فاطمة وسردوك

فـي ذلـِك الـمـَسـاء ِكـان َأحـْمـَد ُمـوحـِيـا ًفـي شـَدْوِه ِ

إذ ْراح َيـَحـكـي عـَمـّا جـَمـُل َفـي عـَيـْنـَيـْنـا مـِن ْ"مـُعـْجـَز ِأحـْمـَد َ"

فـَأشـْعـَل َذاكـِرَتـي الـمـَشـْحـونـة َقَـَلـَقـا ً

الـْمـَسـْكـونـة َ عـِشـْقـا ً والـمـُشـْبـَعـَة َ بـِتـَوَتـُّر ٍ مـُوجـِع ْ .

عـِنـْدَهـا رَأيـْتـُنـي وَعـَلـى عـَجـَل ٍأغـْلـِق ُعـَيـْنـَي َّلأرى

ألـْتـَزِم ُالـصـَمَت َلأسـْمـَع َ

أسـْكـِت ُعـَقـْلـي عـَلـَّه ُيـَعـي ،

فـَغـُيـِّبـْت ُفـي صـَحـْو ٍارتـَحـَل َبـي بـَعـيدا .

إرتـَحـَلـْت ُ فـي الـذاكـِرَة

نـَبـَّشـْت ُ عـَتـَمـاتـِهـا

اخـْتـَزَلـْت ُ سـِنـيـن َ طـَويـلـَة

فـي انـْدِفـاعـي أمـامـا ًعـَلـّي أعـود ُ ذاك َ " الـْفـَتـى " !

وَلـَشـَد َّ مـا رَقـَصـْت ْ عـَيـْنـاي َ فـَرَحـا ً إذ رأتـا ،

كـان َ صـديـقـي الـقـَديـم سـَرْدوك ُ الـصـَّعـْلـوك ُ الـْمـَجـْبـول ُ

مـِن ْ طـيـن ٍ وَعـِشـْق ً وَنـار

يـَتـَأبـَّط ُ فـي هـَوس ِ عـاشـِق ٍ ذِراع َ فـاطـِمـَة .

رأيـْتـُهـُما وَقـَد ْراحـا يـُحـَلـِّقـان فـي خـفـَّة ِنـَسـيـم ْ

يـُلامـِسـان رَذاذ َمـاء ِ" الـبـَحـْرة"الـْمـُتـَطـايـر عـِشـْقـا ً

لـِيـَغـْسـِلا قـَدَمـَيـْهـمـا قـبـلَ أوان ِصـَلاة ِالـعـَوْدَة

مـِمـّا عـَلـِق َبـِهـِمـا مـِن ْغـُبـار ِوَعـْثـاءِ شَتات .

أصـْغـَيـْت ُفـي غـيـْبـوبـَتـي الـيـَقـِطـَة ِالـداهـِمـَة ْ

سـَمـِعـْتـُهـُمـا يـُردِّدان ِنـَشـيـد َغـَد ٍ :

فـي يـوم ٍيـَسـْبـِق ُطـَلـَّة َأوان الـعـَودَة

سـَيـورِق ُ شـَجـر وَيـزَقزِق ُطـيـْرُفـَضـا .

عـِنـْدَها،صـاحـا بـِفـَرَح ٍانـْتـَظـَراه ُطـَويـلا،

سـنـَحـْرِص ُأن ْنـَتـَعـَلـَّم َمـِن َالأطـفال ِأيـْنـَمـا كـانـوا

سـِرَّ الـسـَعـادَة ِفـي شـقـْوَنـَة ِالـوَلـْدَنـَة بـَحـْثـا ًعـن ْعـَوالـِم َمـُدْهـِشـَة ٍ

هـِي َ أشـْبـَه ُ بـِدُنـْيـا أطـْفـال ٍ دائـِمـة ِ الـتـَجـَدُّد ِ والإنـْشـِداه.

هـَمـسـا صـارِخـَيـْن:

لـَحـْظـَة َيـَبـْدَأون َالـنـَّغـْنـَغـَة َوالـحـَبـْو َسـَنـَمـُدُّهـًم ْبـِعـَصـا تـَجـْرِبـَة ِ

حـَفـَظـَتـْهـا لـَهـُم ْذاكـِرَة ٌجـَريـحـَة ٌلـكـِن ْفـَطـِنـَة

هِيَ ذاكـِرَة ُحـيـاة ٍلا تـَشـيخ .

سـَمـِعـْت ُسـَرْدوك يـَهـْمـِس ُمـوجـَعـا ً

وَقـَد ِانـْحـَنـى يـُقـَبـِّل ُدَعـْسـَة َقـَدَم ِفـاطـِمـَة :

يـا فـاطـِمـَة،سـنـُعـَوِّد َالأطـْفـال َمـن ْيـَوْمـِنـا وفـي كـُل ِّغـَد ٍ

أن ْيـَصـيروا مـا لـَم ْنـَصـِرْه ُ.

سـَمـِعـْتـُه ُيـقـول ُ: فـي غـَد ٍسـَيـأتـي وَحـيـن َنـَعـود

سـَيـَكـونُ أجـْمـل َفـَرح ٍفـي أعـْيـُن كـَثـيـريـن

فـَرح ُالـطـُّمـوح ِبـَحـْثـا ًعـَن ْقـِمـَم ْ

وَفـَرَح ُالـسـّؤال ِبـَحـْثـا ًعـَمـّاهـُو جـَديـد .