من منح الله للصائمين.. استغفار الملائكة
تاريخ النشر: 24/06/15 | 14:03ما أحوجنا إلى مغفرة ربنا، وطرق كافة الأبواب والسبل حتى يغفر الله لنا؟.. وليس هناك فرصة أعظم من شهر رمضان حيث تتنزل الرحمات والمغفرة على عباد الله المخلصين، فالاستغفار في رمضان أرجى للقبول، بل جعل الله للصائمين في رمضان منحة وجائزة حتى يفطروا.
فمن منح الصائمين في رمضان أن الملائكة الكرام تطلب من الله للصائمين ستر الذنوب ومحوها، كما في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الصيام: “وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا”.
فالملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا .. والملائكة عباد مكرمون عند الله {لا يَعصُونَ اللهَ ما أَمَرَهم ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُون}. وهم من أعظم خلق الله .. خلقهم الله تعالى من نور، وهم بالنسبة إلى الأعمال التي يقومون بها أصناف، فمنهم حملة العرش، ومنهم المقربون ومنهم الموكلون بالنار، ومنهم الموكلون بالجنة، ومنهم سيدنا جبريل الموكل بالوحي.
والملائكة من أنصح العباد للعباد، كما قال مطرف بن عبد الله: “وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله تعالى الملائكة”.
لذا فهم جديرون بأن يستجيب الله دعاءهم واستغفارهم للصائمين حيث أذن لهم سبحانه وتعالى به وإنما أذن الله لهم بالاستغفار للصائمين من هذه الأمة لما لأمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من شأن عظيم ورفعة، وبياناً لفضيلة صومهم.
والإستغفار هو طلب المغفرة وهي ستر الذنوب في الدنيا والآخرة والتجاوز عنهم وهي من أعلى المطالب وأسمى الغايات فكل بني آدم خطاؤون مسرفون على أنفسهم مضطرون إلى مغفرة الله عزوجل، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم”.
والملائكة تستغفر كذلك للمؤمنين الذين جمعوا بين التوبة والإستقامة، فيدعون لهم بدخول الجنة ومن صلح من أبائهم وأزواجهم وذرياتهم يقول تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
وبذلك يكون الصائم إذا اجتمع استغفاره لنفسه واستغفار الملائكة له، فإنه أرجى لقبول الله سبحانه وتعالى للدعاء والتوبة والاستغفار.