خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع
تاريخ النشر: 10/04/11 | 14:25بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 4 من جمادي الأول 1432هـ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ..‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الحمد لله رب العالمين نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما إتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين..؛
وأردف الشيخ قائلاً:” أما بعد أيها الأخوة الكرام، ما زلنا نعيش مع كتاب الله، مع منهج الأمة ومع دستور الأمة مع النور الرباني والنبع الصافي؛ قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ))، قال صلى الله عليه وسلم:”ثلاثٌ من كن فيه وجد حلاة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحبُّ مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه”، صدقوا ولا أبالغ أن هذه الآية من الآيات الحاسمة، من الآيات المفصلية، من الآيات الخطيرة، لأنك حينما تؤثر جانباً من هؤلاء، علاقات القربى والنسب، علاقات المال والثروات، علاقات المتعة والسرور، إن آثرت واحدة من هذه على طاعة الله و رسوله، فاعلم يقيناً أن الطريق إلى الله ليس سالكاً، الطريق مسدود.
الإنسان يحب زوجته وأولاده، حب المساكن والأموال وألآباء والأبناء والخوات والأزواج في كفه، وحب الله جل وعلا في كفه، وعلى المؤمن أن ينظر إلى موقفه القلبي من هاتين الكفتين؛ فإذا كانت كفة هؤلاء أرجح من كفة حب الله، هذا تهديد صريح ((فَتَرَبَّصُوا))؛ قال تعالى:((قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ)): أي الحياة متنوعة، أحياناً يكون الأب قوياً جداً، وغنياً جداً، ويمكن أنه إذا رضي عن ابنه أن يعطيه من الخير ما لا يوصف، سيارة، وبيت، وزواج، ودخل كبير، لكن هذا الأب إفتراضاً على سبيل الافتراض ليس على الحق، وأن هذا الابن إذا رفض أمراً للأب يغضب الأب، يفقد كل شيء، فالله عز وجل يقول: ((قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ))، أي الأب القوي الغني الذي بتصور الابن يمكن أن يعطيه من الدنيا ما يشاء، لكن هذا الأب إفتراضاً ليس على الحق، ليس على منهج الله، لا يأمر بأمر يرضي الله، فحينما يعارض هذا الأب يخسر كل شيء، هذه الآية حاسمة، والله ما من آية كهذه الآية تعد فاصلة بين الإيمان وبين البعد عن الإيمان.”.
وتابع الشيخ:” ((قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ))، فإذا كنت مؤمناً تؤثر طاعة الله على كل شيء. سُئل الإمام الشافعي: ندعو الله بالإبتلاء أم بالتمكين؟ فقال: لن تمكن قبل أن تبتلى. وطن نفسك مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تدخل الجنة من دون ابتلاء، لقوله تعالى:((وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ))؛ الإبتلاء قدرنا:((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))؛ ((أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)).”.
وأضاف الشيخ قائلاً:” أخواننا الكرام، إعتقد يقيناً أن الإبتلاء والإمتحان قدرنا، وأنه لا سبيل إلى دخول الجنة إلا بعد التمحيص ، والله خبير بالنفوس، الله عز وجل هو الخبير الذي يضعك في ظرف لا بدّ من أن تعبر في هذا الظرف عن حقيقتك، فإما إلى جنة يدوم نعيمها، أو إلى نار لا ينفذ عذابها: ((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ))؛ أحياناً الإنسان يعصي الله من أجل أبنائه، يمكن أن يأكل المال الحرام ليطعمهم ما يتمنون، ليلبسهم ما يريدون، يمكن وفي الأعم الأغلب أن يكون الأب ضعيف الإيمان، ودخله محدود، وعنده أولاد، يمد يده إلى الحرام ليغطي حاجات أولاده، دون أن ينتبه إلى أنه:((وما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه))، الإبن والزوجة تطعمهم مما تأكل، وتلبسهم مما تلبس، وما كلفك الله أن تمد يدك إلى الحرام من أجلهم، أما عندما تطعمهم طعاماً أنت لا تأكله، لك لقاءاتك مع أصدقائك، ولك طعامك في المطاعم، تطعمهم أردأ الطعام، فأنت محاسب أشد الحساب، لكن ما كلفك الله أن تمد يدك إلى الحرام كي تطعمهم، ((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ))، أي الإبن أحياناً: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ))، وأحياناً الابن مجبنة، مبخلة، يسبب للأب الخوف على المال على مستوى البخل: الأصول والفروع، الآباء أي الأصول مهما علوا، والأبناء الفروع مهما نزلوا:((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ))، الأقارب المتوازين في النسب؛ الأخ، الأخت: ((وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ))، من بقي؟ أصول، فروع، أخوة وأخوات، عمات وخالات، الحركة نحو الأعلى أصول، نحو الأدنى فروع، الحركة الأفقية الأعمام، والأخوال، والأخوات، والأخوة، أبناء الأخوات والأخوة، تابع لهذا القسم:((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ))؛ هذه علاقات النسب، أما علاقات الزواج وأزواجكم، الزوجة غالية جداً.”.
وإستطرد الشيخ:” أخواننا الكرام، أحياناً الإنسان من أجل زوجته قد يأكل المال الحرام كي يرضيها، أحد الصحابة له زوجة ضغطت عليه على أن يقدم لها شيئاً من الدنيا، فقال لها هذه الكلمة الرائعة: إعلمي أن في الجنة من الحور العين ما لو أطلت إحداهن على الأرض لغلب نور وجهها ضوء الشمس والقمر، فلأن أضحي بك من أجلهن أهون من أن أضحي بهن من أجلك. وأردف الشيخ قائلاً:” الصحابية الجليلة كانت تودع زوجها وتقول: اتقِ الله بنا؛ نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام، الآن الزوجة تدفع زوجها إلى كسب المال الحرام.”.
وقال الشيخ معلقاً:” لذلك قال تعالى:((إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ))؛ قال علماء التفسير: هذه عداوة مآل، في النهاية زوجته أرضاها ودخل النار من أجلها، إن رئيساً فرنسياً ـ جمع ثلاثين عالماً من كبار علماء النفس والإجتماع، في منتجع في فرنسا، وطلب منهم إجابة عن سؤال واحد، لماذا العنف في العالم؟ الآن كل يوم يوجد قتيل، أليس كذلك؟ النفس غالية جداً ما السبب؟ هذا الرئيس الفرنسي جمع ثلاثين عالماً من كبار علماء النفس والإجتماع، في منتجع وأعطاهم ثلاثين يوماً، وطالبهم بإجابة حاسمة عن سؤال؛ لماذا العنف في العالم؟ فكان الجواب وقد تستغربون ذلك إنه مجتمع الإستهلاك، تدخل على سوق فيه بضائع، مواد غذائية، ألبسة، أدوات كهربائية، شيء يفتن الإنسان، ولا يملك ثمنه، في هذه الأسواق الحاجة تدعوك إلى شرائها أحياناً بالتقسيط، ببطاقة، ترى أنك مثقل، والحياة بسيطة نحن عقدناها، العلماء قالوا: مجتمع الاستهلاك وراء العنف، ما التفسير؟ قال: هذا الإنسان يرى كل يوم في الإعلانات هذه السيارة، وهذا الجهاز، وهذه الثلاجة، وهذه الأدوات المنزلة، هذه الحاجات الراقية يشتهيها، تعرض عليه كل يوم، في الطرقات، على الشاشة، في الصحف، في المجلات،
إعلانات مثيرة جداً، وراؤها علماء نفس، يريك هذه الآلة وكأنها سبب سعادتك، يريك هذه المركبة أنك إذا إقتنيتها فأنت أسعد إنسان، الإعلانات اليومية على الشاشات، والصحف، والمجلات، وفي الطرقات، هذه الإعلانات تخلق حاجة عند الإنسان، الآن هذا الإنسان أولاً: قد لا يملك ثمن هذه الحاجة، بماذا يشعر؟ يشعر هو وأهله بحالة إسمها الحرمان، فإذا مدّ يده إلى الحرام ليغطي هذه الحاجات سقط من عين الواحد الديان، وإذا ألغى وقت فراغه، وعمل عملاً إضافياً لم يعد أباً، يقول لك: ذهبت من البيت قبل أن يستيقظ أولادي، وعدت إلى البيت بعد أن ناموا، الآباء هكذا، الإنسان المؤمن دينه غالٍ عليه، يخاف الله، له عمل آخر، له عمل بمكان، ومحاسب بمكان، العملان أفقداه وقت فراغه، أنت بهذا ألغيت أبوتك، فأنت حينما ترهق نفسك بعمل يفقدك الأبوة أنت ضيعت أكثر مما أخذت..”.
وتابع الشيخ:” هؤلاء العلماء كانت إجابتهم: مجتمع الإستهلاك يلقي صوراً مغرية لكل هذه الحاجات التي قد لا يحتاجها معظم الناس، هذه الصور المغرية أمامها ثلاثة مواقف، موقف الشعور بالحرمان المستمر، موقف آخر موقف أن تمد يدك إلى الحرام لتغطي هذه الحاجات، سقطت من عين الله، أكلت المال الحرام، والوضع الثالث أن تعمل عملاً إضافياً يلغي أبوتك، تقريباً أكثر الشرفاء لا يوجد عندهم وقت أبداً ليجلسوا مع أولادهم، من يربيهم؟ من يأخذ بيدهم؟ من يدلهم على الحق؟ لا يوجد أحد، لذلك من تعريفات اليتيم من كان أبوه مشغولاً عنه، إن اليتيم من يجد أماً تخلت أو أباً مشغولاً، الأب المشغول أولاده كالأيتام، القضية خطيرة جداً:((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ))؛ الآن: ((وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا))، أموال حصلتموها بكد وتعب شديدين: ((وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا))، وحينما ذكر الله التجارة ذكر الكساد، والتاجر وحده يعرف معنى الكساد، البضائع للسقف لكن لا يوجد بيع، أي أصعب حالة يعاينها التجار الكساد: ((وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا)).”.
وأضاف الشيخ قائلاً:” أندم الناسِ من دخل أولاده بماله الجنة ودخل هو بماله النار: لذلك؛ ((إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ))، هذه عداوة المآل: ((وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا))؛ في بعض الآثار النبوية: “إن روح الميت ترفرف فوق النعش، تقول: يا أهلي، يا والدي، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال مما حلّه وحرامه، فأنفقته في حله وفي غير حله، فالهناء لكم والتبعة علي، في هذا الأثر النبوي: ما من بيت إلا وملك الموت يقف فيه في اليوم خمس مرات، فإذا رأى أن العبد قد انقضى أجله، وإنقطع رزقه، ألقى عليه غم الموت، فغشيته سكراته، فمن أهل البيت الضاربة وجهها، والصارخة بويلها، يقول ملك الموت: ممَّ الفزع؟ وممَّ الجزع؟ ما أذهبت لواحد منكم رزقاً، ولا قربت له أجلاً، وإنّ لي فيكم لعودة، ثم عودة، حتى لا أبقي منكم أحداً، فو الذي نفس محمد بيده، لو يرون مكانه، ويسمعون كلامه، لذهلوا عن ميتهم، ولبكوا على أنفسهم.”.
وقال أيضأ:” أيها الأخوة الكرام، ورد في الأثر أن الله عز وجل يسأل عبده يوم القيامة، أن عبدي أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا رب لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي، فيقول الله له: إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم، يسأل عبداً آخر أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا رب أنفقته على كل محتاج ومسكين، لثقتي بأنك خير حافظاً وأنت أرحم الراحمين، فيقول الله له: أنا الحافظ لأولادك من بعدك.
فكل إنسان جمع ماله من حلال الله عز وجل يحفظ له هذا المال لأولاده، لكن أندم الناسِ من دخل أولاده بماله الجنة، ودخل هو بماله النار، ورثوه حلالاً، وأنفقوه في طاعة الله؛ الآية الكريمة من سورة التوبة: ((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا))؛ أي تعبتم في جمعها:((وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا))؛ هنا الشاهد:((وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ))، من طاعة الله، من طاعة رسول الله، من الجهاد في سبيل الله، إن كان الأمر كذلك فالطريق إلى الله ليس سالكاً مسدود، قال صلى الله عليه وسلم:” لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به”.
وأردف الشيخ قائلاً:” أيها الأخوة الكرام، أقسم لكم بالله عندي قاعدة، زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، الوعد النبوي:((ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه))، ((فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ))، والله هذه الآية من أخطر آيات سورة التوبة، والله ما منا واحد إلا ويتعلق مصيره بها، يجب أن تؤثر طاعة الله على كل ما تملك ، في القبر لا أحد يحميك إلا الله.”.
وقال الشيخ كذلك:” أيها الأخوة الكرام، الله كبير، لا تعد ذكياً إذا أكلت مالاً حراماً بل تعد أغبى الأغبياء..؛ أيها الأخوة الكرام، الآية التالية خطيرة جداً:((آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ))؛ من أمر الله في قرآنه، وأمر النبي في سنته:((وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا))، الطريق إلى الله ليس سالكاً، فتربصوا مكانكم:((فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ))، إذاً أن تؤثر أباك، وأبناءك، وإخوانك، وزوجتك، وعشيرتك، وتجارة تخشون كسادها، ومساكن على طاعة الله، فهذا هو عين الفسق أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم..”.
ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى ولمكانتها وفضلها ذكرها الله سبحانه في ثمان وعشرين آية من كتابه الكريم، وأضافها إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم، فقال سبحانه:((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا))، ورغب سبحانه في بنائها وعمارتها وأخبر أن عُمَّارها المؤمنون بالله واليوم الآخر قال تعالى: ((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ))؛ فالمساجد دور عبادة وذكر وتضرع وخضوع لله سبحانه..، وعليه ندعوكم لدعم مسيرة إعمار مسجد عمر بن الخطاب، لما يحتاجه من الترميمات والصيانات والفرش الأرضي الذي لم يتغير منذ أكثر من عشرين عاماً وخصوصاً في الطابق العلوي..”.
وإختتم الشيخ خطبته بالحديث حول موضوعين؛ الأول مشروع وإنتصر العفاف حيث وجه الشيخ دعوة عامة للنساء والأخوات بإسم الجناح النسائي في الحركة الإسلامية ومؤسسة والقلم الأكاديمية في القرية:” يطيب للأخوات في كفر قرع دعوة طالبات المدارس، المعلمات وسائر نساء القرية، لحضور الإحتفال الختامي لأسبوع وإنتصر العفاف تحت شعار:”فلنكن يداً بيد من أجل حجابنا”، حيث سيقام الإحتفال في قاعة الحوارنة في كفر قرع وذلك يوم السبت الموافق 9/4/2011 في تمام الساعة الرابعة عصراً، حيث ستكرم اكثر من خمسة وثلاثين من بناتنا واخواتنا اللواتي تحجبن وإرتدين اللباس الشرعي بفضل من الله تعالى وكرمه..”.
كذلك تطرق الشيخ إلى الموضوع الثاني، ألا وهو القراءة والمطالعة الذي أطلقه المجلس المحلي بالتعاون مع المؤسسات التعليمة وغيرها في القرية، وقال:” وأول ما نخص في قراءته وتدبره هو كتاب ربنا، ومن ثم مطالعة الكتب الدينية والتربوية والعلمية والثقافية.. وغيرها من الكتب والمجالات التثقيفية، لأن الإسلام حرص على العلم والتعلم، ونحن أمة إقرأ، فلا نقدم ولا رقي ولا إزدهار إلا إذا قرأنا وتدبرنا وعملنا بما تعلمنا لخدمة الدين والوطن والأمة ككل، فعليه ندعو الجميع للتعاون مع هذه المبادرة الطيبة..”.
ورد في خطبة الشيخ الحاج عبد الكريم مصري “أبو أحمد”متطرقا إلى مشروع “كفر قرع تقرأ”:
“… الإسلام حرص على العلم والتعلم، ونحن أمة إقرأ، فلا نقدم ولا رقي ولا إزدهار إلا إذا قرأنا وتدبرنا وعملنا بما تعلمنا لخدمة الدين والوطن والأمة ككل، فعليه ندعو الجميع للتعاون مع هذه المبادرة الطيبة..”.
وأنا بدوري أحيّي فضيلة الشيخ على دعوته ودعمه لهذه المبادرة التي تسهم في ترسيخ عادة المطالعة، وزيادة الوعي والمعرفة، وتقوية القيم الدينية الحميدة.
كم أنا فخور بأبناء بلدتنا الداعين للانتماء والتسامح والتعاضد والتراحم!
الحاج د. محمود أبو فنه
بارك الله فيك اخي ابو احمد دمت ذخرا لاهلك وبلدك الحبيب