البابا جون… المرأة التي تنكرت لتتولى سدة البابوية – .
تاريخ النشر: 13/03/13 | 4:22فيما بدأ الكرادلة الـ112 الناخبون مجمعهم التاريخي في الفاتيكان لاختيار خليفة لبابا بنديكتوس السادس عشر، أول بابا يقدم استقالته منذ سبعة قرون، يعود إلى الأذهان قصة البابا جون المرأة التي تخفت في زي رجل لتصبح كاهنًا ثم تتولى سدة الباباوية.
وتدرجت جون في سلم الترتيب الكنسي وتفوقت على جميع الرجال في دراساتها الدينية وارتفع شأنها بين الكرادلة لتصبح البابا بعد وفاة البابا "ليو الرابع" عام 853م.
واتخذت جون اسم "جون الثامن" لقبا لها.
واستمرت في هذا المنصب عامين وخمسة أشهر وأربعة أيام. ويبدو أن نهاية البابا جون كانت بسبب حملها، وقد نجحت في اخفاء الامر عن طريق ارتداء الملابس الفضفاضة، لكن موعد الولادة جاء وهي في الشارع وفي طريقها الى حفل مهيب احتفاءً بها، حسب ما تقول القصة. لكن هناك من يقول إن هذه الحادثة ليست أكثر من قصة خيالية.
ويقول الباحث في جامعة أوكسفورد البريطانية والبروفيسور في تاريخ الكنيسة ديفيد ماكيلا "إنها أسطورة بشكل كامل، وقصة مشوقة من القرون الوسطى… كانت تجذب الأشخاص الذين عاشوا في القرون الوسطى في البداية، ثم البروتستانت، ثم الكاثوليك الذين أرادوا رؤية أنثى بمنصب كنسي متقدم، وهذا يبدو لي الجانب الأخطر من القصة."
إلا أنه لا يزال يوجد من يؤمن بوجود البابا جون، ويتساءلون عن سبب جلوس الكرادلة على مقعد يشبه كراسي الولادة في القرن السادس عشر، قائلين إن المقعد -الذي لم يعد يستخدم في الفاتيكان – طريقة للتأكد من أن البابا الجديد ليس أنثى.
كما يتمسك البعض الآخر، للتأكيد على صحة النظرية، باسم شارع "فيكوس بابيسا" والذي يعرف أيضا باسم "شارع البابا الأنثى" فهذا الشارع، كما تقول الأسطورة، هو المكان الذي شهد نهاية البابا جون، ويوجد ضريح هناك يقال إنه مخصص لها ولطفلها، ولكن في الوقت الحالي يتفق المؤرخون على أن الفكرة أقرب لأن تكون لفيلم سينمائي بدلا من أن تكون واقعا.
وجون كانت ابنة عائلة إنجليزية تعيش في ألمانيا، وكان رب العائلة يعمل في مؤسسة دينية مبشرًا.
كان القريبون منها ينادونها بـ (كلبيتا Gilbetta) وأحيانا (جوتا Jutta). وعندما أصبحت شابة قامت بدراسة الفلسفة واللاهوت في مدينة "أثينا" في اليونان، ثم قررت الرحيل إلى روما.
وقصة البابا جون ظهرت في فيلمين سينمائيين يتعلقان بالمرأة التي تعرف بـ"القديسة جون".
يذكر أن البابا "جون بول الثاني" أعلن أثناء زيارته لأميركا عام 1979 بصريح العبارة رفض المطلب المطروح منذ سنوات داخل الكنيسة بفتح الباب أمام الراهبات لخدمة الرب في السلك الكهنوتي. وقال "كلير راندال" سكرتير عام المجلس الوطني للكنائس: "لقد تكلم البابا كـأن المرأة لا يمكن أبدا أن تصبح كاهنة، وأكد أنه فيما يتعلق بالقداسة لا يمكن للمرأة أن يكون لها نفس علاقة الرجل مع الرب، أو كأن الرب لا يستطيع استخدام المرأة بنفس الطريقة التي يستعمل بها الرجل".