المرابطة عايدة الصيداوي تصف شوقها للمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 02/07/15 | 10:33منى القواسمي -كيوبرس
“عندما دخلت ساحات المسجد الأقصى وسجدت سجدة شكر لله سبحانه وتعالى، أردت الصراخ من شدة فرحتي بمعانقته ووجودي بين أسواره، ليسمعني الناس والشجر والحجر بأني دخلت المسجد الأقصى”. هكذا عبّرت المرابطة عايدة صيداوي عن لحظة دخولها، أمس الأربعاء، الى المسجد الأقصى، بعد إبعاد قسري استمر 3 شهور.
ليست هذه المرة الأولى التي تبعد فيها المرابطة عايدة صيداوي -52 عاما – من سكان باب الحديد بالبلدة القديمة، عن المسجد الأقصى؛ فمنذ خمس سنوات حتى اليوم أبعدت أكثر من 10 مرات عن المسجد الأقصى، كانت أقساها إبعادها عنه لمدة عام ونصف، وآخرها الأشهر الثلاثة الأخيرة. ومن المقرر بعد أربعة أيام عقد جلسة لها بمحكمة الصلح لمقاضاتها على قضية منذ عام 2013.
تعرضت عايدة الصيداوي للضرب على أيدي عناصر قوات الاحتلال، والاعتقال والإبعاد ودفع الكفالات المالية، ومع ذلك تجدها دوما في ساحات المسجد الأقصى تردد التكبيرات، وعلى بواباته تردد الدعاء؛ حاملة القرآن الكريم وترفع شارة الشهادة والتوحيد. وهي إحدى حرائر المسجد الأقصى اللواتي يدافعن عنه ويتصدين بالتكبير لقطعان المستوطنين الذين يقتحمونه.
تروي عايدة عن لحظة دخولها لساحات المسجد الأقصى، بعد 3 شهور من الابعاد القسري عنه وبواباته بمسافة 200 متر، وتقول: “لم أنم طوال الليل حتى حان موعد صلاة الفجر، ودخلت المسجد الأقصى من باب الناظر بينما كنت أردد دعاء “دخلت عليهم بهيبة لا إله إلا الله، وألجمت أفواههم بلا حول ولا قوة إلا بالله”، وعندما وصلت إلى سبيل قايتباي سجدت سجدة شكر لله سبحانه وتعالى، وأصبحت أتأمل كل المعالم الموجودة في المسجد الأقصى من التراب إلى المسجد الأقصى إلى قبة الصخرة والمسجد القبلي والمرواني، ومسجد البراق وباب المغاربة من شدة شوقي إليه”.
وعن تعلقها بالمسجد الأقصى قالت: “السجن والإبعاد لن يفرّقاني عن المسجد الأقصى، طالما الأقصى بخير أنا بألف خير فلبيك يا قدس …لبيك يا أقصى الذي لن نتخلى عنه أبدا. إن لم ندافع عنه فلن نستحقه، هذا أقصانا أولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين، قالوا له أين يا رسول الله. ؟! قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس”، إذاً فقد اختارنا واصطفانا ربنا أن نكون خط الدفاع الأول عنه، والأقصى سوف يتحرر بإذن الله؛ فالصليبيين احتلوه وزالوا، ووفق قرآننا الكريم سيزول الاحتلال الاسرائيلي بإذن الله؛ صبر جميل والله المستعان”.
وعن حرمانها طوال الشهور الثلاثة الماضية من دخول المسجد الأقصى، قالت: “هذا العام الثاني الذي أحرم فيه من دخول المسجد الأقصى في شهر رمضان، حيث شعرت بالضيق والعناء لحرماني في شهر رمضان من العبادة والصلاة وخاصة أداء صلاة التراويح، فرغم أني بعيدة عنه مسافة عشرة أمتار إلا أني لا أستطيع دخوله، بينما الجميع يتوافدون إليه من كافة المناطق ويصلّون فيه”. وتساءلت الصيداوي: “بأي ديانة يتم حرمان الإنسان من الذهاب لمكان عبادته، لا الديانة اليهودية ولا المسيحية ولا الاسلامية تمنع إنسان من الصلاة في الكنيس أو الكنيسة أو المسجد”.
وختمت الصيداوي حديثها وهي تقول: “لن أتخلى عن الأقصى، لبيك يا أقصى ويا قدس حتى آخر يوم في عمري، فلن يزيدني الإبعاد إلا عزيمة وإصرار”.
يذكر أن قوات الاحتلال أبعدت خلال شهر أيار من هذا العام 26 مواطنا بينهم 3 قاصرين و9 نساء، ونائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب.