مناقشة دواوين أشعار سوسن غطاس في القدس
تاريخ النشر: 13/03/13 | 4:44استضافت ندوة اليوم السابع الثقافية الدورية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني بالقدس الشاعرة سوسن غطاس، ابنة قرية الرامة الجليلية، حيث ناقشت ديوانيها "فوضى الذات" الصادر عام 2012 عن دار الراية للنشر والتوزيع في حيفا، ويقع في 102 صفحة من الحجم الصغير، و"على متاهات الدّنى" الصادر عام 2010 بدون دار نشر، ويقع في 86 صفحة من الحجم المتوسط، وجاء المناقشون حسب ترتيب قراءاتهم في الندوة:
الشاعر رفعت زيتون قال: " عندما تحدّثت عن الكرمل والقدس والجليل وغزّة وعن النّيل والبحر، وتغنّت بطهر مريم البتول عليها وعلى ابنها المسيح الصّلاة والسّلام، وبأمجاد صلاح الدّين، كانت كأنّها تصرخ في وادٍ خلا من مثلهما زرعت الحروف حبّا للوطن وللإنسان، وتجاوزت الإقليم إلى الوطن الأكبر لتصل إلى فلّاحة بسيطة على ضفاف النّيل، شارحة همّ الوطن والمواطن، ولعلّ أجمل ما قرأت في هذا السّياق: ( كلّ شيء يهيّئ لنا منفى، تعدّدت منافينا في وطن داخل وطن داخل وطن)" .
وجاء نقاش الكاتب جميل السلحوت فقال: "من يقرأ هذين الاصدارين سيجد نفسه أمام ابداع نثري يندرج تحت قصيدة النثر، من خلال الايقاع والموسيقى واللغة الشاعرية المنسابة كخرير المياه العذبة، وإن كانت قصيدة النثر تدخلنا في اشكالية المصطلح، وما يدور حولها من خلافات، خصوصا التناقض في التسمية"قصيدة نثرية" لكنها في المحصلة ترسخت كواحدة من الأصناف الأدبية المتعارف عليها، كما أنها تدخلنا في اشكاليات تحديد الأصناف الأدبية، ومدى حصرها في مسميات بعينها، مع وجود أصوات عالية تدعو الى أن يكتب الأدباء كيفما يشاؤون دون التقيد بشروط تصنيف المسميات. وأديبتنا سوسن غطاس لجأت الى كتابة (قصيدة النثر) لتفرغ من خلالها ما تختلجه في صدرها من مخزون الفكر والفرح والألم والحزن والهموم، مستعملة لغة بليغة شاعرية كلماتها منتقاة بعناية فائقة، فقدمت لنا وجبات أدبية شهيّة أطلقت عليها (ثمار الروح)، تحررت من قيود الخليل بن احمد الفراهيدي وبحوره الشعرية. و(ثمار الروح) تحمل في طياتها فلسفة الكاتبة وجوانب من فهمها للحياة، وهي فلسفة لافتة وتدعو الى التأمل والتفكير. وهي لم تخطط لذلك، وانما سكبت لواعج نفسها كلمات على الورق تاركة الحكم للمتلقي وهو القارئ" .
وقال الأديب موسى أبو دويح: "الكتابة عن ديوان شعر ليست سهلة ولا ميسورة، فكيف بالكتابة عن ديوانين اثنين؟! لأنّ كلّ قصيدة تحتاج إلى كتابة مستقلّة ونقد خاصّ. فالشّاعر أيّ شاعر قد يحسن ويجيد ويبدع في قصيدة معيّنة، وقد يضعف ويسيء ويكبو في قصيدة أخرى.
ومع أنّي قد قرأت الدّيوانين، إلّا أنّ أوّل ما لفت نظري فيهما هو ندرة الأخطاء في الطّباعة وفي اللّغة، وهذا أمر مستغرَب في هذه الأيّام الرّديئة لغةً؛ حيث لا تجد كتابًا يخلو من كثير من الأخطاء".
وقال الكاتب جمعة السمان: " ديوان على متاعات الدُني امتاز بشموليته.. تحدّث تقريبا عن معظم مناحي الحياة.. من حب وحكمة وذكريات وعظة .. وغيرها الكثير مما نصادف من مشاكل هذه الحياة. أعجبني مما ورد من قصائد الحب في هذا الديوان قصيدة (متمردان)، قصيدة حب فيها جموح على قوانين الحب الممضوغة الرتيبة، التي لا تخرج عن عادات وتقاليد مجتمعاتنا التي لها رتابة جدول، عرفت كل قطرة ماء طريقها في ذلك المجرى الذي نسي التاريخ يوم ولادته. تمطّى هذا الحب في هذه القصيدة عملاقا .. لينفجر ثورة بركان على الشرائع والقوانين.. ليعيش جنون حب خارج عن المألوف. قصيدة متاهات الوعد: هذه القصيدة لوحة كاملة متكاملة.. ألوانها عذاب انتظار".
وقالت الكاتبة ديمة السمان: " هذه الرّامة الجليلية الرائعة التي ترفدنا بغزارة بنهر الأدب والشعر الفلسطيني.. تطلّ علينا بشاعرة لملمت جمال الجليل وحكمة وعظة شيوخه وحكمائه، لتمتعنا بالجديد من ألوان زهور الشمال فنا وإبداعا. يحملها نسيم الشمال نجمة الى سماء القدس تنير ندوة اليوم السابع بأجمل ما كتبت هي إبداعات فردية .. خاصة وإنسانية عامة.
الكلمة طيّعة.. والصورة مكتملة.. تظهر لوحة تدهش القاريء لما فيها من مواضيع تحاكي النفس".
كما وأتحفت الفنانة ريم تلحمي الحضور بصوتها العذب عندما قدمت مقطعا من قصيدة "فوضى الذات" التي غنتها سابقا. وقد تخلّل الأمسية فقرات ألقت فيها الشاعرة الضيفة عددا من قصائدها. وفي النهاية قدمت الندوة درعها للشاعرة سوسن غطاس.