البحر الحنون
تاريخ النشر: 02/07/15 | 11:52أنا بحرٌ من التِحْنَانِ والّلهفة،
تُغذيتي من الانهار أربعةٌ،
وساقيةٌ تُؤازرني برفقٍ عزَّزَ الإلفَة.
لها لحنٌ رهيفُ السَّجعِ شنَّفني،
حفيفُ الغابةَ الغنَّاء أغواها،
بأن تَمشِجَ مجراها،
شميم الورد،
تُذريهِ مع النسمات بالخفة.
ولي ريحٌ تُمسِّدُني بكفِّ الموجِ،
كي أغفو!!!
ان احتدَّت تشُجُّ الوجهَ تُرعبني،
بنوباتٍ من الرجفة.
وتأوي حضني انهاري،
لتلتحف بتحناني ،
وتبقى العمرَ تؤنسني،
بقلبٍ وافر العفّة.
ألاطفها، أدغدغها، أنقيها،
وانشرها على صدري،
لضوء الشمس تُنشيها،
تُسَربلُها بسروالٍ بهيٍّ أزرقٍ تُحفَة.
أهيجُ كلما احتدَّت على وجهي
سهوكُ الريحِ تزعجني،
وإن مغصٌ بأحشائي يُؤرقني.
وانهاري تزاولُ بِشرَ لقياها،
كأنَّ البِشرَ قد أضحى لها حِرفة.
تمهّل نهريَ الجاري،
بحفر صخر مجراك ولا تعجلْ،
سنين العمر تهديكَ،
من الآمال بالرشفة.
احمد طه