""حزني على تيس الغنم""
تاريخ النشر: 13/03/13 | 10:02قال الصبي الذي بلغ من العمر الرابعه والستين في هذه الايام كنت في الصف السابع حينذك يوم ان قتل صديقي ( فحل الغنم التيس)، دون قصد وبسبب تدخله المفاجئ عندما دفع والدي المرحوم بقرنيه بقوه ، ورماه ارضا ولكن والدي ضربه بقطعه حديديه وكانت القاضيه
سألت المتحدث: هل تأسف الوالد على فعلته هذه التي اودت بحياة فحل الغنم؟
قال: نعم ولكن الانفة وعّزة النفس جعلته ان لا يظهر اسفه على خسارة هذا "الزعيم" الذي كان بحاجة ماسة لقطيع الغنم.
واضاف الصبي هكذا خسرت صاحبا لي ونسيت صفعة ابي ثم انشغلت في انقاذ صاحبي الذي تدخل بامور لا تعنيه وودّعت صاحبي الى مثواه الاخير حزنا ثم سحبته بعيدا عن صديقاته وتركته في العراء بين الجبال ليكون فريسة للطير الجارح وللحيوانات المفترسة مثل الكلاب والذئاب.
واثناء مراسيم الوداع لصديقي "التيس الاجنبي" قلت له ببراءة، هكذا يصيب كل من تدخل بما لا يعنيه حتما سيلقى ما لا يرضيه.
فكانت همسات العتاب قد وجهت الى صديقي الذي وقف الى جانبي ومنع والدي من استمراره في العقاب.
واضاف "قلت له معاتباً مخاطباً كنت على استعداد ان أتحّمل العقاب.
وهل تظّن ان والدي سوف يقضي علّيّ؟ لماذا هذه التضحية من اجلي يا صديقي؟ الا تعرف ان والدي يحبّك كثيرا ويحبّني ايضا؟ ولكنه لا يستطيع ان يتنازل عن كرامته مهما كلف الثمن!!
ولماذا هذا العنف الذي استعملته مع والدي؟ ؟ لماذا انت أنت تيس يا تيس؟ الا تعرف المثل الذي يقول: يا داخل بين البصلة وقشرتها ما نالك الا ريحتها؟ ألا تعلم أنّ والدي لم يقصد قتلك؟ ولكنّه ضربك دفاعا عن النفس؟ وانت ضربته دفاعا عني.
اعرف مدى حبك لي يا صاح(صاحبي)، وانك غير مذنب وابي كذلك، ولكن اريد ان اعترف لك انّي انا المذنب يا صاحبي، لانّي ولد عاق.
آآه لو سمعت كلام امي وتوسلاتها
آه لو لم اتقاعس عن إداء واجبي، آه لو ذهبت واستلمت صولجان والدي بعد عودتي من المدرسه" وهكذا اسمعني المتحدث الكثير من الآهات.
سالت الرجل الذي اشرف على سن التقاعد وماذا بعد ذلك اي بعد ان ودّعت صاحبك؟
قال:لقد نظمت قصيده فيها من اللوم والرثاء والحزن بهذه المناسبه ………..يتبع في الحلقه القادمه.