عدالة الخالق.. كما تدين تدان
تاريخ النشر: 08/03/13 | 12:11كثيراً ما نرى أناساً في وقتنا الحاضر يتعاملون مع الآخرين وكأنهم لن يعاملوا في يوم من الأيام بالمثل، فنرى شباباً مستهتراً يسعى مستميتاً للتعرف بفتيات دون رابط شرعي، ويغرر بإحداهن ويعدها بالزواج، وكل ذلك فقط لتخوض معه تفاصيل العلاقة المحرمة بما فيها من مكالمات وتجاوزات شرعية، ومن ثَم حين يهم بالزواج فإنه يلجأ لأهله طالباً منهم البحث عن فتاة للزواج.. متناسياً قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: "البر لا يفنى والذنب لا ينسى والديان لا يموت، افعل ما شئت كما تدين تدان"..
وكذلك المرأة بالطبع حين تخطئ فإنها لابد أن تجد نتيجة هذا الخطأ.. فهما بالثواب والعقاب سواء. وحين يتعامل مسؤول بالوساطة فقط، فينهي معاملة هذا، ويوظف ذلك فقط لأنه من طرف فلان، فهو يتناسى هنا أنه دين وسوف يسدده، وحين تأتي معاملته يوماً ما عند أحدهم فلابد أن يسدد دينه ويتعامل معه بالمثل..
حتى البائع حين يشتري أحدنا شيئاً ويكتشف أنه قد أنقص علينا بالمكيال أو أرانا شيئاً وأعطانا شيئاً آخر، حينها يكون قد عرض نفسه لنفس الأمر.. فكما تدين تدان.
أظن أنه لو فكر كل واحد منا بهذا العمق لراجع نفسه ألف مرة قبل أن يغرر بأحد، ولراجع حساباته مرات ومرات قبل أن يضيع الأولويات من أجل الوساطات، ولما طفف في المكيال ولا غش في البيع خوفاً من أن ترد إليه.
ومضة: سافر الفلاح من قريته إلى المركز ليبيع الزبدة التي تصنعها زوجته، وكانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو جراماً. باع الفلاح الزبدة للبقال واشترى منه ما يحتاجه من سكر وزيت وشاي ثم عاد إلى قريته.
أما البقال.. فبدأ يرص الزبد في الثلاجة.. فخطر بباله أن يزن قطعة.. وإذ به يكتشف أنها تزن 900 جراما فقط.. ووزن الثانية فوجدها مثلها.. وكذلك كل الزبدة التي أحضرها الفلاح!!!
في الأسبوع التالي.. حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبدة.. فاستقبله البقال بصوت عال ٍ: "أنا لن أتعامل معك مرة أخرى.. فأنت رجل غشاش.. فكل قطع الزبد التي بعتها لي تزن 900 جراماً فقط.. وأنت حاسبتني على كيلو جراما كاملاً!"..
هز الفلاح رأسه بأسى وقال: "لا تسئ الظن بي.. فنحن أناس فقراء.. ولا نمتلك وزنة الكيلو جرام للميزان.. فأنا عندما آخذ منك كيلو السكر أضعه على كفة.. وأزن الزبدة في الكفة الأخرى..!
"لا تدينوا كي لا تدانوا.. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون.. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.