سلسلة رحلتي إلى المغرب 2
تاريخ النشر: 27/06/15 | 10:44ما إن نزلت المطار بالدار البيضاء حتى أخبرت الأستاذة بشرى شاكرBouchra Chakir، أني سأزور جامعة محمد الأول بوجدة ثم فاس القديمة وفي الاسبوع الأخير سألتقي بها، بمجرد ماأنتهي من تمام أشغالي.
وفعلا شاء ربك، أن يكون اللقاء بالأستاذة يوم الأربعاء 27 ماي 2015، بالدار البيضاء حيث تقطن، وبالقرب من مدخل ساحة مراكش حيث فندس السوسي الذي أقطن فيه، وبجوار مقرالخطوط الجوية الجزائرية بوسط الدار البيضاء، التي كانت نقطة اللقاء المتفق عليها.
كانت كما تخيلتها.. ضاحكة مبتسمة، ترهق نفسها في خدمة ضيفها، والسهر على راحته، وتقديم أقصى المعلومات عن جملة من الأماكن والأفكار والأشخاص، وقد وجدت راحتها مع زوجي التي رافقتني.
كانت أفضل وأحسن دليل وهي تدلنا على أسهل الطرق وتسمي كل طريق ومكان وتصف خصائصه.
ظلت تتحدث في مواضيع تتقنها وتحسنها وتصحح المفاهيم، وتضيف معلومات جديدة مثيرة عن المغرب، في جو كله ابتسامة وحسن ضيافة.
واضح أنها من أسرة شريفة تمتد في عمق التاريخ، وزادتها المطالعة رفعة وشرفا. وحين يجلس إليها الجالس جلوس المستمع المنتبه، يتيقن أن منزلة الشريف لا علاقة لها إطلاقا بلباس بعينه ولا بطقوس غريبة ولا كلمات غامضة، بل يجدها في حسن أخلاقها وكرم ضيافتها وتبسمها للمتعاملين معها دون استثناء وحب الناس لها.
الأستاذة بشرى عالمة بالتاريخ عارفة بالتصوف تتقن خبايا المذهب المالكي.. تتكلم اللغات وتكتب بها.. طافت دولا كثيرة، وتعرف شعوبا عديدة.. تربت في أحضان التاريخ والكتب.. تساير عقارب الزمن، وهي تحتفظ بآثار الزمن..
طافت بنا أرجاء الدار البيضاء، وكان لها الفضل في أنها نصحتني بزيارة منطقة الحبوس، حيث طالعت واقتنيت الكتب، ونصحتني بزيارة الساحل البحري للدار البيضاء.
بمجرد ما التقينا أخذتني إلى مكتبة المسماة مكتبة فرنسا بوسط الدار البيضاء، حيث كانت لنا جلسة مع مسؤولة المكتبة، ذات الثقافة العالية والمدركة جيدا لقيمة الكتب والكتاب، العارفة بالأستاذة بشرى معرفة جيدة.
ورغم أنها كانت مرهقة متعبة جراء العمل، إلا أنها فضلت لقاءنا وتحمّلت لأجلنا عناء التعب والمشي ذهابا وإيابا على الأقدام لأجل أن تسمح لنا بالبتمتع أكثر بمنظر العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
وأعترف أني كنت التلميذ المستمع، لما احتواه حديثها الثري من معلومة كثيرة، جعلتني أجد صعوبة في تدوينها فاحتفظت بما استطعت أن أقدر عليه، وكنت من حين لآخر أدلي بما أراه يستلزم الزيادة والتوضيح والتصحيح، وكانت الأستاذة بشرى تعجب حينا بما أقوله وتثني عليه، ويغضبها تدخلي أحيانا أخرى خاصة في بعض القضايا السياسية، وحين أشعر بذلك أنتقل لموضوع آخر. .
مع الإهداء.. أحضرت الأستاذة كتابها “التربية بين الدين وعلم النفس”، وقدمته لي يدا بيد، كما تمنت ورجونا، وجاء في إهداءها بخط اليد.. “إلى الأخ المحترم الذي سررت بلقائه في المغرب من الجزائر الشقيقة معمر حبار مع تحياتي وتقديري 27-05-2015”.
والقارىء المهتم المتابع، يعتز كثيرا بإهداء الكاتب ويفتخر به، ويرى أن دينا تجاه الكاتب، يسعى لقضاءه وأداءه في أحسن ظرف وأسرع وقت، ولعل قراءة الكتاب وتلخيصه والتعليق عليه، يندرج ضمن الوفاء للكاتب والكتاب.
لك ياأستاذة مني ومن الجزائريين.. كل التقدير والمحبة.. ووفقك الله في مسعاك نحو الأمام.. وإخلاصك لوطنك وأرضك.. ودفاعك عنه من خلال ماتعرفينه عن أقدس دياره، وتاريخه العريق، الذي طفت بيت أحضان كتبه ووثائقه.
معمر حبار