صوتٌ خريفيُّ الهَوى
تاريخ النشر: 05/07/15 | 14:52حالُ الرّحيلِ إلى العُلا بِشَفافِيَة
الموتُ جلّاها سمُوًّا لا يُدانيهِ التّماهي
والنّزفُ جلّاها حنينًا للذّرى المُتَناهِيَة
من أشعلوا شِريانَهم..
والرّوح كانت راضِية..
صَعَدوا ليعتَنِقَ الشُّموخُ جِراحَهم..
كلُّ البَقايا فانِيَة
يا كلَّ من راحوا لإحصاءِ الغيومِ العابرة!
أن تُمسِكوا بخيوطِ أُمنِيَةٍ تموتُ على مَشارفِ لَونِها..
يَعني انتصابٌ للتّلاشي، والمرامي القاتلَة.
لا يُحسِنُ الشَّفَقُ الخريفيُّ الهوى…
إلا الرّحيل إلى مرايانا العتيقة،
وانعكاساتُ الأفق…
في عقلِنا المطعونِ تنتصِبُ الرُّؤى المُتنافِرَة
والرّيحُ والأشلاءُ تَدحَرُ عَن مَراقي الحلمِ فينا كلَّ هالَة
ماذا تقولُ مواقِعُ الخطواتِ وهي تقودُنا للهاوية؟:
– لا روح للأحلامِ … لا
– لا عمرَ للأوهامِ… لا
– لا صمتَ للآلامِ… لا
– لا وزن للماضي إلى شَفَةِ الزّمانِ بلا لغة!
وحيالَ ذبذبَةِ الخرائِطِ؛
كل ما تأتي بهِ الكلماتُ محضُ مُهاترَة.
يا أيّها العُذرُ الذي يَقتادُنا للحافِرَة!
يكتَظُّ واقِعُنا الكسيحُ بكلِّ ما حمَلَ الكلامُ من المزايا البائِدَة..
والكلُّ يسرِقُ من مفاخِرِنا عيونًا للّيالي البارِدَة
في الأفقِ يستَتِرُ الحنينُ المستَحيلُ بصوتِنا…
صوتِ الرّتابَة..
تتواتَرُ الأصواتُ،
تُصلَبُ في مفاتِنِها مصائِرُنا،
لتنتَصِبَ الرّفاهِيَةُ المملّةُ للمزايا الهابِطَة.
تبقى تضاريسُ الشّعورِ مُحَنَّطَة
والموتُ يسري كالنُّعاسِ.. يَهُبُّ من أنفاسِنا
للموتِ لا لونٌ ولا صَوتٌ ولا حتى لُغة..
عبَثًا أحاوِلُ أن أبُثَّ جُنونَهُ ظَمَئي إلى حُلُمٍ يصيرُ هُنا حياة
وأنا أسيرُ على ترابِ مَواجِعي…
وألوكُ بُركانَ الإهانَة
يا أيُّها اللّيلُ الذي أرخى جُنونَه!
لا بدَّ للفجرِ الذي يأتي على موتي ليُشعِلَني؛ شرارة…
يهتَزُّ بي شيءٌ للذعَتِها
يهُبُّ على مداخِلِ رَعشَتي…
شيءٌ من الإحساسِ…
بعضُ القَشعريرة!
بعضُ التّمَرُّدِ للهشيمِ المُستكين!
علّي أعاقرُ في فضاءِ الأمنية،
خيطًا من الشُّهُب التي فرَّت بليلٍ ملّ زمجَرَةَ الرّياحِ بلا مَطَر
يا أيها الصّوتُ الذي يغتالُ صوتَه!
هل باتَ يسخَرُ من براءَةِ حُلمنا إلّاك يا وَجَعي المكابِر؟
والوقتُ صمتٌ حالِكٌ
والرّوحُ ترحالٌ إلى العَتَبِ الأخير
بالله كيف تسلَّلَت كلُّ العباراتِ التي أطلَقتُها..
لتصير أغنية الرّثاءِ…
وتستَقِرَّ على جُنوني؟!!
وأنا أغامِرُ كي أحرِّرَ كلّ أطيارِ الشّتاءِ من النّوايا العاتِية
شرَّعتُ أجنحةَ اندِهاشي
كانَ المكانُ صدًى لأوجاع المخاض
لم توصِدِ الأيامُ موجَ فُتونها دوني..
ولا غالَ الغروبُ ملامحي..
وحدي مضيتُ ألقِّنُ الأيامَ لونا من شجوني
والطقس باتَ يصيرُ بي…
غضبًا على غضبي..
وأشهَدُ:
ما جنيتُ على سِواي.
شعر : صالح أحمد