الملك الأردني:عصر الملكيات بدأ ينقضي
تاريخ النشر: 20/03/13 | 0:33نشرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم مقتطفات من مقابلة أجراها الصحفي الامريكي غولدبرغ المتخصص بشؤون الشرق الاوسط مع الملك عبدالله الثاني في مجلة أتلانتك يفترض أن تنشر كاملة خلال أيام. واليوم نشرت تقريرا حول المقابلة التي تعتبر من اهم المقابلات في حياته ، حيث تطرق بصراحة غير مسبوقة وبانتقادات ﻻذعة إلى رؤساء دول، وإلى عائلته وأشقائه، وإلى المعارضة اﻷردنية.
"عصر الملكيات بدأ ينقضي" لكنه لفت إلى أنّ عائلته "لا تدرك هذا الأمر ولم تفهم بعد الدروس المستفادة من الربيع العربي وبأن الشعوب لن تتحمل الفساد". واتهم ملك الأردن جهاز مخابراته بعرقلة جهوده في الإصلاح السياسي وبالتآمر مع المحافظين من النخب السياسية لمنع محاولاته لزيادة التمثيل الفلسطيني في البرلمان الأردني.
كما شن هجوما لاذعا على الإخوان المسلمين، بحيث علق الصحفي الأميركي الذي أجرى المقابلة على هذا الهجوم بالقول إن الملك عبد الله على يقين أن الجماعة تريد إقصاءه عن العرش،وقال "هؤلاء ذئاب على شكل حملان .. منعهم من الوصول الى السلطة هو معركتنا الحقيقية، وهم متجذرين وشريرين".
وهاجم عبدالله الرئيس المصري محمد مرسي واصفا إياه بالسطحية وعدم العمق.
وقال إنه يعيق حركة الإخوان المسلمين في مصر بتسرعه في فرض سلطته المطلقة على الأمور، واصفا الرجل بأنه يفتقر إلى العمق.
وقارن عبدالله بين مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حيث وصف الأخير بأنه أكثر تحفظا، ويتبنى نهجاً أكثر عقلانية من الأول، لكنه "متسلط ينظر للديمقراطية على انها رحلة باص تنتهي بمجرد وصوله الى المحطة التالية”.
وأضاف "بينما استغرق تطبيق النموذج التركي من ست إلى سبع سنوات فإن مرسي أراد تنفيذ ذلك بين عشية وضحاها".
ومضى في وصف الإخوان المسلمين قائلا إنهم "ذئاب في ثياب حملان"، وإنهم "طائفة ماسونية"، وإن ولاءهم دوماً لمرشدهم العام. وأكد عبدالله أن معركته الأساسية هي منع الإسلاميين من الحصول على السلطة في المنطقة.
واتهم الدبلوماسيين الأميركيين بالسذاجة، قائلا إنه حاول إثناء الغربيين عن وجهة نظرهم القائلة بأن "الطريقة الوحيدة لإرساء ديمقراطية (في الوطن العربي) تمر عبر الإخوان المسلمين". وأضاف أنه "نشأ على الاعتقاد بأن المسيحيين واليهود جزء من عائلة أكبر".
وبسؤاله عن النظام السوري، وصف عبد الله الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "شخص جلف تعوزه الكياسة"، "قروي ساذج لا يعرف ما معنى اضطراب طيران الرحلات الطويلة”، مشيراً إلى أن اﻷسد سأله في إحدى المناسبات هو وملك المغرب عن معنى اضطراب الطيران (jet lag). وقال الملك بأنه عرض على الرئيس بشار الأسد وعائلته اللجوء السياسي وتوفير الحماية لهم في عمان وقال: رفضوا وطلبوا مني الإهتمام بشئوني.
وورد في نص المقابلة أن الملك عبد الله يعتبر حليفا مهماً للإسرائيليين فهو يُعد بمثابة "ضامن لجبهة شرقية هادئة مع إسرائيل، ومدافع عن معاهدة السلام التي أبرمها (والده) الملك حسين مع إسحق رابين في 1994".
واكتفى الملك بالقول عندما وصف علاقته برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو إنها "قوية جدا، وإن مناقشاتنا تحسنت بالفعل".
وتحدث الملك عبدالله عن نفسه حيث قال أنه قبل التتويج كان مثل "فورست غامب” في الخلفية بينما كان والده يحكم … ( ملاحظه : فوريست غامب فيلم مشهور لتوم هانكس).
وقال الملك كذلك أن الملكية ستنتهي خلال خمسين عاما. وتطرق الملك إلى إخوته، حيث قال أنهم "ﻻ يدركون التغييرات التي تجري، فهم يتصرفون كأمراء، ولكن أبناء عمومتي أمراء أكثر من إخوتي.
قلت لهم : الشعب لن يتحمل الانغماس في الاسراف او الفساد”.
كما قال "أنا دائما مضطر لوقف ابناء عائلتي من وضع اضاءات خاصة على سيارات حراسهم".
لقد “امرت باعتقال اعضاء من عائلتي وصادرت سياراتهم ومنعت عنهم حصتهم من الوقود واجبرهم على التوقف للاشارات الضوئية.
“حتى ابنائي يجب ان يتم معاقبتهم إذا ما تم ادانتهم بالفساد ” لا يوجد أحد في العائلة المالكة لا يمكن إستبداله.
وتطرق الملك إلى المخابرات وقال: يتقدمون خطوتين و يتراجعون خطوة ، هم سبب عدم قيامي بالاصلاح ، وقد تآمروا مع المحافظين لتعطيل جهودي في زيادة تمثيل اﻷردنيين من أصل فلسطيني – الذين يشكلون اكثر من نصف سكان الاردن- في البرلمان.
ويقول، 'المؤسسات التي وضعت ثقتي بها لم تكن معي' وهنا يسمي الملك جهاز المخابرات. وقال بانه لم يدرك في البداية كم تعمقت وتجذرت العناصر المحافظة في بعض المؤسسات مثل المخابرات، وعادة ما يكون الامر على شاكلة خطوتين للامام وخطوة للخلف..
وتطرق الملك إلى الزعامات التقليدية للعشائر اﻷردنية، واصفاً زعماءها بأنهم ديناصوريات قديمة لا ينتخبون الا ابن قبيلتهم، مشيراً خصوصاً في انتقاداته إلى رئيس وزراء سابق التقاه في لقاء عشائري في الكرك ( يعتقد أنه عبد السلام المجالي)، واصفاً إياه بأنه ديناصور.
وقال الملك: الملكية ستندثر ، ابني سيقود ديمقراطية على النمط البريطاني و ليس على طريقة بشار الأسد