تظاهرة احتجاجية ضد تصعيد انتهاك حرمة مقبرة مأمن الله بالقدس
تاريخ النشر: 17/03/13 | 13:42نظمت القيادات الوطنية والاسلامية في بيت المقدس وأكنافه الاحد 17/2/2013 تظاهرة احتجاجية ضد استمرار وتصعيد انتهاك حرمة مقبرة مأمن الله في القدس ،وذلك بمشاركة الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – وعدد من ابناء وقيادة الحركة الاسلامية في الداخل، وكذلك قيادات وطنية ودينية من القدس ، ونظمت التظاهرة في الجزء المتوسط مما تبقى من المقبرة ، ورفعت اللافتات باللغتين العربية والانجليزية المنددة بجرائم المؤسسة الاسرائيلية وانتهاكاتها المستمرة، كما ورددت الشعارات المماثلة.
وختمت التظاهرة بمؤتمر صحفي، أداره المحامي زاهي نجيدات – الناطق الرسمي باسم الحركة الاسلامية في الداخل، واستهل المؤتمر بحديث للمهندس أمير خطيب – مدير "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث"- الذي عرض خرائط ووثائق، وكشف عن مشاريع تهويدية تخطط بلدية الاحتلال بالقدس تنفيذها في المستقبل القريب، وأخرى بدأت بتنفيذها، مشيراً الى ان بلدية الاحتلال تسعى الى تحويل المقبرة الى ملهى ليلي ومرفق سياحي تهويدي ضخم.
الكشف عن مخططات تهويدية وتدميرية :
وقال المهندس أمير خطيب ان مقبرة مأمن الله "ماميلا" في القدس، هي أعرق واكبر مقبرة اسلامية تاريخية في القدس، بل وفي عموم البلاد، بدأ الدفن فيها منذ الفتح الاسلامي للقدس، واستمر الى عام 1948م، حيث وقعت مع حدوث النكبة الفلسطينية عام 1948، تحت السيطرة الاسرائيلية، وفي أدبيات التاريخ المقدسي تقدر مساحتها – كما ذكر المؤرخ عارف العارف في كتابة المفصل في تاريخ القدس والمسجد الاقصى- ، بـ 200 دونم ( 200 ألف م2)، فيما يقدر مساحتها مع بدايات السيطرة الاسرائيلية بنحو 160 دونما.
وتابع وصادرت المؤسسة الاسرائيلية أرض المقبرة، وحولت أغلبها الى حديقة عامة تحت اسم " حديقة الاستقلال"، حيث جرفت ودمرت عشرات آلاف القبور، ولم يبق الا نحو 25 دونما من أرض المقبرة، التي تتواجد فيها شواهد القبور حتى يومنا هذا.
وأضاف : تعرضت المقبرة بكامل مساحتها، وما تبقى منها الى عشرات الاعتداءات، وشقت من داخلها الطرق وأنشئت مواقف السيارات، ومن أبرز اعتداء في السنين الاخيرة هو المبادرة الى إقامة ما سمي بـ " متحف التسامح" على جزء من المقبرة، بالتعاون مع منظمة أمريكية-اسرائيلية، حيث نفذت أعمال حفريات بأعماق تصل الى 20 متر داخل الأرض، الأمر الذي أدى الى نبش عشرات آلاف القبور، وما زال التدمير مستمرا.
ثم قال :لم تكتف المؤسسة الاسرائيلية بما فعلته من تدمير وطمس للمقبرة وانتهاك حرمة الأموات المدفونين فيها، بل انها تخطط الى عدة مشاريع من شأنها تدمير وتهويد كامل مساحة مقبرة مأمن الله .
في هذه الاثناء نكشف عن وثائق وخرائط لأبرز هذه المشاريع الجديدة – رصدت لها ميزانية 10مليون شيكل (ما يقارب 3 مليون دولار)، ونشير الى أخرى التي هي قيد التنفيذ أو التخطيط، ونشير اننا قد ترجمنا ما ورد في هذه الخرائط/كما وردت في المصدر، مع رفضنا للمصطلحات التي وردت فيها، ونؤكد اننا نعتبر مساحة الـ 160 دونما هي مقبرة اسلامية تاريخية، وأن قدسيتها باقية ومستمرة،مهما حاولت المؤسسة الاسرائيلية تغيير ذلك.
وكشف المهندس خطيب عن المشاريع التهويدية كالتالي :
في غربي المقبرة الحالية المتبقية تقوم بلدية القدس في هذه الأيام ببناء مقهى على أرض المقبرةץ
اقتطعت مساحة 5 دونمات من المقبرة في الزاوية الجنوبية الغربية وأحيطت بالسياج وتستعمل كمخزن للآليات والمعدات الثقيلة للمقاولين الذين يعملون في المشاريع المحيطة بالمقبرة حالياً.
من المخطط إقامة متحف أثري في نفس المنطقة يحكي قصة موارد المياه في القدس في التاريخ القديم.
هناك مخططات لبناء مباني لمحاكم الصلح والمركزية على جزء آخر من المقبرة التاريخية غربي ما يسمى بمتحف التسامح.
مخططات لتفعيل بركة تجميع المياه في وسط المقبرة وتحويلها إلى مركز سياحي.
تدعي البلدية انها ستقوم بترميم الجزء المتبقي من القبور، ويشمل هذا تركيب أعمدة إنارة في المقبرة مما يترتب عليه حفر أساسات عميقة سوف تمس قطعاً بحرمة الأموات المدفونين في المقبرة .
مخططات لإقامة منطقة عروض للاحتفالات وشق طريق جديد وبناء بنى تحتية للمياه والكهرباء وغيرها. إقامة مبنى للتحكم في أجهزة الري والبستنة.
تخصيص حديقة للكلاب على جزء من أرض المقبرة.
بناء وتخصيص أمكنة للأكشاك والمبيعات.
الشيخ عكرمة صبري:
من جهته شكر الدكتور الشيخ عكرمة صبري- رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى- في كلمته وسائل الاعلام الذين ينقلون ما يجري في مامن الله، واشار الى ضرورة تكريم الانسان كما كرمه الله في حياته وشدد على ان يكرم في مماته ، واستشهد بقصة حدثت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في تكريم الموتى حتى من كانوا من اليهود، وقال للاحتلال انه اثم ومغتصب للارض التي كرمها الله، واوقفت لتكون مقبرة للمسلمين، وقال ان المشاريع التي اقيمت على المقبرة باطلة ويجب على العالم ان يعمل على ايقافها بشكل سريع وفوري،وأضاف الشيخ صبري أن مقبرة مأمن الله في القدس هي اعرق واكبر المقابر التاريخية الإسلامية في القدس، بل في عموم البلاد، وأضاف صبري أن المقبرة بدأ الدفن فيها منذ الفتح الإسلامي للقدس واستمر إلى عام 1948م، حيث وقعت حدوث النكبة الفلسطينية.
الشيخ رائد صلاح :
ورحب الشيخ رائد صلاح بالجميع، وطلب من الحضور قراءة الفاتحة على روح اموات مامن الله ، وقال: ان الجرائم التي لا تزالت تمارسها المؤسسة الاسرائيلية بحق مامن الله تجعل العالم يلعنها على هذه الجرائم والاموات والاحياء يلعنوها ايضا، واكد انه سياتي اليوم الذي سيُحاكَم فيه كل من يحاول نبش قبر صحابي او رجل صالح في مامن الله ، واضاف ان ما يجري الان في مامن الله هو نفس المسلسل الذي كان في السابق تحت عذر انها تحولت الى ملك غائب ، الامر الذي اتخذته المؤسسة الاسرائيلية ذريعة لاختلاس وسلب هذه المقبرة ، معتبرا ذلك كذبا ودجلا وضحكا على الذقون واكد ان القبور لن تغيب ولن ترحل فكيف لها ان تكون ملك غائب ؟!
وحذر الشيخ صلاح بأن الاحتلال بدأ يتجرأ على مصادرة وسرقة بيوت القدس بحجة انها ملك غائب وما جرى في بيت صفافا من سرقة شارع كبير بحجة انه ملك غائب خير دليل على ذلك .
وقال ان ما يجرب على ارض مامن الله ليس سوى عمل مشترك بين المؤسسة الاسرائيلية بالاشتراك مع جهات امريكية يتقدمها رئيس ولاية كليفورنيا لاقامة ما يسمى بـ"متحف التسامح" على جماجم الاموات ورفات الصالحين ، وهذا بحد ذاته امر ينافي التسامح الزائف الذي تنادي به المؤسسة الاسرائيلية ، واكد ان الاحتلال يسعى الى مسح وطمس الوجود الاسلامي العربي عن هذه الارض مؤكدا انهم لن يفلحوا في ذلكن لانهم هم اهل الارض واهل السماء، والاحتلال الى زوال .
واشار الشيخ رائد صلاح الى ان رئيس ولاية كليفورنيا جمع 200 مليون دولار لاقامة مشروع ما يسمى متحف التسامح . وعرّج الشيخ على الاشخاص الذين كانوا من اوائل المعتدين على مامن الله وذكر منهم " تيدي كولك"، وقال ان ما يجري في مامن الله كان برعاية رئيس المؤسسة الاسرائيلية شيمعون بيرس الحاصل على شهادة نوبل للسلام ، وتساءل الشيخ عن اي سلام هذا الذي يكون على رفات صحابة رسول الله-صلى الله عليه ويلم- واموات المسلمين، داعيا الجميع لوقفة جادة من اجل حماية رفات الصحابة والصالحين في مأمن الله .
الحاج مصطفى ابو زهرة :
أما الحاج مصطفى أبو زهرة – رئيس لجنة المقابر الاسلامية في القدس- فأكد ان مقبرة مامن الله تتعرض لانتهاكات متعددة من قبل اذرع الاحتلال وعلى راسها بلدية القدس ، وقال ان رفات الصحابة والصالحين في مامن الله ينتهك بشكل مستمر من قبل المستوطنين، وان قدسية الاموات تهان من قبل شواذ اليهود الذين اتخذوها مرتعا لممارسة الرذيلة فيها ، فضلا عن حدائق الكلاب المقامة على ارضها، موكدا ان المقبرة تتطلب جهدا اسلاميا وعربيا كبيرا لانقاذها من اعتداءات المؤسسة الاسرائيلية، وشدد على ان جميع الاديان السماوية والاعراف الدولية توصي بالحفاظ على رفات الاموات غير ان الاحتلال في القدس لم يأبه لكل ذلك وماض بانتهاك المقبرة من خلال مشاريعه الزائعة التي تسعى لسلخ الهوية الاسلامية عنها.
الحاج عبد سلايمة :
اما الحاج عبد سلايمة – من لجان الاصلاح في القدس- فقال: جئنا الى هنا لنعلنها صرخة ضد انتهاك حرمة الموتى ايا كان عرقهم، وشدد على ضرورة احترام قدسية الموتى ،وقال انه مهما حاول الاحتلال نبش مقبرة فاننا سنبني مقابر ، ومهما هدم من بيت فاننا سنبني بيوتا ،لاننا نحن اصحاب الارض ولن نرحل عنها ابدا ، وقد جئنا اليوم لنعلن للعالم ان هذه ارضنا لن نتخلى عنها ابدا ما حيينا .
هذا ووزعت "مؤسسة الاقصى" في نهاية المؤتمر الصحفي حقيبة اعلامية، على وسائل الاعلام والاعلاميين الذين حضروا الفعالية، تضمنت مضمون ما كشف عنه من وثائق وخرائط ،وستقوم المؤسسة بتعميمها عالميا في اقرب وقت.
محمود ابو عطا -"مؤسسة الاقصى"
تصوير : أنس غنايم – "مؤسسة الاقصى"، واحمد جلاجل