لو يدرون ما فينا

يــا حــــادي الركب كم أجّجتَ ما فينا=وكم بعثتَ بأوصالي براكينا
وكـــم زرعتَ بشريـاني صنوف ضنا=لما هتفتَ بهم “هيّا ” أجيبونا
كــــــــــانوا بعادا ونـرجو العمر قربهمُ=والآنَ أبعدَ يا جمرَ المحبينا
كنا نراهم فنبكي خـــــــــــوف فرقتهم =والآن نبكي وقد جفت مآقينا
حثوا إلى البعد- ويــل البعد- ركبهمُ=يكاد صوت هدير الباص يُردينا
كنا عــلـــى أمــــــــــــــــل نرجو لقاءهمُ=فها بكينا وقد مادت أمانينا
يـــــــا حــادي الركب لو نسطيع خدمتهم=كنا سنُسكنهم منا الشرايينا
كـــــــــــــانت ستحرسهم أهدابنا أبدا=ونطبق الجفن يحميهم ويحمينا
يا حادي الركب لو يدرون موقعهم=من حبة العينِ، لو يدرون ما فينا
ولـــــــــــو نطيق لظلوا فـــي أضالعنا=فهُم الفؤادُ، وهمْ دوما أمانينا
مــــــــــــــــــا أزهر الوردُ إلا بابتسامتهم=ولا تأنّق إلا من تصافينا
ومــــــــــــــا أردنا سوى يوم يقربهم= فأقبل البعدُ يطويهم ويطوينا

يوسف أحمد أبو ريدة