الإبعاد عن الأقصى إزهاق لروح رمضان
تاريخ النشر: 25/06/15 | 15:02في الإبعاد القسري عن المسجد الأقصى قساوة على قلوب محبيه، فكيف إذا كان إبعادًا في شهر رمضان حين تشتاق الروح زيادة للمكوث بين أسوار ذاك المكان المبارك؛ كما حصل مع المقدسية سماح الغزاوي (26 عام) من بلدة الثوري التي زادها قرار الاحتلال بالإبعاد ألما، في خامس أيام الشهر الفضيل.
“هذا ثالث اعتقال لي في المسجد الأقصى وكنت أُبعدت عنه أسبوعين فيما مضى” قالت سماح الغزاوي، وأضافت بينما كانت تجلس مع صديقات لها ومبعدات عن المسجد الأقصى عند باب السلسلة، يقضين وقتهن بالتسبيح وقراءة القرآن والصلاة: “أما الأن فقد أبعدتني قوات الاحتلال للمرة الثانية عن المسجد الأقصى دون سبب، مثلي كباقي المرابطات ممن تعلقت قلوبهن بهذا المكان
المبارك، ويتعرضن للإعتقال والإبعاد دون أي داع سوى كونهن يتواجدن على الدوام في المسجد الأقصى. فما يطمح الإحتلال لفعله هو حرق قلوبنا على ما نحب لعلمه بمدى تمسكنا به”.
وتقول سماح إن إبعادها في شهر رمضان على وجه الخصوص فيه حرمان كبير، “فقد كنت أقبل على مصاطب العلم والصلاة والذكر من ساعات الصباح الأولى وحتى صلاة الظهر في المسجد الأقصى، عدا عن الالتزام اليومي بصلاة التراويح.
أما الآن فأمتار قليلة تفصل بيني وبين الأقصى دون لقاء ممكن”، وتضيف:” الصحبة الصالحة من لمرابطات والمبعدات معي تهون علي ألم الإبعاد إلا أن في القلب غصة لم تزل”.
ووسط اختناق في صوتها وتبلل نقابها بالدموع ، وجّهت سماح نداءً تستصرخ فيه القادمين من القدس وحولها أن اعمروا المسجد الأقصى بالتواجد فيه على الأقل. كما دعت إلى استغلال الشهر الفضيل حيث رفع الحظر عن دخول فلسطينيو الضفة الغربية إلى القدس “الدخول إلى مدينة القدس في شهر رمضان يسير جدًا، فالحواجز العسكرية مفتوحة أمام الكثيرين، والمواصلات العامة متوفرة، ولا مانع من المجيء والإنتصار للمسجد الأقصى، كما أننا نُبعد كل حين وآخر، فأطلب ممن يستطيع أن يحل مكاننا نحن المبعدات ألا يتردد، عدا عن الفضل الكبير للتعبد والصلاة في رمضان في الأقصى”.
تعد سماح ما بقي لها من أيام الإبعاد كمن يشتاق ضوء النهار، فلا يشعر ألم الإبعاد عن بيته إلا من ذاق منه جرعة، ومع ثبات المصلين في المسجد الأقصى تأمل المبعدات أن يتم لفظ الاحتلال ومظاهره نهائيا، من المسجد الأقصى ومحيطه وأسفله.