هل وصلنا إلى ما يستحق أبناءنا بالنسبة لنتائج البجروت بالوسط العربي؟
تاريخ النشر: 15/04/11 | 1:43زفّت وزارة المعارف “البشرى” للوسط العربي على لسان وزيرها عبر نشرها لنتائج البجروت مبينة ارتفاعا في نسب الحاصلين عل شهادات البجروت بنسبة 4.9%، وازدياداً في نسبة الطلاب المتقدمين لامتحان البجروت، وأظهرت تقليصا في نسبة التسرب لدى الطلاب، وعزت هذا “الإنجاز” إلى الخطط والبرامج والمشاريع التي تقدمها الوزارة لتحسين مستوى التعليم في الوسط العربي.
الهيئات التربوية والتدريسية وأكاديميون في الداخل الفلسطيني عبروا عن عدم رضاهم من هذا الارتفاع الطفيف موضحين أن الفجوات بين الوسط العربي واليهودي والفروق بين الطالب اليهودي والعربي لازالت قائمة وتصل نسبة الفروق في النجاح بينهما إلى 25%، ولا تقوم الوزارة بتقديم الدعم الكافي ولا تقوم بخطط ومشاريع بالشكل المطلوب لرفع مستوى التعليم وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للوسط العربي.
الأستاذ نسيم بدارنة رئيس جمعية اقرأ لدعم التعليم في الوسط العربي رد على هذه النتائج بقوله:
“إن نشر نتائج البجروت الأخيرة استغل سياسيا وبشكل مستهجن خاصة مع ما رافق نشرها من
فرحة مبتذلة وحملة إعلامية من قبل الوزارة، كادت تغطي على القراءة الحقيقية للنتائج، حتى بلغ الأمر حد الاستخفاف في العقول، فلا يمكن أن تقوم الوزارة بهذه الحملة الإعلامية متجاهلةً الفرق بين نتائج الوسط العربي مقارنة مع نتائج الوسط اليهودي لان الأمر يطرح في سياق أن نسبة الفروق التي تصل إلى 25% لصالح الطلاب من الوسط اليهودي بات عاديا أو مفروغا منه . إن الارتفاع الحاصل لا يمكن له أن يغطي على الحقيقة المرة بان هناك ما يقارب أل 60% من أبناءنا لم يحصلوا على شهادة البجروت، أضف إلى انه لم يتم قراءة نوعية للنتائج من حيث إمكانية التسجيل للجامعات والمعاهد العليا بهذه الشهادات واستجابتها لمتطلبات بعض المعاهد لحد أدنى من وحدات للمواضيع مثل اللغة الانجليزية أو الرياضيات، ولا نتجاهل معدلات البجروت المنخفضة لدى بعض طلابنا، لا تمكنهم من التقدم لتعلم المواضيع التي يرغبون بها في البلاد خاصة مع ضغوطات امتحان البسيخومتري وفارق أل 100 علامة بين الوسط العربي واليهودي، وبهذا فنحن في اقرأ نقول انه من المبكر أن نعلن أننا وصلنا إلى ما يستحق أبناءنا، ومن العار أن تتزاحم الأجسام المختلفة إلى نسب الارتفاع الطفيف إلى أنفسنا، فالأولى البحث عن مسؤوليتنا أمام أل 60% من الذين لم يحصلوا على شهادة بجروت”.
وعقب د.ايمن اغبارية باحث في مركز “دراسات” المركز العربي للحقوق والسياسات حول هذه النتائج بقوله:
“التغيير الذي طرأ على نتائج البجروت لدى الطلاب في الوسط العربي غير كافي ولا يدل على تغيير حقيقي..ارتفاع نسبة التحسن هدف مطلوب وانجاز محمود ونبارك لكل طالب ومدرسة تم تحقيق نسب نجاح عالية فيها، لكن هل هذا مؤشر حقيقي يدل على التغيير..لا أرى ذلك ولا تشكل هذه الاستبانة في نظري دليلاً على تغيير في السياسة المنتهجة لوزارة المعارف تجاه جهاز التعليم في الوسط العربي.
هذا التغيير قد يكون تغيير آني وليد هذه السنة فقط، نحن نفتقد إلى مؤشرات دائمة تدل على التحسن الدائم والمستمر، حتى يكون بإمكاننا أن نحكم أن هناك توجهاً حسنأً، نحن بحاجة إلى الكثير من الجهود التي يجب أن تبذل من قبل الوزارة لقضايا التعليم في الوسط العربي ولا أظن أن الوزارة ستبذل هذه الجهود.
الفروق بين الطالب العربي واليهودي ما زالت قائمة سواءا من ناحية الميزانيات، أو نسب النجاح او المشاريع والبرامج المخصصة لتطوير التعليم وهذا هو المؤشر الحقيقي، الفجوة والهوة بين الطالب العربي واليهودي لا زالت قائمة وثابتة ولم يتم حتى الآن تقليص الفجوة.
التنافس على مقاعد الجامعة لا زال قائما والطالب اليهودي يحظى بنسبة أعلى للقبول في الجامعة نتاج عدة أفضليات وتسهيلات ممنوحة له، والميزانيات المخصصة للطالب العربي لا تحمل البشرى بتحسين مستوى قبوله في الجامعات.
الوزارة تنظم جولات طلابية ومسيرات طلابية لمدينة القدس ومدينة الخليل في محاولة لتكريس يهوديتها، ولتعزيز التواصل وتوثيق المكانة لها، ضاربةً بعرض الحائط التاريخ العربي للمدينتين ومكانتهما لدى العرب في البلاد ، وهذا مؤشر خطير فلا يمكن الحكم على نتائج البجروت من خلال هذا المنظور الضيق ولا يقل أهمية أن نرى الصورة أو السياسة العامة لوزارة المعارف.
نتائج البجروت مهمة لكن هناك قضايا أكثر أهمية يجب أن تهتم بها وزارة المعارف، لتحسين وتعزيز مكانة التعليم لدى الطلاب في الوسط العربي”.