رسالة اعتذار إلى آخر الرجال المحترمين

تاريخ النشر: 14/03/13 | 4:00

لعلك حين أطلقت نيران بندقيتك قبل ستة عشر عاما على أولئك المحتلين الذين شتموا نبيك، وضحكوا من صلاتك، واستفزوا نخوتك وعروبتك، لم تكن تعرف بأننا سنفعل بك كما فعل اخوة يوسف، كذبنا عليك، وأدرنا ظهورنا لك بعد أن ألقينا بك في غيابات الجب، وادعينا على الذئب بما ليس فيه، حتى ان الذئب البريء من دمك لم يعرف حتى الآن بأنه أكلك.

لا وقت لدينا لنمنحه لك، فوقتنا بالكاد يكفي للسوبر ستار والبيغ برذر وستار اكاديمي، لا أظنك ترضى، وانت صاحب القلب الكبير بأن تحرم الامة من فائض نانسي عجرم، ومساحات هيفاء وهبي الشاسعة، وتنورة روبي التي بالكاد تكفي لتغطي عورة جامعة الدول العربية.

ولا أحسبك تشك للحظة بأننا سنتركك تأخذ بعضا من هوسنا وجنوننا بريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وميلان، وإذ أحدثك عن روتانا ومزيكا فإن قلبك سينفطر علينا، وستعرف بأن لا فائض من الوقت نمنحه لك، ايها الاردني، الفلسطيني، العربي الجميل. هل الذين سقطوا بنيران بندقيتك كانوا أبرياء، هل ثمة أبرياء في الكيان الصهيوني!

نظن أن اليهودي البريء هو الذي يعيش في اي مكان آخر من العالم غير فلسطين المحتلة، ما تبقى منهم محتل ومعتد ومغتصب جاء الى ارض فلسطين وحل مكان عربي أصبح الآن لاجئا او نازحا في الاردن ولبنان وسوريا وأرض الله الواسعة، واليهودي الذي يهاجر الى ارض فلسطين سيحتل منزلا عربيا ويلقي بأهله في زقاق المخيم، وكل يهودي على أرض فلسطين، صغر او كبر هو مشروع جندي ذات يوم سيطلق نيران اسلحته على طفل او امرأة عربية، مجتمعهم هو مجتمع اسبارطي قائم على العسكرية والحروب والقتال، وخادع لنفسه من يمني النفس بأنهم ذات يوم سينزعون عنهم خوذاتهم وبنادقهم.

وبلغة الأرقام التي أذنت بها انت ايضا، فان أكثر من ألف وأربعمائة طفل فلسطيني سقطوا منذ انطلاقة انتفاضة الاقصى، من مجموع نحو سبعة آلاف شهيد وشهيدة قتلهم إسرائيليون كانوا يوما -وفقا للغة الرسمية العربية- ابرياء وكانوا اطفالا وكبروا وهم يرون العربي من خلال فوهة البندقية كما كان يقول المنظر الاول للصهيونية جابوتنسكي وخليفته مناحيم بيغن.

لم نسمع كلمة عزاء لهؤلاء الذين سقطوا بنيران جندي اسرائيلي يفتقد لشرف العسكرية والجندية، ذلك الشرف الذي فاض من بين يديك وترقرقت به حدقات عينيك، وحدك ملكته فيما الآخر يفتقده.

ماذا كنت تمني نفسك حين قتلت هؤلاء المحتلين المتبجحين المستفزين، أن تصبح جنرالا، أن يسمى احد شوارع العاصمة عمان باسمك، أن تتقلد منصبا رسميا رفيعا، أن توضع سيرتك الذاتية في الكتب الدراسية ليقرأ الطلاب عن بطولاتك، أن تحتفي بك الجامعة العربية كفاتح، هذا كله لا شيء، زبد البحر، لا أظنك فكرت في شيء من هذا، كله لا يهم، لم تفكر سوى بكبرياء دينك ونبيك وصلاتك التي مس خشوعك فيها ضحكات محتلين شربوا كرهك وكرهي منذ اليوم الاول. استميحك عذرا في ذكرى حادثة الباقورة، واعتذر منك، لأننا نكاد ان ننسى تضحيتك، وأنحني امام اطفالك الذين كبروا وأنت هناك في منفاك الاجباري، وحدك تختبئ من برد كانون، وحرّ آب اللافح، وأنحنى إجلالا امام أهلك ووالدتك التي بدت خلال محكمتك سيدة شامخة من نار ونور، كعادة أمهات الشهداء والمجاهدين والمحاربين اللواتي كان بكاؤهن لهن وحدهن، أما اولادهن فقد قدموا قربانا لكبرياء أمة أبدا لن تموت، طالما بقيت هناك امهات مثل امك، ومثل امهات الاستشهاديين الذين تفيض بهم سماء فلسطين.

أنت دافعت عن وجودك لتمنحنا الحياة، اما الصهاينة فكانوا يمنحوننا الموت، ومقابل المجازر التي ارتكبوها في حقنا، في دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا والحرم الابراهيمي والأقصى والقدس ويوم الأرض وغزة، كرموا ومنحوا الأوسمة والألقاب والمناصب من قبل حكوماتهم وشعبهم، وفتحت امامهم العواصم العربية، واستقبلوا على اراض كانت يوما ساحة لمذابحهم، وبدا مثل هذا الاستقبال وكأنه غسيل سياسي لتاريخ هؤلاء الدموي، تماما كما يفعل تجار المخدرات حين يستثمرون اموالهم في مشاريع تجارية وبنكية وخيرية، عندها تصبح في نظر المجتمع شرعية، هل اصبح هؤلاء القتلة شرعيون!!

وانت ايها العربي النقي الاصيل، اصبحت قاتلا. لا يهم، دعهم يقولون ما يشاؤون، ذات يوم سيأتي الطوفان، طوفان المقاتل العربي، ويغرقهم في بحر من الدماء، وستمنح التكريم الذي يليق بك، ذلك التكريم الذي اخذته انت سلفا حين انبريت وحدك للذود عن حياض تاريخك وتراثك. أنحني امامك، هل قبلت اعتذاري أيها الأردني، الفلسطيني العربي الجميل.

تعليق واحد

  1. الرجل المسلم الصالح والقوي بحاجه إلى زوجه صالحه تعينه على أمور دينه ودنياه وأمته ، ادعولي بان يرزقني الله الزوجه الصالحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة