إِنَّ الْخِيانَةَ لا تَدومُ طَويلا- شعر: محمود مرعي
تاريخ النشر: 03/07/15 | 22:06النقد البناء مظهر حضاري في أي مجتمع، وهو أمر مشروع ومطلوب للمجتمع وكل المظاهر السلبية فيه حتى وإن كان قاسيا، لأن الهدف الارتقاء بالمجتمع، لكن هناك فئة قناعها النقد ولا تمت للنقد بصلة، بل همها إشاعة الإحباط وانتقاص المجتمع بكل ثمن، وهذه الفئة في حقيقتها مستعبدة من أسياد لها يسيرونها كيفما شاؤوا، فأدمغتها مغسولة ولا هم لها سوى التقريع وجلد الذات لتظهر أنها تغار على المجتمع، والحقيقة أنها لا تريد سوى هدم المجتمع، وأن يروه ذيلا لكل المجتمعات. ولهؤلاء نوجه الخطاب. ويا صديقي ناضل حسنين حاشا أن تكون ممن نقصدهم فأنت أرقى عندنا دوما.
عَصَرْ النَّخاسَةِ قَدْ رَفَعْتَ فُلولا .. وَحَطَطْتَ عَنْ عَرْشِ الْكَمالِ فُحولا
وَخَسَفْتَ بِالْأَحْرارِ رُكْنَ ثَباتِهِمْ .. وَفَرَشْتَ عَرْضًا لِلزُّناةِ وَطولا
أَضْحى الْأَخَسُّ وَقَدْ رَفَعْتَ لِواءَهُ .. يَمْشي وَيَنْفِشُ ريشَهُ مَذْهولا
وَغَدا الْأَعَزُّ بِعُرْفِ كُلِّ مُخَنَّثٍ .. عُنْوانَ كُلِّ نَقيصَةٍ وَكَفيلا
صارَ النِّفاقُ شَعيرَةً في أَرْضِنا .. وَتَسابَقَتْ شِيَعٌ لَهُ تَهْليلا
وَتَرى انْتِقاصَ الْخَلْقِ أَعْلى فِقْهِها .. وَتَزيدُ في تَأْويلِهِ تَأْويلا
قَدْ عَمَّتِ الْبَلْوى وَشَرَّشَ زَرْعُها .. وَالسُّوقُ مالَتْ أَضْعَفَتْ مَحْصولا
مَنْكوحَةُ الْإِفْسادِ تَجْهَلُ بَعْلَها .. حَمَلَتْ سِفاحًا أَلْقَطَتْ مَحْمولا
وَمِنَ النِّكايَةِ وَالتَّشَفِّي أَنْ تَرى .. زَرْعَ الْخَنى بَيْنَ الْوَرى الْـمَأْكولا
فَقَدِ اسْتَطابَ النَّاسُ حَنْظَلَ طَعْمِهِ .. وَغَدا إِذا عُرِضَ الْغِذا الْـمَأْمولا
فَسَدَ الْـمَذاقُ وَقَدْ بُلينا بِالْأُلى .. قَتَلوا مَآثِرَ أَهْلِنا تَنْخيلا
قَتَلوا الْجَمالَ وَأَطْفَأُوا مِشْكاتَهُ .. خَسَفوا الْـمَكارِمَ حَقَّروا التَّنْزيلا
أَمْسى حَليفُ الْبارِ واعِظَ مِنْبَرٍ .. وَيُزَيِّنُ التَّدْليسَ وَالتَّضْليلا
وَمَشى رَبيبُ الْعُهْرِ يَنْشُرُ عُهْرَهُ .. في الطَّيِّبينَ وَيُكْثِرُ التَّمْثيلا
وَيُحاوِلُ الْإِقْناعَ حَتَّى في الَّذي .. يَدْريهِ مَحْقًا إِنْ فَشا وَأُفولا
يُغْضي إِذا فَجَرَ الْغَريبُ وَيَنْتَحي .. وَيَهيجُ إِنْ زَلَّ الْقَريبُ عَجولا
عَرَفَ الْـمَواجِعَ فَانْبَرى في وَخْزِها .. وَدَليلُهُ نَفْسٌ طَغَتْ تَسْويلا
صِلُّ الْـمَقاصِدِ لا يُفَوِّتُ فِتْنَةً .. إِلَّا وَيُسْرِجُها دَمًا وَقَتيلا
لا حِرْفَةٌ إِلَّا احْتِرافَ نِكايَةٍ .. بِبِناءِ مُجْتَمَعٍ يَراهُ مَهيلا
وَالنَّقْدُ حُجَّتُهُ لِيَسْتُرَ لُؤْمَهُ .. وَقِناعُ لُؤْمِ الْقَلْبِ عَنْهُ أُزيلا
تَلْقاهُ يَهْرِفُ دونَ أَدْنى خِبْرَةٍ .. وَيَرى السُّكوتَ إِذا رَأَى التَّقْتيلا
لَمْ يَدَّخِرْ شَتْمًا حَوى قاموسُهُ .. إِلَّا وَأَطْلَقَ بُكْرَةً وَأَصيلا
وَيُطيلُ في وَصْفِ النَّقائِصِ شَرْحَهُ .. وَيُطيلُ إِنْ وَجَبَ الثَّناءُ خُمولا
وَيَرى النَّباهَةَ في زِيادَةِ شَتْمِهِ .. وَيَراهُ حَقًّا واجِبًا مَكْفولا
حُرِّيَّةُ التَّعْبيرِ قُدِّسَ سِرُّها .. هِيَ عِنْدَهُ شَرْعٌ وَأَقْوَمُ قيلا
حَتَّى إِذا انْتَهَكَتْ شَريعَةَ رَبِّنا .. ما جازَ تُغْمِدُ صَوْتَها الْـمَسْلولا
لا فَرْقَ بَيْنَ سِبابِهِ وَسَلامِهِ .. مَنْ ذا يُحاجِجُ عِرَّةً مَرْذولا
وَيَرى الْجَميعَ سِواهُ أَهْلَ جَهالَةٍ .. وَهُوَ الْفَريدُ ثَقافَةً وَأُصولا
حَفِظَ الْـمَثالِبَ مِنْ بِدايَةِ آدَمٍ .. وَمَضى يُشَرِّحُ كَالطَّبيبِ عَليلا
وَالْخَيْرُ مَعْدومٌ لَدَيْهِ كَأَنَّهُ .. كُفْرٌ، وَنَشْرُ الْكُفْرِ ساءَ سَبيلا
وَإِذا نَظَرْتَ بِنَقْدِهِ أَلْفَيْتَهُ .. سُمَّ الصِّلالِ مُقَطَّرًا مَعْسولا
عَذْبُ اللِّسانِ وَغِلُّهُ في صَدْرِهِ .. ضِدَّانِ قَدْ شَمَلَ الْخَبيثُ شُمولا
فَصَديدُهُ في جَوْفِهِ وَلِسانِهِ .. وَيَصيحُ هَيَّا مَنْ يُريدُ شَمولا
وَيَضُخُّ في عَذْبِ الْكَلامِ سُمومَهُ .. مُتَوَهِّمًا حازَ الْكَمالَ مَقيلا
وَلَدَيْهِ لِلتَّطْبيلِ أَلْفُ خَليلَةٍ .. إِنْ خَطَّ حَرْفًا سارَعَتْ تَقْبيلا
وَتَكادُ مِنْ إِعْجابِها تُبْدي الْهَوى .. وَتَصيحُ زِدْني فاتِني تَتْبيلا
وَيَتيهُ كِبْرًا بِالْـمَديحِ مِنَ الْأُلى .. قَدْ شابَهوهُ مَراجِعًا وَنُقولا
إِنْ قُلْتَ كُفَّ السُّمِّ فاضَ زَعيقُهُ .. وَرَآكَ رَمْزَ تَخَلُّفٍ وَعَميلا
وَ “خُذوهُمُ بِالصَّوْتِ” بَدْءُ نَعيقِهِ .. وَيُضيفُ لِلنَّعْقِ البَغيضِ عَويلا
حَتَّى يُقالَ لِغِيرَةٍ غَضَباتُهُ .. يُعْيي الْجَميعَ مَتى انْبَرى تَهْويلا
أَوْ قُلْتَ فَاعْدِلْ سالِبًا مَعْ موجَبٍ .. حَتَّى نُصَدِّقَ حِرْصَكَ الْـمَعْلولا
أَرْغى وَأَزْبَدَ وَاسْتَطارَ شَرارُهُ .. وَغَدا كَقُنْبُلَةٍ نَزَعْتَ فَتيلا
وَهُوَ الْعَميلُ لِكُلِّ عِلْجٍ أَعْجَمٍ .. وَهُوَ الْـمُداهِنُ لِلْعِدى تَفْضيلا
وَيَرى بِجَلْدِ الذَّاتِ إِنْ أَفْحَمْتَهُ .. بابَ السَّلامَةِ مَهْرَبًا وَحُلولا
وَإِذا أَتَتْهُ بِشارَةٌ عَنْ أَهْلِهِ .. ضاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ مِمَّا قيلا
وَيَكادُ يَدْفِنُ رَأْسَهُ مِنْ سوءِ ما .. قَدْ بَشَّروهُ وَيَقْصِدُ الْـمَجْهولا
وَلَدى الْـمَساءَةِ بَثُّهُ مُتَواصِلٌ .. فاقَ الْإِذاعَةَ حِرْفَةً وَحُقولا
تَعْروهُ مِنْ نَشْرِ الْإِشاعَةِ نَشْوَةٌ .. فَيُظَنُّ مِنْ فَرْطِ الْهَنا مَسْطولا
يَأْتي إِلى الْخَبَرِ الْـمُسيءِ مُهَرْوِلًا .. وَإِلى البَشائِرِ ناكِسًا مَخْذولا
وَإِذا الْتَقى أَمْثالَهُ في مَحْفَلٍ .. فَصَدى شَياطينٍ قَرَعْنَ طُبولا
عَقَلَ النَّقائِصَ وَالسَّفاسِفَ جُمْلَةً .. وَتَراهُ عَنْ عَقْلِ الْوَفا مَعْقولا
يا خائِنًا وَمُدَجَّنًا وَمُسَوِّسًا .. إِنَّ الْخِيانَةَ لا تَدومُ طَويلا
شعر: محمود مرعي
ما فهمت شي عفوا … او ربما لا يوجد ربط بين الشعر وما كتبت