماع فيروز”. وحدث مرة أن أحبته امرأة وعرضت عليه الجاه والمال لكنه لا تعنيه هذه المظاهر.
أحب عبلة التي تعرف عليها في لقاءات عائلية في السبعينيات ومرة تطوع لرؤيتها بأن يشارك في طلاء منزل عائلتها. عبلة؛ الفتاة العادية البعيدة عن السياسة في ذلك الوقت، وهو عنترة وليس قيس المجنون والهائم بالصحارى، بل الهائم بالوطن. كان يلفت نظرها السياسيون فأحبت أحمد الذي أسرها بفكره ونقاشاته، وقالت: “كنت أشعر أنه مختلف عن كل رجال الدنيا يحترم المرأة يثق بها فعزز ثقتي بنفسي وحين عملت مع لجان المرأة كان يسأل فقط كيف كان يومي ثم يقول: يعطيك العافية، لم أعتد على ذلك فعائلتي محافظة، معه صار لي مساحة ورأي وشخصية”.
العاشق الصامت أحب المرأة القوية التي رأى فيها من يستطيع تحمل عبء العائلة والمستقبل الثقيل وحيدة، اعتقل أحمد عام 1976 أربع سنوات، وفور خروجه خطبها لتبدأ تحضيرات الزواج.
قال لها: حياتي صعبة وكلها فداء للوطن، وأمي ليس لها غيري وستعيش معي. وافقت عبلة ورأت بعيونها ما يستحق المغامرة رغم المستقبل الذي بدا صعبًا. وخلال شهور قليلة كانت التحضيرات للزواج البسيط في البيت الذي استأجره أحمد في البيرة ليعيش فيه مع والدته بعد زواج والده بأخرى، منزل قديم ما زال منزل العائلة وفيه أقيم الزفاف الذي قام بتجهيزاته أصدقاؤه وساهموا بالتكاليف أيضًا، وكان التحدي أن يقبل أحمد ارتداء بدلة، ففعل على مضض رافضًا ربطة العنق على الاطلاق.تزوجا عام 1981 ومنذ ذلك الوقت تحولت عبلة إلى امرأة مناضلة وزوجة مناضل وتعرضت للأسر وبدأت حكاية تستحق أن تكون فيلمًا من الإثارة والدراما والتراجيديا.
“صمود” أمل التحرر……..لم يحضر ولادتها عام 1986 وسميت صمود لأنه صمد في التحقيق أكثر من مئة يوم، وحكم عليه أربع سنوات، خرج بعدها فامتلأ المنزل بالمهنئين كانت الطفلة تتساءل: “لماذا هذا الرجل في بيتنا، لماذا لا يعود إلى بيته”. فكانت صمود تحديًا في حياته، وقضى وقتًا أطول معها يداعبها ويحملها على ظهره إلى أن أصبحت علاقتهما مميزة. كانت رسالته واضحة فهذه البنت القوية أوصى أحمد دومًا زوجته قائلاً: “لا تقمعيها… خليها هيك”.
تعيش صمود اليوم أقسى أنواع القمع، بمنع السجان الاسرائيلي لها من زيارة والدها منذ تسع سنوات، في حين حظيت بقية العائلة ولو بزيارة كل عامين. حدثتني صمود أن رسائل والدها تخرجها من حزنها واحباطها أحيانًا فتتلمس السماء. وكتب لها مرة رغم كل تاريخ حياته الشائك: “عيشي الحياة بسهولة وعفوية بعيدًا عن الأطر النظرية”.
يطل دائماً بملابسه البسيطة، تبتاعها عبلة، وتقوم صمود بكيها، بل وتختار له كل يوم ما يرتدي، وبعد أن أصبح أمينًا عامًّا للجبهة الشعبية أصرت العائلة أنه يجب أن يهتم بملابسه أكثر، لكنه لم يرضخ، رافضًا كل المظاهر، حتى حين تبتاع عبلة طاولة أو أي شيء للبيت، لا يعجبه الأمر ويعلق، فترد عبلة بأنها أحسنت التدبير والتوفير، ومع ذلك فإن الأمر لديه يتعلق بالبساطة وليس بالمال. سعدات رفض أيضًا أن يحصل على سيارة الأمين العام، وهو لا يجيد القيادة، بل يجيد المشي بلا حدود، وكثيرًا ما مشى هو وأصدقاؤه في شارع مكتبة رام الله وشوارع البيرة مفضلاً رغيف الفلافل على الشاورما، وهو أمر ليس بغريب على شخص تشرب الفكر الماركسي اللينيني المعني بالطبقات العاملة والمسحوقة.
زاهدًا إلا بالتدخين والشاي بالنعنع، ويعدّ أكثر من ابريق شاي في اليوم ثم ينغمس في قراءاته اللامحدودة، حاليًّا لا يستيقظ إلا على فنجان النسكافيه أو برشة ماء فعلها به مرة صديقه (ن.م) على سبيل المزاح.
زاهدٌ يحب “النواشف” يتفنن في صنع “الشكشوكة” بمكونات متنوعة، وحين يكون الطعام شحيحًا يتظاهر بأنه يأكل حتى يشبع الآخرون، لكنه وحين يكون الطعام كثيرًا فإنه يعرف كيف يتلذذ به، فكانت وجبة مسخن في وليمة دعاه إليها صديقه (ع. أ)، فأكلوا بنهم حتى ان سعدات أكل كما لم يُشاهَد من قبل.
كان الزهد قسريا أحيانًا وذلك في الفترات القليلة التي عاشها في البيت، لذا كانت العائلة تستغل أي مناسبة لتحتفل، لا يحب هذه المظاهر لكنه لا يقمعها، وحين كانت عبلة حاملا بيسار صادف أن جاءها المخاض في يوم ميلاده، فوجد أنها فرصة ليتحول الاحتفال بعيد ميلاده إلى يسار فألح عليها الذهاب إلى المشفى!
تذكر أخته سهام ما أطلقت عليه أشعاره الوطنية الموزونة ومنها: “ايدي بإيدك يا عبود يلا نقاوم اليهود” نسبة إلى ابراهيم عبود الرئيس السوداني الذي انقلب على الحكم في الخمسينيات ونائب قائد الجيش وبالتالي أدخل الجيش من باب السياسة الواسع بقضائه على الخلافات بين الأحزاب السياسية آنذاك.
يقرأ بلا حدود، تعلم العبرية عبر الكتب ومن السجون، كذلك الانجليزية، فقرأ وأعجب بتشومسكي وغرامشي وأحلام مستغانمي وسمير أمين، واهتم برسالة الماجستير لابنته صمود عن تنمية المرأة فكتب لها: “يحمل أبعادًا توفر للمرأة في مجتمعنا مقومات الثبات والقوة والدفاع عن حقوقها.. في ظل مجتمع باتت فيه الأفكار الظلامية تطغى على كل شيء وترسم مستقبلاً قاتمًا ليس لمستقبل المرأة فحسب بل وعلى عموم المجتمع، فالمرأة تمسك تقريبًا بكل مفاتيح التقدم الاجتماعي وتغلق هذه الأبواب أو توسعها”، ويرفض سعدات أن تقاس علاقة الرجل والمرأة بالمكسب والخسارة.
كان أحمد يساعد والده أثناء العطلة الصيفية فعمل في بوظة ركب في رام الله، وبائعًا لصحيفة القدس ومراقبًا في مصنع للأعلاف، درس في مدرسة الأمعري التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ثم مدرسة البيرة الجديدة ثم الهاشمية الثانوية، نجح في الثانوية العامة الفرع العلمي وهو في السجن لكنه أعاده ليحصل على معدل أفضل ليدرس الرياضيات والفيزياء التي يحبها، حاول أن يلتحق بالجامعات السورية فسافر إلى ابن عمه الذي يدرس هناك وعاد ينتظر القبول، لكن الاحتلال منعه من السفر، فالتحق بدار المعلمين وتغيب كثيرًا بسبب الاعتقال، لكنه أصبح أستاذًا للرياضيات عمل في أريحا، وفي بيته
ثم في دار الأيتام الاسلامية بالقدس حتى عام 1989، ليتفرغ بعدها للعمل التنظيمي. التحق بجامعة بيت لحم مطلع الثمانينات هو وخطيبته لكن بعد الزواج وزيادة المصاريف كان لا بد أن يتنازل أحدهما عن الدراسة، فتراجع هو أمام حلم عبلة.
هو أيضًا من مؤسسي العمل التطوعي عمليًّا وليس نظريًّا فكان ممن رصفوا الشوارع الترابية لمخيم الأمعري، وممن جَدَّ زيتون بيرزيت، ونظف مقبرة البيرة، ودار المعلمات في الطيرة، وعمل في انشاء طرق للمزارعين في رمون.
رغم دوره التنظيمي والسياسي القيادي، إلا أنه في البيت كان الأب الحنون وعبلة الأم الصارمة –نوعًا ما-، لا يتردد في تنظيف البيت لا سيما الأواني لكن على طريقة الأسرى المعتادين على فتح صنبور الماء طوال الوقت و”حت” الأواني ما يجعل عبلة تغلقه مرارًا. وفي غياب عبلة لمتابعة نشاطها النسوي والخيري كان يجلس مع أبنائه، ويعتني بابنه يسار حين كان رضيعًا. أما صمود وإباء فكان يسميهما المناضلتين ليلى خالد ورسمية عودة، أما غسان فسماه سعدات نسبة إلى غسان كنفاني الأديب وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية.
لا تعرف عائلته تفاصيل السجن إلا من حديث رفاقه المحررين، فهو لا يحب إشغال أحد بأمره حتى عائلته، وفي مراسلاته لأفراد العائلة كتب أنه في العزل يستحضر صورة كل فرد؛ زوجته وحبيبته التي يطلب منها تحمل غيابه، فيما يتأمل وجه إباء “المتورد لحظة الخجل” وغمازاتها، وغسان الذي جعله جدًّا لحفيدين، أحدهما ميار التي يحلو له إعادة مشهد دخولها قاعة المحكمة بين يدي عبلة وهو أمر أسعده كثيرًا، يتخيل أيضًا يسار عازف الساكسفون الذي كبر دون أن يدرك تفاصيل وجهه وحين وصلته صورته ضمن فرقة موسيقية، استطاع أن يميزه فقط من آلته ما أنهكه كثيرًا، وأخيرًا فتاته صمود واسمها يشكل أكثر من نصف حياته النضالية. كتب سعدات أن للعزل أثرًا عكسيًّا عليه فهو يجدد نشاطه ويجعله مقبلاً على العمل وتنظيم الوقت. أما أثناء إضراب الأسرى عن الطعام فقد كتب لهم مرة أن إدارة السجن صادرت الأدوات الكهربائية والكنتينا والملابس وأبقوا لهم ملابس السجن فقط. وأن وضعه الصحي جيد ولا يدعو للقلق.
في السجن تقلقه حياة الأسرى وعائلاتهم، دائم السؤال عنهم إذا مرض أو حدث مكروه لأحد من عائلاتهم، ويخجل من أن تصله حاجياته التي لا يسأل عنها عبر أهالي أسرى آخرين! ورفض سعدات عرض الضابط الاسرائيلي في السجن بمنحه امتيازاً ليرى عائلته عبر الأسلاك الشائكة وتلمس أيديهم، فأبى إلى أن يكون الامتياز لجميع الأسرى.
يحمل سعدات بداخله جروحًا صامتة، منها اغتيال أخيه محمد (20 عامًا)، ربما اعتقد أنه لو كان معه في أريحا لما رحل، لكن الموت أيها الرفيق لا يعرف السجون، وتألم لاستشهاد صديقه ورفيقه محمد الخواجا في زنازين التحقيق في حزيران 1976.
وكان وقع اغتيال أبو علي مصطفى عليه شديدًا فهو لم يكن قائدًا في الجبهة الشعبية، بل هو قائد وطني. ويحمل جرح اعتقاله من قبل السلطة في مفارقة صعبة ما بين دافع حمايته من الاغتيال، لكنه في المحصلة معتقل لديها، وحاول الرئيس الشهيد ياسر عرفات حمايته في مقره المحاصر بالمقاطعة هو وأربعة رفاق إلى أن تم التوصل لاتفاق لفك الحصار مقابل سجن سعدات ورفاقه في أريحا تحت حراسة بريطانية وأميركية، وهي مفارقة اكتملت بتواطؤ هذه الحراسة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت السجن واعتقلت المحتجزين خلال عشر ساعات كانت الأصعب في حياة العائلة والكثيرين الذين توقعوا اغتياله مع رفضه تسليم نفسه.
كانت فترة سجن أريحا فرصة لقضاء وقت مع أبنائه خاصة أثناء العطل المدرسية، يعد لهم الطعام، ويراقبهم مستمتعًا من النافذة وهم يلعبون ويقفزون ويضحكون بلا مسؤولية، لكنه وفي زيارة لأخته قال لها: لا تتفاءلي فالمستقبل أسوأ.
رجل غير عادي في زمن عادي؛ داخل المعتقل هو قارئ وقائد مبدئي حتى النهاية، وفي المحكمة رافض لكل مجرياتها، لا يقف لهيئتها، لا يعترف بها، يحضر محاميه بصمت بناء على طلبه، هو الوحيد من الأسرى الذي رفض التعاطي مع محكمة الاحتلال فيما كان الأمر عاديًا فترة الانتفاضة الأولى وما قبلها لكنه اليوم استثناء، وخارج المعتقل يحضر اجتماعات الفنون الشعبية ومعرض الفنان محمد البغدادي، وفي البيت أبٌ إلى ما لا نهاية، وبين الكتب ملتهم، وفي حياته يملك بذاكرة ماسية لا تنسى الشخوص والأسماء والأحداث.
أحمد يبلغ اليوم “63 عامًا” وبحكم تعسفي اسرائيلي بالسجن ثلاثين عامًا قضى منهم تسعة، نقل خلالها من سجن لآخر كل ستة شهور، وهو ممنوع من زيارة العائلة ويستعد للإضراب عن الطعام رغم مشاكله الصحية في المعدة وضيق التنفس لا سيما مع أجواء سجن جلبوع التي تزيد مشاكل التنفس.. عائلته لا تحتمل التفكير بما بقي له من عمر واعتقال.. فهل من أحد يحتمل!!
بقلم بثينة حمدان – رام الله