رسالة الى جانا امرأة الغيم
تاريخ النشر: 09/03/13 | 10:40جانا جانا
ايتها الملاكة المسافرة في عروقي
كم يسْهُلُ النظرُ في دخانِ عينيكِ
إنما يصعبُ سبرُ غورهما
ما الذي جعلكِ تغيّرينَ دربَكِ
دون تفكير!!!
الى أين أنتِ سائرة
بسرعةٍ هوجاء
في مركبةٍ هوجاء!!!
***
بعُدتْ بيننا المسافات بعد أن كنتِ قريبة
خطوةً أو خطوتين
لم تزدْ عن أمسِ إلاّ إصبعا
موجةً أو موجتين
قصّةٌ محزنةٌ بنهايتها يفترقُ الأحبابُ
أو قصتين
***
ايتها الملاك الغامض حتى الأعماق
ما زلتُ أراكِ في الطريق الى المدرسة
لم تكن هذه المباني والعمارات الشاهقة
لم تكن هذه السيارات الكثيرة
لم تكن أيُّ فتاةٍ تسوقُ سيّارة
لم يكن أي طالبٍ يجرؤ على محادثةِ فتاة
وأنا كتبتُ تلك الرسالة . استغرقتْ مني
أياماً وليالي
ثم أسيرُ خلفكِ كالطفلِ لأُقدمها لك
فتقولينَ : بالرسائل؟!!
لماذا أطبق عليَّ الصمتُ يومها؟!!
هل أسامحُ الأقدارَ التي فرّقت بين دربينا!!
***
ومضيتُ انا وصديقي نطالع على ضوء شمعة
تحت خرّوبةٍ معتقة
لقد أصبح اليوم الدكتور وأنا كذلك
اصبحتُ الدكتور
وعندما نلتقي لا نستحي من الحقيقة أمام زوجاتنا
الله يوم كنا وحدنا نسيطرُ على شوارع البلدة
اليوم نخاف أن نسير فيها بعد الثامنة…
***
جانا جانا لن أنسى الغموض في عينيكِ الحزينتين
ما زلتُ اسمع جرسَ المدرسةَ الثانوية
ما زلتُ أسمع صوتَ معلم اللغة العربية يقول:
"أشعرُ بالدفء عندما أقترب من إدريس"
الآن ينام دافئاً هناك
كم أحببناه لأنه علّمنا مجنون ليلى
وحفظناها عن ظهر قلب
***
الآن القلب أصبح كالبئر المهجورة
فإذا رأيتكِ لا ماءٌ ولا شجرُ
حتى الكلام كلام الشعر قد نسيته
وأنا سفينة مهشمة تقف في صلب البحر
تتقاذفها الأمواج
من رحلةٍ لرحلةٍ أمضي وأعود
الى ذلك الشاطئ الذي ودّعتُكِ عندهُ..