الرمضاء والنار: فبركة عملية تغيير الانظمه العربيه!!
تاريخ النشر: 07/03/13 | 5:54**الجاري في سوريا خلط خطير ومدمر وليست ثورة تغيير ولا عملية فرز قوى واتجاهات تفرز وتفرق بين فكر رجعي وفكر ثوري يسعى لتحرير الشعوب من الدكتاتوريه والظلم .. الديموقراطيه الثوريه المزعومه والمدعومه من النظام السعودي والقطري ما هي الا خديعه وطعم يُراد به تدجين وتضليل الشعوب العربيه وما جرى في ليبيا ويجري في سوريا من احداث لدليل قاطع على عملية اختطاف مدبره للثورات العربيه من قبل الامبرياليه والرجعيه العربيه.. المعادله بسيطه :وهي ان المعارضه السوريه المتحالفه مع النظام السعودي او القطري هي معارضه رجعيه وليست ثوريه لان هذه المعارضه تخون طموحات واهداف الشعب السوري.. هذه المعارضه تريد اسقاط نظام دكتاتوري بهدف انشاء نظام رجعي جديد مفصل على مقاس السعوديه وقطر والامبرياليه الامريكيه**..اما بعد..
منذ حين والى بعد حين تعج وستعج الساحه العربيه بما هب ودب من مفبركي ومنظري الثورات والاحداث و في هذه الاثناء تملأ وسائل الاعلام العربي جيوش مجيشه من المضَّللين والانتهازيون الذين يستغلون الاحداث في العالم العربي لتحقيق مأرب سياسيه وإعلاميه تتناقض تناقضا تناحريا مع ما تصبوا له الشعوب العربيه من حريه وديموقراطيه والطموح الى بلوغ حالة تحرر وطني وسياسي من الانظمه العائليه والدكتاتوريه التي تحكم الشعوب العربيه بالحديد والنار منذ عقود طويله من الزمن ,واللافت للنظر ان العالم العربي ما زال يعيش في زمن الثورات في دائرة التصنيف الامريكي لما هو ثوري وماهو " معتدل" ولما هو " متطرف" والذي تعني بمجملها ان العرب ما زالوا يعيشون في دائرة التصنيف والتعريف الامبريالي والغربي لما هو " ارهاب" او غير هذا وبالتالي ما نلحظه من سخريه تاريخيه هو ان امريكا والغرب والانظمه العربيه الاقطاعيه أصبحوا شركاء في صناعة وتسيير الثورات العربيه لا بل انهم يدعمون هذه الثورات بالسلاح والمال ويقدمون العون السياسي واللوجستي لاسقاط انظمه عربيه دكتاتوريه وبناء انظمه بديله مهلهله وتابعه بالمطلق للغرب وللانظمه العربيه الاقطاعيه والرجعيه كالنظام العائلي السعودي والنظام العائلي القطَّري الذي أنشأ له اسطول من الفضائيات وجيَّش جيش من المفبركين والاعلاميين الذين يروجون لثورية انظمه عربيه رجعيه وفي المقابل دكتاتورية انظمه اخرى في حين ان الحقيقه التاريخيه تقول : بان كل الانظمه العربيه المنطويه تحت مظلة ما يسمى بالجامعه العربيه وما يسمى بمجلس التعاون الخليجي هي انظمه دكتاتوريه وخائنه وطنيا و تاريخيا والسؤال المطروح : كيف اصبحت انظمة الحكم في السعوديه وقطر بقدرة قادر انظمه ثوريه وديموقراطيه بينما انظمة الحكم في سوريا مثلا وليبيا واليمن سابقا انظمه دكتاتوريه يجب اسقاطها؟؟
يتطلب الجواب على السؤال اعلاه الانطلاق من قاعدة ان الثورات التي تسعى الى التغيير يجب ان تكون مرتكزه على تغيير مضمون العلاقات السائده في هذا المجتمع او ذاك من خلال تسيير حراك وحركه فكريه وسياسيه جذريه في مسار تاريخ هذا المجتمع او الشعب ونقله من حقبه تاريخيه الى حقبه اخرى نحو مستقبل افضل من ماهو موجود في الوقت الراهن بمعنى بسيط ومبسط لايمكن للثورات ان تنجح او تكون ثورات الا اذا كان اساسها وفحواها فكر وثقافة حقوق الانسان والفرد والشعب ككل وهذا الشعب بدوره يجب ان ينهض ويستنهض قواه من اجل تغيير الواقع المُر الذي يعيشه وانتهاك حقوقه من قبل النظام الحاكم ومشتقاته, والتجربه التاريخيه والراهنه علمتنا ان اكثر انظمه دكتاتوريه ومنتتهكه لحقوق الانسان عرفها ويعرفها العالم هي انظمه الحكم العربيه وعلى راسها منظومة دول الخليج ومن بينها دول عربيه اخرى كسوريا واليمن وليبيا الخ من الدول العربيه اللتي تنتهك حقوق الانسان و تضطهد الشعوب ولا توفر لها ظروف العيش الكريم حقوقيا وقانونيا واقتصاديا وبالتالي عندما يتم الحديث عن ثوره شعبيه على وضع قائم فهذا يعني ان هذه الثوره تحمل قرارا ومضمونا اخر يشكل النقيض والبديل لما هو سائد من ظروف من جهه وتحمل مشروعا سياسيا ووطنيا كبديلا لما هو قائم من نظام حكم دكتاتوري من جهه ثانيه وبالتالي اذا حصل وجرى ان الثوره تحالفت و تعاملت وتتعامل مع قوى وانظمه دكتاتوريه ورجعيه من اجل اسقاط نظام حكم دكتاتوري فهذا يعني ببساطه ان الثوره المزعومه انحرفت عن مسارها واهدافها وتماشت مع سياسات انظمه رجعيه وعميله تابعه لامريكا والغرب الامبريالي لا بل ان هذه الثوره المزعومه في هذه الحاله قد خانت وتخون الشعب ومصالحه وتقوم بذبح الثوره والثوار في سبيل تحقيق مأرب رجعيه وليست تحقيق اهداف لصالح حقوق الشعب المنهوبه من قبل نظام الحكم…. في سوريا مثلا تجري الامور في اتجاه تضليلي وخياني للثوره ومطالب الشعب السوري الذي يطالب بنظام حكم ديموقراطي بديلا لنظام الاسد وهذا الامر حق مشروع للشعب السوري ولكن ماهو جاري هو سرقه الثوره السوريه في وضح النهار من قبل المعارضه السوريه العدميه التابعه لاكثر الانظمه العربيه عمالة وخيانه كالسعوديه وقطر و كامل المنظومه الخيانيه العربيه….الجاري ان الصراع في سوريا لايدور بين القوى السالبه والمسلوبه.. سالبة الحقوق ومسلوبة الحقوق, لابل ان هذا الصراع يدور بمؤازره من دول سالبه لحقوق شعوبها تزعم انها داعمه للثوره السوريه والسؤال االمطروح : كيف يستقيم هذا النهج الثوري العقيم مع هذا المنطق الاعوج والمقلوب اللتي تصبح فيه الثوره السوريه مطيه لفرية ثورية السعوديه وقطر؟..كيف يستقيم هذا المنطق ان تستعين ثورة تغيير بنظام اقطاعي همجي لتحقيق حقوق الشعب السوري؟..هل هذا مخاض ثوري كما يزعم مفبركي السلاطين ام مخاض فوضوي دموي اساسه الدمار والمجازر والمذابح الجاريه في سوريا؟… جميع الاطراف تذبح وتسلخ وتشرد اليوم الشعب السوري.. المعارضه والنظام على حد سواء…ماهو المطلوب اليوم؟ : هل هو اسقاط النظام ام تدمير سوريا اولا من اجل انقاذها لاحقا من النظام؟!
..من هنا وانطلاقا من جدلية طبيعة الامور وتطابقها او تنافرها فلابد من ان يصطدم الفكر الثوري ايا كانت مرجعيته الايديولوجيه مع الفكر الرجعي الساعي للسيطره على الشعوب واحتواء مطالبها وتفريغها من فحواها ومعناها واهدافها, بمعنى استحالة التزاوج والتطابق والتناسق بين الفكر الثوري والفكر الرجعي الذي يقف على النقيض ومعادي بالمطلق للثوريه والديموقراطيه التي تهدد وجود الانظمه الدكتاتوريه والاقطاعيه وبالتالي ما لحظناه في مسار الثوره الليبيه كان كارثيا وما نلحظه الان في مجرى الاحداث في سوريا هو تكريث الكارثه وتمكينها من تدمير وهدم الوطن السوري على رؤوس اهله في ظل وجود نظام طاغي ودموي ومعارضه عدميه تتحالف مع رموز الظلم والاضطهاد في العالم العربي بزعم بلوغ هدف سامي وهواسقاط النظام.. هذا خلط خطير ومدمر وليست ثوره تغيير ولا عملية فرز قوى واتجاهات تفرز وتفرق بين فكر رجعي وفكر ثوري يسعى لتحرير الشعوب من الدكتاتوريه والظلم .. الديموقراطيه الثوريه المزعومه والمدعومه من النظام السعودي والقطري ما هي الا خديعه وطُعم يراد به تدجين وتضليل الشعوب العربيه وما جرى في ليبيا ويجري في سوريا من احداث لدليل قاطع على عملية اختطاف مدبره للثورات العربيه من قبل الامبرياليه والرجعيه العربيه.. المعادله بسيطه :وهي ان المعارضه السوريه المتحالفه مع النظام السعودي او القطري هي معارضه رجعيه وليست ثوريه لان هذه المعارضه تخون طموحات واهداف الشعب السوري.. هذه المعارضه تريد اسقاط نظام دكتاتوري بهدف انشاء نظام رجعي جديد مفصل على مقاس السعوديه وقطر والامبرياليه الامريكيه….هذا هو الواقع المر وذلك بالرغم من اننا نسمع المفبركون ومفكري السلاطين يبررون هذه الحاله الخيانيه والشاذه…مفبركي وكذابي فضائية الجزيره مثلا تمرَّسوا الكذب والتضليل وتمرغوا في التضليل وقاموا بتلطيخ الملطخ وزركشوه ليبرزوه كثوري مناصر للثورات العربيه!..ابشع ماهو جاري هو غياب الحقيقه في غابه من اخبار وتحليلات التضليل…حلف حفر الباطن وامير السيليه اللذان دعما العدوان الامريكي على العراق وموَّلا احتلال هذا البلد العربي يزعمان اليوم بدعم الثورات العربيه!…. مش معقول.. هل ذاكرة الشعوب العربيه قصيره الى هذا الحد؟.. وهل بلغ المفبركون حالة استبهام الشعوب بهذا الشكل الانحطاطي الذي يمارسه ما يسمى بالخبير العسكري في قناة الجزيره المدعو صفوت الزيات وهو الشخص نفسه الذي غطى العدوان الامريكي على العراق بنفس الاسلوب عبر فضائيه نفط اخرى؟..هل هؤلاء الاعلاميون والمفكرون والمفبركون شئ اخر غير كونهم مفكري بلاط ومنظرين للفكر الرجعي العربي؟..هل يُعبر حقيقة هذا التعليب والتغليف الثوري الجاري عن طموحات الشعوب العربيه ام انه يبشر بهزيمه قادمه مدمره لطموحات هذه الشعوب..كالمستجير من الرمضاء بالنار.. يريدون استبدال النظام السوري بنظام سعودي وقطري…فضيحه تاريخيه وإهانه من العيار الثقيل توجه للشعب السوري والشعوب العربيه جمعاء.."ثوريه" اقطاعيه تريد اسقاط نظام دكتاتوري لتحل مكانه ؟!
نحن اليوم امام معضله ثوريه كبيره وصعبه وهي ان هنالك فكرَّان اساسيان يريدان قطف ثمار ثورات وطموحات التغيير في العالم العربي وهُما : الفكر العربي الشعبي والجماهيري اللذي يريد الاطاحه بالدكتاتوريات الحاكمه التي انتهكت وتنتهك حقوق المواطن العربي منذ عقود, والفكر الثاني هو النقيض او "المضاد..الكونترا" الذي يسعى الى تضليل الشعوب وحرف مسار ثوراتها بهدف تشويه النتيجه النهائيه وجعلها نسخه معدله من النظام السعودي والقطري,بمعنى خلق انظمه جديده عميله وتابعه لامريكا واظهارها على انها نتيجه ثوريه لثوره شعبيه كما جرى في ليبيا ويجري في سوريا.. توسيع دائرة نادي العملاء والتابعين لامريكا بغطاء ثوري مزعوم…نعم لاسقاط النظام السوري واستبداله بنظام وطني وديموقراطي والف لا لاسقاط النظام واستبداله بنظام عار جديد على شاكلة النظام السعودي والنظام القطري.. تحت وفي طيات عباءة النظام السعودي والنظام القطري تكمُن وتربُض قائمه طويله من الخيانات والممارسات القمعيه بحق الشعوب العربيه..هذه الانظمه الاقطاعيه هي رموز للقمع و للخيانه والعار الوطني وليست رموزا للحريه والديموقراطيه والتحرر الوطني….النظام العربي اللذي اتاح واباح للغزاه باحتلال بلاد الرافدين لن تطهره كل مياه دجله والفرات ولا مياه المحيط والخليج..كفُوا عن تسويق هؤلاء كمناصرين للثورات والحقوق العربيه.. هؤلاء طغاه وعملاء تحما عروشهم الطائرات والقواعد العسكريه الامريكيه اللتي جلبوها لاحتلال الوطن العربي وإهانة الشعوب العربيه.. ؟؟
اخيرا وليس اخرا.. الشعوب العربيه طالبت وما زالت تطالب بإحترام حقوقها الانسانيه والمعيشيه والسياسيه والوطنيه ومرجعية الثورات العربيه تعود الى هذا المربع وهو الانسان وحقوقه وهذه الحقوق تهضمها وتدوسها الانظمه العربيه الدكتاتوريه وعلى راسها انظمة العائلات الحاكمه في الجزيره العربيه ومنطقة الخليج العربي وهذه العائلات الاقطاعيه دمرت حقوق الانسان وتستعبد البشر, فكيف لها اذا ان تصبح عماد ونصيرة الثوره السوريه والثورات العربيه بشكل عام…كيف تطلب من نظام يهضم حقوق الانسان ويجلد البشر ويقطع رؤوسها بحد السيف ان يدعم ثوره تطالب بحقوق الانسان وحقوق الشعب السوري؟…كيف يجوز هذا الخلط الخطير والتفريق بين طاغيه واطغى؟…ما هذا الذي يجري هنا من تضليل وتسويف لمعنى الثوره واهدافها؟.. الشعوب الغير الحره والمضلله والتي لا تملك قرارها لن تحرر ذاتها ولا يمكنها ايضا ان تساهم في دعم اي قضيه وطنيه عربيه مثل فلسطين او غيرها…الجاري هو كارثه تضليليه.. كالمستجير من الرمضاء بالنار.. الرمضاء والنار: فبركة عملية تغيير الانظمه العربيه!!