حين تلبس القبيلة ثوب الحزب
تاريخ النشر: 17/03/13 | 5:30من بعد موسم الحصاد وقبل موسم الزيتون موسم الاصوات في عملية حضارية تسمى بالمعركة الانتخابية, يحتفل بها عرب الداخل بطقوس قبيلة بنكهة ديموقراطية على انغام المجد والمصلحة والرزقة ,كل يعزف على وتر عائلته او حزبه اذا تواجد البديل بين بلدة واخرى من بلداتنا وقرانا العربية في الداخل.
تدب الحياة في الربيع فيتحرك الشارع في البلدات العربية بتسمية المرشحين يدق باب الانتخابات للسلطات المحلية في اوكتوبر تشرين الاول من هذا العام.
لم ولن ترزق بلد من البلدات العربية بنبي جديد ولا بساحر يقلب التاريخ في بضع سنين, لكن مجتمعنا والحمد لله فيه الكوادر والطاقات من نساء ورجال ,من شيوخ وشباب من متعلمين وكادحين ,كل في اطار عمله وتجربة حياته له ان يساهم بدوره المتواضع والكبير في خدمة بلده ومجتمعه.
لم ولن يكن نبيا ولا ساحرا كما اسلفنا لكن ليس لنا الا ان نرتقي قليلا ونقفز خطوة اخرى نحو مجتمع افضل معطاء مثمر.
يبدو ان العائلية ستبقى سيدة الموقف لبضع سنين طوال حتى يأتي الله بأمره.لا جدال في قول الله عز وجل بعد بسم الله الرحمن الرحيم: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا….. صدق الله العظيم. لكن السؤال اللذي يطرح نفسه هل من باب الدين والغيرة على بلدك ومجتمعك تملي عليك اتباع قرار القبيلة كالقطيع ام تحكم ضميرك ورأيك؟
لقد ابدع محمود درويش بقوله: "سنصير شعباً حين ننسى ما تقولُ لنا القبيلة". لكن هذه حالنا حتى يغيروا الناس ما في انفسهم. ومهما سيحدث فاضعف الايمان ان نرفع صوتنا قليلا ان عاتبنا جيل من بعد جيلنا.
ثم اين دور النساء من هذه العملية الانتخابية. اليست كائن بشري مواطن له رأيه وواجبه ؟
المراة السيدة, والفتاة البنت ,والاخت والزوجة والخالة والعمة هي نصف المجتمع وهي عماد البيت والاسرة هي مدرسة الحياة, فلماذا نهمشها في عملية صنع القرار بداية من اختيار المرشح ان كان تزكية او بانتخابات تمهيدية عائلية حين تلبس القبيلة ثوب الحزب المؤقت في موسم الانتخابات؟
ما معنى انتخابات تمهيدية في اطار القبيلة او العائلة؟ هل المتعلمون حاملو الشهادات ما يسمى بالمثقفون هم اللذين يحافظون على استمرار العائليه ولا يساهموا في تعدي هذه المرحلة في هذا المجال, فالكثير منهم بات يرسخ ما قد ترسخ في عقول الناس وليس من وسيلة للكادر الطموح الا ان يمتطي جواد القبيلة ليصبح فارس البلدية.
للعائلة بمفهومها الكبيرة او الحمولة القبيلة ضمان اجتماعي نفسي له ايجابياته لكن الحياة تتقدم وتتغير ويوجد هدف ومصالح مشتركة مدنية حضارية من مؤسسات ومشاريع عامة تتعدى العاطفة القبيلة اذا لم يساهم بها من يعدون نفسهم مثقفون لن نلحق ركب الامم المتحضرة ونبقى مع لقب دول عالم ثالث بامتياز ولا تعتب اخي تفوق الشعوب علينا.
ليس الامر بمثاليا ولن يكون ,لكن يا ريت لو ان القبيلة التي تتماسك وتتحد وتتفق حين تلبس ثوب الحزب في موسم الانتخابات تلبس ثوب الامن والانضباط تحول دون ظاهرة العنف المستشري في مجتمعنا.
التغيير لن يأتي من فراغ ولن يبدأ ولن يتحرك ولن يحصل دون مبادرة وتضحيات ولو بالصغيرة الصادقة الحرة والله ولي التوفيق , فاخواني اخواتي اصحاب الهمم والعقول تحركوا تقدموا . البلد للجميع. البلد عائلة واحدة , بلدكم تستحق اكثر.
وفقنا الله جميعا
كل الاحترام كلام سليم 100%