وسائل وأساليب تربوية بالتعامل مع الاطفال
تاريخ النشر: 11/04/11 | 9:11لقد قمنا في المقالات السابقة ببناء الاسرة، كيفية إختيار شريك الحياة، سنة اولى زواج، الحمل والولادة والرجوع للمنزل. ثم قمنا بالسير مع الطفل من جيل 0 الى جيل المراهقة مشيرين الى احتياجاته، تطوره اللغوي الشعوري والعقلي. ومن ثم كيف نتعامل معه. اما في الثلاث مقالات القادمة سنطرح طرق للتعامل مع الاطفال كيف نربيهم وكيف نرشدهم للصواب.
نستقي هذه الوسائل اولا من القرآن والسنة ومن هدي الصحابة الاجلاء. بالاضافة لذلك من العلم الحديث الذي يهتم بالاطفال وتربيتهم:
1) الدعاء: : ان الله العلي القدير هو المتصرف بالكون العالم به. العالم بنفوس البشر ويقلب قلوبنا بين اصابعه. وقال تعالى ” اني قريب فادعوني استجب لكم“. فعلينا اولا الاستعانة بالله في تربية ابنائنا والدعاء لهم بالصلاح والثبات وبما نريد. فنرى زوجة عمران ام سيدتنا مريم تدعو لها ولذريتها وهي ما زالت طفلة صغيرة فتقول “واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم” (اية 36 ال عمران). وقال سيدنا ابراهيم عليه السلام ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام“(اية 35 سورة ابراهيم) وقال “رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء“(اية 40 سورة ابراهيم). هذا امر عظيم فالدعاء هو اصل العبادة وبالدعاء نصل للقمة. وكم وصل الابناء الى القمة بدعاء أبائهم وأمهاتهم مثل عبد الرحمن السديس امام الحرمين فكانت امه تدعو له دائما وتقول اللهم اجعله امام الحرمين.
2) القدوة: إن الطفل يفتح عينيه ليجد امامه والده ووالدته. هما بالنسبة له عالمه الكامل. فيطمح الطفل الى تقليد والديه بكل شيء كلامهما، تصرفاتهما، افكارهما ومبادئهما. فالطفل ورقة بيضاء بتعاملنا معه نرسم عليه ما نريد.
إذا كنت تود طفلا صالحا يتحلى بالاخلاق الحميدة عليك ان تكون قدوته وان تتحلى بما تريد ان يتحلى به طفلك. لا تكثر من الأقوال والشروحات فالطفل يرى تصرفك اكثر مما يسمع كلامك. فلا تطلب من طفلك شيئا ثم يراك تعمل عكسه. فالطفل سيرسخ في عقله عدم فعلك للأمر فيفهم ان ما نقوله لا يجب ان يرتبط بما نفعله . فيصبح الطفل منافق يقول ما لا يفعل. مثال شائع في اوساطنا الكذب. نحن نحذر الطفل من الكذب ونعلمه الصدق ولكن وللأسف ونعلمه الصدق ولكن وللأسف عندما يأتي من لا نرغب برؤيته او يتصل نطلب من الطفل ان يخبره اننا لسنا في البيت او اننا نائمون. فيعرف الطفل ان الكذب مسموح ولا دخل لما نقوله. مثال اخر ان نقول الضرب ممنوع في البيت وعندما نغضب نضرب الطفل. فيفهم الطفل ان الضرب مسموح. فتسمعه يقول ممنوع الضرب ولكنه في نفس الوقت يضرب اخوه او من يلعب معه.
3) القصة وضرب المثل –قصص الانبياء والصالحين: تعد القصة من أقوى الوسائل التربوية فهي محببة للنفس، كما تداعب خيال الاطفال الصغار منهم والكبار. وتوصل له المعلومة او الخلق الذي نود ان يتحلى به عن طريق شخصيات اخرى دون ان نمس فيه ونعنفه. وضرب الله لنا امثالا كثيرة وقصصا كثيرة في القرآن. فيمكننا استعمال قصص القرآن فهي كثيرة ومتعددة تحوي الاثارة وتثري خيال الطفل مثل قصة سيدنا ادم، نوح هود وغيرهم من الانبياء رضوان الله عليهم. وايضا قصص القرآن مثل قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف. وقصص من الحديث الشريف مثل قصة صاحبة الهرة والرجل الصالح.
كما يمكننا البحث في المكتبات عن القصص المختلفة التي تفيد طفلنا حسب جيله. بالإضافة لذلك يمكننا ان نؤلف نحن قصة نوظفها لتحسين اخلاق اطفالنا او لتنبيههم لخطأ ما يرتكبونه. ومن اساسيات هذه القصة ان تحتوي على اشخاص ذو اسماء غريبة (اسماء ليست مألوفة للطفل كي لا يعتقد ان الام تقارن بينه وبين الطفل الذي بالقصة) ثم تقول الام الاشياء الجيدة التي في الطفل وبعدها المشكلة وتصل القصة للقمة ثم تعرض حل للمشكلة. ويمكنها سؤال الطفل عن حل للمشكلة فتسمع رأيه وتحل مشكلته من تفكيره.
فالقصة يمكن توظيفها في كل مراحل عمر الطفل وملائمتها للمواقف المختلفة التي تمر بنا وللسلوكيات التي نريد تقويمها. كما تفيد في بناء شخصيات طيبة في خيال الطفل يستقي من تصرفاتها ويقلدها
واليكم هذه القصة :
اللعبة العاضة
كان يا مكان بنت جميلة اسمها رزان. كانت رزان بنت 3 سنوات جميلة وذكية. تتقن الغناء وكتابة الحروف والارقام. ولكنها كانت قاسية مع اختها الصغيرة لا تجيد التعامل معها. فحين ترفض اختها اللعب معها كانت تعضها فتصرخ الصغيرة من الالم وتهرب عند امها. وعندما تغضب رزان لان اختها لم تفهم ما تريد منها او لم تنفذ ما تقوله لها كانت تعضها ايضا.
تعبت الام من ان تقول لرزان ان لا تعض اختها وان هذا الامر مؤلم. ولكن رزان ابدا لم تقتنع بكلام أمها.
وفي يوم من الايام أحضر الاب هدية لرزان وكانت الهدية مميزة جدا. فهي لعبة جميلة بيضاء الوجه، زرقاء اللعينين، شعرها ذهبي طويل ترتدي فستانا مخملي جميل. فرحت رزان كثيرا لهذه الهدية.
ولكن قبل ان يعطيها ابوها اللعبة قال لها ان هذه اللعبة مختلفة ومن علاماتها انك عندما تلمسيها او تضميها فإنها ستعضك. استغربت رزان وظنت ان والدها يمزح معها.
وتناولت اللعبة وضمتها لصدرها لانها احبتها كثيرا واذا باللعبة تعضها من صدرها. فرمتها على الارض. ولكنها اشتاقت لها فهي احبتها كثيرا فحملتها مرة اخرى واذا باللعبة تعضها من يدها.
وتوالى الامر كلما حملت رزان لعبتها عضتها اللعبة مرة من يدها ومرة من وجهها ومرة من صدرها. بكت رزان كثيرا وذهبت لتتكلم مع أمها. فقالت امي لقد عرفت الان ان اختي كانت تتألم كثيرا عندما اعضها. فهي تحبني وانا كنت اقابل حبها بالعض والغضب. لم اكن اعلم من قبل كم كانت تتألم. أنا حقا اسفة أمي سامحيني. قالت الام: لقد سامحتك لانك اعترفت بخطأك. ولكن عليك ان تعتذري لاختك؟
ذهبت رزان عند اختها الصغيرة نوران وقبلتها وقالت: انا اسفة لاني كنت اعضك فأنا اعلم الان كم كنت أأذيك. ففرحت نوران لان رزان لن تعضها مرة اخرى.
فنادت الام رزان وقالت عندي مفاجأة لك؟ لانك اعترفت بخطأك ولن تعودي لما كنت تفعلي الان لعبتك ستتحول لمحبة لك . وضغطت الام على زر حول اللعبة من ان تعض عند لمسه الى ان تغني وتقبل من يلمسها.
فرحت رزان كثيرا بلعبتها وسرت كثيرا انها لن تضطر ان تستغني عنها لانها كانت تعض.
سبحان الله ان الدعاء والقدوة والقصص لهي الدرر التي تزين تاج العلم فحياك الله اختي الكريمة على مقالاتك وجزاك الله خيرا.