أي تغيير نريد ومن هو البديل..؟
تاريخ النشر: 19/03/13 | 13:04في ظل ما تشهده مدينة ام الفحم من تخبط وحراك سياسي متشعب، رأيت من الواجب والأمانة هذه المرة أن أخاطب العقل الفحماوي، وليس العاطفة كما جرت العادة ،وذلك من خلال شريحة الشباب وعماد المستقبل، ومن خلال الرجال الأشداء والنساء والفتيات ومن خلال كل أجناس البشر على اختلاف عائلاتهم وانتماءاتهم السياسية والفئوية ومواقعهم الجغرافية،لعلهم يكونوا البوصلة التي توجه سفينة ام الفحم نحو شاطئ آمن مزروع بالأمل ،بعيدا عن العاطفة العائلية والأولوية الحاراتية، وبعيدا عن التعصب الحزبي والفئوي والأهم من كل ذلك بعيدا عن ثقافة المنفعة الضيقة التي أكلت الأخضر واليابس كالجراد المنتشرعلى مدار سنوات خلت في ام الفحم.علينا أن ندرك جمهور المواطنين أن ام الفحم اليوم امام مفترق طرق مصيري وعلينا أن نقرر قبلتنا قبل فوات الأوان..! الانتخابات القادمة سوف تكشف حقيقة تفكيرنا ومنهج حياتنا وملامح مستقبلنا وسلم أولوياتنا. الانتخابات القادمة سوف تكشف مدى حبنا لبلدنا .! لطالما نادى المواطن الفحماوي بالتغيير لو تم طرح البديل مبكرا وقد تم . ولطالما عانى المواطن الفحماوي من تدني الخدمات وسوء الإدارات لدرجة أن ام الفحم اليوم ينقصها كل شيء..! لطالما تعالت الأصوات بأن العنف مستشرٍ وأن المحسوبيات مستفحلة…الموضوع ليس له أي علاقة بكيفية وشكلية خوض رئيس البلدية الحالي للانتخابات القادمة…فهو الذي كان في الظل يوم أن كانوا هم في السلطة، وهو الآن في السلطة ولا ندري إن كانوا هم في الظل مكانه...ومن وجهة نظر بعض الذين نلقاهم كل مساء من خلال اللقاءات التشاورية بخصوص الانتخابات البلدية "إن هي إلا تبادل أدوار ليس أكثر ولنكن متنبهين.." مع أن هذا ليس بالضرورة موقفنا من القضية ! وأحدهم يقول " أخشى ما أخشاه أن ينطلي هذا المسلسل والفيلم السينمائي على فئة أو حارة بقوة تأثير العاطفة على حساب مستقبل أم الفحم لخمس سنوات أخرى من عمر ام الفحم الثمين..! " وبغض النظر عن التحليلات السياسية والتنبؤات ما هو أكيد وضروري للمرحلة القادمة هو حتمية التغيير،ثم يُسأل السؤال الكبير : أي تغيير نريد ومن هو البديل..؟
أولا :الرئيس الحالي هو ليس تغيير وهو ليس بديل بإجماع كل الأحزاب والحركات وحتى على مستوى الأفراد ،
وعلى حد زعم أحد الذين التقينا " فمن يكن جزء من المشكلة لا يمكنه أن يكون جزء من الحل..!".
ثانيا :العائلية بمفهومها الضيق هي أيضا ليست التغيير وهي ليست البديل وإنما على العكس تماما فهي مرفوضة من داخلها ومن ابناء العائلة الواحدة ،فأحد المواطنين يقول لي " أنا أفتخر باسمي وباسم أبي وجدي وبعائلتي البيولوجية ولكن أم الفحم كانت دوما عائلة كل العائلات وستبقى ولن أقبل أن تكون هويتي العائلية فوق هويتي الفحماوية ولن أصوت لأي قائمة بصفة عائلية حتى لو كانت عائلتي ".
ثالثا :الأحزاب التقليدية والمعارضة ومن خلال تجوالنا وتواصلنا وعلى حد زعم الكثير من المواطنين (هذا ليس موقفنا من القضية ..!) لم تطرح البديل ولم تعمل ولم تعد العدة من أجل التغيير ،وإنما على العكس تماما تفاجأت هذه الأحزاب مثلها مثل أي مواطن بسيط ولم تتوقع التطورات السياسية المحلية وبالذات قرار عدم خوض الحركة المعترك الانتخابي في المرحلة القادمة.وعلى هذا الأساس لا يمكنها أن تقدم الجديد على الأقل في الانتخابات القريبة خاصة ويفصلنا عن الانتخابات أشهر معدودة ومحدودة.
رابعا :التوافق البلدي والذي يجمع كل الأحزاب والحركات السياسية ويجمع كل العائلات على اساس تنوع وليس على اساس عائلات، والشخصيات الاعتبارية والمرشحين لرئاسة البلدية وللعضوية قد يكون بديلا مثاليا دون تعصب ودون فوقية أو أنانية "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" وهذا هو الرد المناسب والأقوى لتخطي هذه الأزمة المالية والإدارية والأخلاقية والمحسوبية التي خلفتها الإدارة الحالية وهذا الإطار الأمثل أيضا لصد أمواج العنف وأعاصير السلاح والبلطجية ..وهذا ليس مستحيلا …ثم لماذا وعلى ماذا الاختلاف ..! على كرسي الرئاسة ..! أم على معاش النيابة ..! أم هو على سلطة أبار النفط والمعادن النفيسة يا حسرة ..! لم يبق شيء..! الرئيس القادم سوف يستلم خزينة خاوية وديون كاوية..شوارع مهترئة..منتزهات..الله الله.. مدينة أشباح من حيث البنية التحتية والخدمات..وسوف يتعامل مع مواطنين تعودوا على اسلوب القوة والعربدة في التعامل مع البلدية والموظفين كوسيلة للتهرب من دفع المستحقات مقابل تجديد الثقة في الانتخابات !الموضوع هذه المرة ليس موضوع انتخابات بقدر ما هو تغيير اسلوب حياة والخاسر في الانتخابات القادمة هو خاسر لمهمة خدمة بلده لكنه الرابح على المستوى الشخصي وعلى هذا الأساس أطرح نفسي لرئاسة بلدية ام الفحم وأنا أعلم علم اليقين مدى الصعوبات والتحديات ومن دون وعودات..فليس الكرسي هو الدافع وإنما حبي لبلدي لتكون زينة البلدان .