إفتتاح مكتبة "البقاء" بمحاضرة للباحث علي مواسي

تاريخ النشر: 17/03/13 | 7:00

افتتح التجمع الوطني الديمقراطي – فرع اللد، مساء الأربعاء الماضي ، المكتبة العربية العامة الأولى في المدينة، والتي أطلق عليها اسم "مكتبة البقاء"، مستضيفًا في أولى فعالياتها الشاعر والباحث علي مواسي، الذي قدم محاضرة حول "اللغة والهوية من منظور تاريخي لساني".

وقد حضر الأمسية العشرات من أهالي اللد، كان من بينهم طلاب جامعيون ومدرسون، وناشطون في التجمع وأصدقاء له، وعلى رأسهم عضو المكتب السياسي عن التجمع، الدكتور محمود محارب.

افتتح الأمسية الأسير المحرر مخلص برغال، قائلا إن التجمع استنهض الهمم منذ حوالي عشرة شهور، فانضم إليه عدد كبير من الناشطين الجدد، وأقام سلسلة من الفعاليات الثقافية والسياسية حول قضايا مختلفة، من بينها تنظيم تظاهرات واعتصامات تضامن مع الأسرى، وفعاليات لمحاربة التمييز والعنصرية ضد السكان العرب في اللد، ومخيم صيفي للأطفال تحت عنوان "مخيم البقاء"، وأمسية ثقافية وفنية ضخمة خصص ريعها لعلاج الطفلة ليان برهوم من غزة.

وحول المكتبة وافتتاحها أوضح برغال أنهم تمكنوا من تأسيسها نواةً وإطلاقها نتيجة تعاون وتعاضد شخصيات عديدة، إما تطوعوا في العمل على تجهيز مقرها وترميمه، أو تبرعوا بأثاثها وكتبها، مؤكدًا أنها جاءت محاولةً لإعادة المكانة المفقودة للغة والثقافة العربيتين، في ظل تهميش وإقصاء تامين لهما من المؤسسة الرسمية اللد، حيث لا توجد مكتبة عامة واحدة للمواطنين العرب الذين يبلغ تعدادهم سبعة وعشرون ألف نسمة. بدوره، بين الشاعر والباحث علي مواسي في محاضرته حول "اللغة والهوية من منظور تاريخي لساني"، علاقة اللغة بالهوية في مستوييها الفردي والجمعي، وذلك باستخدام أدوات تحليل لسانية، فعرف بخصائص النظام اللغوي البشري، وبخصائص القومية كما أشار إليها كل من بويد فيشر وبندكت أندرسون، عاقدا مقارنة بين مجموعتي الخصائص، ومحاولا إيجاد رابط بين كلتا المجموعتين.

وتناول مواسي أهم المحطات في خط نشوء وتطور اللغة العربية الزمني، منذ مرحلة ما يعرف بـ "اللهجات العروبية" القديمة، وانتهاء بالربيع العربي، مؤكدا في حديثه عن كل محطة ومحطة على مدى الترابط بين اللغة والسياسة، ممثلا بذلك بأمثلة عدة، من بينها قرار الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان تعريب دواوين الدولة الإسلامية، والحركة الشعوبية ودورها في جعل العرب وأنصار العربية يعتنون بكل ما هو عربي، وغير ذلك.

واعتبر مواسي أن الربيع العربي محطة مهمة جدا في مسار تطور اللغة العربية، فعلى مستوى المعجمين اللغوي والاصطلاحي، رفدت الحراكات الاجتماعية والسياسية خلال السنتين الماضيتين العربية بمصطلحات جديدة فرضت نفسها بقوة في مجريات أيامنا، مثل: الحرية، والديموقراطية، والعدالة، والمساواة، ويريد، وبلطجية، وشبيحة، وتدخل أجنبي، ومؤامرة، وسقوط، وارحل، ومخلوع، وانتخابات، وحقوق، ومواطنة؛ وهو معجم يعكس فكر مستخدميه وأولويات اهتماماتهم وتوجهاتهم، وسيكون له أثر كبير في مستقبل الأمة العربية لأن الخطاب والواقع يصنع الواحد منهما الآخر.

كما أن الربيع العربي أفرز قيادات ونخبا تحترم هويتها القومية ولغتها، فنجد رؤساء اليوم إن قرأوا العربية أتقنوها دون تلعثم أو لحن، وهذا له أهمية كبيرة رمزيًّا؛ هذا بالإضافة إلى اتساع استخدام اللغة العربية في وسائل الاتصال الاجتماعي، وفي الصحافة والتلفزيون، وازدياد الإنتاج الكتابي والأدبي الكبير والزخم باللغة العربية حول الثورات وما اتصل بها من موضوعات، لا بل وارتفاع نسبة إقبال غير الناطقين باللغة العربية على دراستها في دول عديدة، ودون ذلك من أمثلة.

وتحدث مواسي كذلك عن فكرة السيادة اللغوية، والامبريالية الثقافية وموضع اللغة منها، واللغة في الصراع العربي الإسرائيلي، وغير ذلك من موضوعات.

وفي ختام المحاضرة، دعي الدكتور محمود محارب، لتقديم شهادات تقدير لعدد من الناشطين الذين تطوعوا لترميم وتجهيز مقر المكتبة، وتبرعوا بأدواتها وأثاثها وكتبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة