استهداف المساجد في النقب لا يتوقف
تاريخ النشر: 17/06/15 | 8:01أقدمت الداخلية الإسرائيلية على إلصاق إخطار هدم على باب مسجد الرحمة في قرية “رخمة” غير المعترف بها جنوبي النقب، ليلحق هذا المسجد الذي يتوسط القرية بعشرات المساجد في النقب التي باتت في الآونة الأخيرة بين التهديد بالهدم والهدم الفعلي بذريعة بنائها بدون ترخيص.
مرارة الخبر بدت واضحة جلية على سكان قرية رخمة غير المعترف، وهم يستقبلون شهر رمضان بقرار هدم المسجد الوحيد في الجهة الجنوبية من القرية. تلك القرية النائية التي تفتقد إلى ادنى الخدمات الأساسية، الصحية والتعليمية والتحتية بالإضافة للمعاناة المستمرة هناك منذ عشرات السنين، والمتمثلة بهدم عشرات البيوت فيها من اجل تهجير سكانها والاستيلاء على ارضهم التي تسعى المؤسسة الإسرائيلية لضمها إلى بلدة “يروحام” اليهودية المجاورة للقرية، بحسب السكان.
المسافة بين قرية “رخمة” العربية وبلدة “يروحام” اليهودية أقل من 3 كيلومتر، لكن في الواقع هناك مسافة لا تقاس بالأمتار ولا ينبغي لها ذلك، بل أصدق أن تقاس بميزان الظلم والعدالة أو الأصيل والطارئ فهي هنا بعيدة عميقة مليئة بالآلام والإجحاف والحرمان والطغيان والتجبر. يكفي أن تسمع من جمعة زنون الذي يجلس على حائط المسجد وهو يقول: “كل ما نريده هو أن نصلي في مسجدنا كباقي المسلمين في العالم”.
ويضيف: “لقد هدمت المؤسسة الإسرائيلية عشرات البيوت في هذه القرية، بل هُجّر كل سكان القرية في الثمانينات خلال 3 ساعات تحت تهديد السلاح، وعلى الرغم من كل ما يصحب ذلك من ألم ومرارة إلا أن إخطار هدم المسجد في القرية في ظلال الشهر الفضيل أشد إيلاما وأعمق جرحا”.
مسؤول الحركة الإسلامية في النقب الشيخ أسامة العقبي الذي وصل إلى المكان وتحدث مع سكان القرية، قال، إن هدم المساجد والبيوت الآمنة في النقب خصوصا مع إقبال شهر رمضان علينا، يثبت أن القائمين على هذه المؤسسة الإسرائيلية الظالمة يفقدون اي حس انساني وأخلاقي. وأكد على أن النقب اليوم بات يتعرض لأبشع حملات التطهير العرقي من خلال هدم قرى بكاملها واستباحة الجرافات والآليات الاسرائيلية، للبيوت والمساجد التي جعل لها الله حرمة وقدسية.
وشدّد الشيخ على أهمية الرباط والصمود والثبات مهما عظمت المآسي واشتدت الكرب، منوهًا أن الفرج قريب باذن الله تعالى.
يشار إلى أن استهداف المساجد والبيوت الآمنة في النقب يزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في مسعى واضح من قبل المؤسسة الإسرائيلية لتنفيذ مخططات استيطانية كبرى في النقب، ستكون في غالبيتها على أنقاض القرى المهجرة، في الوقت الذي يبدي فيه سكان النقب صمودا منقطع النظير رغم الظروف القاسية التي يعيشون فيها داخل هذه القرى بحسب المتابعين.