غسل العار!!…. جريمة بشعة
تاريخ النشر: 11/03/13 | 11:30لا يمر شهر الا ويحصد وباء " انفلونزا الشرف " صبية في ميعة الصبا ، يحصدها ظلما وشراسة وإثما ، يحصدها لأن فلانا – الله يخليه لأمه – شكّ وارتاب ارتيابا فقط في تصرفاتها وسلوكها ، فهو يريد التحكم بمشاعرها وأحاسيسها وخواطرها ولواعج نفسها ، ويريدها جبلة طين في يديه يحرقها في فرنه وعلى هواه ومزاجه فيهبها زوجة لمن يريد ، أو يبادلها ويهديها لمن رفع في السعر والثمن …
أي انسان هذا الذي تطاوعه يمينه فيسرق روح أخته او ابنته او قريبته تحت مظلة شرف العائلة ، هذا الشرف الذي فقد لونه منذ أن أخذنا القانون لأيدينا ، ومنذ أن عمّده الشرق شريعة ومنهجا .
الصمت يكتنف معظم شرائح المجتمع وخاصة اصحاب المراكز ورجال الدين والمجتمع ، فلا تسمع صرخة الا تلك التي ترسمها الصحف غداة الجريمة ، وسرعان ما تتبخر لتعود وتظهر من جديد بعد مأساة أخرى ، وانقاذ لشرف آخر مزعوم …
حقا أين رجال الدين من كل الطوائف ؟ ما هذا الصمت القاتل … النجس .. الوقح ..؟
أيصح لأحدنا نحن معشر " الفحول " أن نمتع نظرنا بالجمال والوجه الحسن ، في حين تحرم اختنا من حق حرية ابداء الرأي في مشاعرها وبمن تحب ؟؟
أيحق لنا أن ننتقل من أقحوانة لياسمينة لزنبقة أو لعوسجة في حين نحرّم على أخواتنا وبناتنا حتى حرية اختيار شريك الحياة ؟؟
كلنا ظالمون ، نصمت والصمت علامة القبول وحتى الخنوع لقوى الظلام .
ما أحببت أبدا بيت المتنبي الذي يقول فيه :
لا يَسلَمُ الشرف الرفيع من الأذى ** حتى يراق على جوانبه الدم
انها عقلية الجاهلية والقرون الوسطى وعصر الظلمات .
أيحق لنا يا قوم أن نتغزّلَ ونزركش القصائد الطوال في عشق الكواعب والحسناوات وننثر الدرر والخواطر في ذات الشال البنفسجي والتنورة العنابية ، وحين يطال هذا الغزل البريء او بعضه إحدى قريباتنا تقوم الدنيا ولا تقعد ، وتضحي هذه الملهمة مستباحة الدم والحقوق ؟؟
حان الوقت ان نعلنها مدوية : إن القتل جريمة لا تغفر وإن ذاك الذي يسرق الأرواح هو زنيم لا يمت للإنسانية بصلة .
في تاريخنا أمجاد وفي عاداتنا شَمم ومروءة ، وهناك ايضا الظلال والديجور والعتمات ، فلننطلق الى النور الحقيقي والى المحبة الصافية وننبذ الثأر وغسل العار المبني في معظم الحالات على الشكــوك والأوهام والمجتمع الذكوري والعقلية الحجرية .
حان الوقت ان نضع انفسنا في مكان تلك التي حكمنا عليها بالموت بأبشع الطرق والوسائل ، حان الوقت ان نصرخ كفى .. لقد ثخنتموها ، هيا نردّد مع الربّ يسوع "ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر…اذهبي ولا تخطئي ايضًا..