البقاء.. معلقة نثرية
تاريخ النشر: 10/03/13 | 1:10قلتُ لها والبحرُ هاجتْ شُجونُهُ
أما تتعبُ الموجةُ العاتية تتبعها الموجةُ الحانية؟!
… قالت: الموجة التي تأتي الى الشاطئ
لا تعود هي هي ولكن الشاطئ لا ينساها أبداً
قلتُ : أما يتعبُ الشاطئُ
قالتْ: بعد العاصفة تراهُ متعباً
بعد يومٍ هادئٍ مشمس تراهُ منتشياً
… إذا مرّ عليه عاشقان يبسمُ لهما
إذا سمع أغاني الطيور يشاركها شجوها
وأغنيات عشقها..
إنه يوشوش كل موجة ويقبّلها
قلت : وهذه الشجرة الباسقة أما آن لها
أن تسقط في البحر
قالت: إنها لم تسقط فهي تملك حقاً
في الوجود والصمود وإرادة الحياة
أما كفاها إنها هنا قبل مجيء العبريين
غيرها سقط وتلاشى
قلت وهذا الطائر الأخضر
الذي ذكرته في قصيدتي
أما آنَ لهُ أن يزور اللوزة القديسة البيضاء
حيث كنا البارحة أعالي الجبل
حيث السكون والحياة تطل على ضجيج البشر
وأين ينامُ هذا الطائر
لا بدّ أن له عشاً فوق الشجرة التي لم تسقط
لذلك هو باقٍ
وأنا لماذا أسألكِ كالأطفال؟!
إنني ، إذا كتبت لي العودة
سأكتب قصيدة البقاء
وهذا الكائن الإنساني الذي ينظر إلينا الآن
والشمس تلملمُ أشعتها عن البحر وتكاد تغطس فيه
إنه لا شك يفكر ماذا سنفعل عند حلول الظلام
فتضاحكت : ما أدراك بما يفكر.. إنك تظلمه
ربما يلتهمه البحر عند حلول الظلام
كما التهم الفراعنة والأشوريين والكلدانيين
والبابليين وقيساً وليلى
ومعاوية وجنود ذات الصواري
البحر أدراني :
إنه يجعلني أقول ما لم أكن أجرؤ على قوله
لكنني لم أرَ مثل ذلك الرجل أبداً
ما العالم إلاّ بحرٌ كبيرٌ تأوي إليه كل الجداول والأنهار
وما الإنسان إلا شجرة تهوي في نهاية المطاف
عندما غادرنا الشاطئ عاد إلينا صمتنا المعهود
لا يكاد يضئ عتمته إلا البرق والرعد