حذاء أبي…!
تاريخ النشر: 05/07/15 | 18:20شاجرتُ يوماً مع أخي الكبير فضرَبَني وأوجَعَني, وكنتُ يومها في الإبتدائيّة, وكان يكبرني بخمسة أعوام, فتناولتُ حذاء أبي الثقيل(البُسطار) ولحقتُ بهِ لأقتصّ منهُ, وبعد مُطاردةٍ جنونية في جنبات البيت, استقرّ الأمر بنا في غرفة الإستقبال (الصّالون), عندها وقف أخي أمام النافذة الزجاجية يلهث ويترقّب خطواتي, فلم أتوان لحظةً وأطلقتُ الحذاءَ باتجاهه, فانحنى بعد أن طأطأ رأسهُ, فأصاب الحذاء النّافذة فدوّى صوت الزجاج كما لو أصابتهُ قذيفة حربيّة, وترامت أجزاءه في أرجاء البيت, فغضبت والدتي وصاحت قائلة:” وَلَك كيف بتنزِّل راسك؟! طيّب تا يروح أبوكم بخليه يشوف حلّ معكم!” فهربتُ من البيتِ خوفاً من جزاء أبي المنتظر إلى حين عودته من العمل. ولمّا رجع أبي في آخر النّهار قصّت لهُ أمي الحكاية, فابتسم وقال لها:” انت زعلانة عشان إياد نَزّل راسُه؟ بدّك إيّاه يرفع راسُه وهو في بُوت(حذاء)!؟ أي مهو 300 مليون عربي منزّلين رُوسهُم بالوحِل لأنه البوت فوق روسهم, هسّا بدّك منو يرفع راسُه, لع حبيبي خلّيك منزِّل راسك”!
من لطائف الطّفولة!
بقلم: عماد أبو سهيل محاميد