فانوس رمضان وقناديل المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 06/07/15 | 18:45عبارات التوحيد … وأسماء الله الحسنى ..وصور الكعبة والمسجد النبوي.. والهلال … وزخارف إسلامية … وألوان متنوعة؛ تجدها منقوشة على فانوس شهر رمضان الفضيل.
فوانيس تضيف البهجة والسرور الى قلوب الأطفال، فيحملوها في شوارع البلدة القديمة بالقدس لإضاءتها، وأخرى معلقة على بعض بوابات البلدة القديمة، منها باب العامود وحواريها وأزقتها.
وتميز بيعها وشرائها وحملها وتعليقها بين الكبار والصغار في شهر رمضان المبارك، منها الفوانيس الصينية والمصرية بأحجام مختلفة من نصف متر حتى مترين ونصف المتر.
وترتبط الفوانيس بعبق البلدة القديمة في القدس بما تحويه من تراث وحضارة ومقدسات، وخاصة المسجد الأٌقصى المبارك بقناديله منذ عشرات السنين.
الحاج عصام زغير … وفوانيس رمضان
فوانيس مميزة وجميلة تبهر الناظر إليها، أغلبها من مصر، لا تجدها سوى عند الحاج عصام زغير الذي ارتبط بها في صغره واعتنق بيعها منذ عشرات السنين حتى يومنا هذا.
وفي لقاء مع الحاج عصام زغير “أبو حسنين” 62 عاما قال: “أعمل على بيع الفوانيس منذ عشرات السنين، لأنها تعتبر من تراثنا الذي ورثناه عن أجدادنا وآبائنا، وما زلت أبيعه كونه تراث إسلامي، من أجل إحيائه وعدم نسيانه”.
وروى الحاج عصام مضيفا: “أذكر في صغري أنه لم يكن هناك كهرباء، وكنا نقوم بصنع فانوس من البطيخ وعلب الحديد المختلفة من أجل إستخدامه لإنارة طرق وشوارع البلدة القديمة المعتمة “.
وأشار الى أنهم كانوا يحضرون البطيخة ويستخدموا السكين من أجل كتابة عبارات أهمها ” الله ومحمد” وشكل الهلال، ثم يربطون البطيخة من الأعلى ويفرغون ما في داخلها ويثقبون البطيخة لوضع الشمعة، ثم يستخدموها فانوسا. إضافة الى معلبات حديد كانوا يفتحوها ويضعوا الشمعة فيها.
وقال زغير: “لقد ارتبط شهر رمضان قديما بالإضاءة، فأذكر عندما جاء المقرئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عام 1955 للمسجد الأقصى، لم يكن حينها هناك كهرباء، فتوجهنا للمسجد الأقصى بالفانوس من أجل سماع تلاوة القرآن الكريم”.
الفانوس مرتبط بالمسجد الأقصى
وعن إرتباط الفانوس بالقناديل في المسجد الأقصى روى زغير: ” قديما سألت والدي المرحوم لماذا يضعون الزيت بالقنديل في المسجد الأقصى، وأجابني أنه لإنارة الطريق، فمن يضع الزيت بالقنديل أجره بخمسمائة أجر، وكل ما عملت فانوس وأنرت للناس فإن ربنا يعطيك أجر وثواب. كان حينها عمري ما بين 13 أو 14 عاما، وكان الناس يحضرون من مختلف المناطق للمسجد الأقصى وهي تحمل عبوات الزيت، فقد كان لديها أراضي يزرعونها بالزيتون خصيصا لاستخدام زيتها لإنارة القناديل في المسجد الأقصى”.
وأضاف: “نحن المسلمين أهل الحضارة والفكر والفن والعمارة، واليوم هناك من يسرق تراثنا كاليهود الذين يقومون بشراء الفوانيس لإضاءتها في أعيادهم وخاصة “عيد العرش”.
الفانوس .. والتواصل الاجتماعي
وأوضح زغير بقوله: “كنا نتجمع في صغرنا، عندما نعرف أن إحدى العائلات رزقت بمولود جديد، فنسأل عن أسمه ثم نتوجه لمنزله ونحن نحمل الفوانيس ونحويه مرددين “محمد يوحيا كويسه وعريسه، ولولا محمد ما جينا أعطونا حلوانا صحنين بقلاوة”. وفي نهاية النشيد يقدم لنا صاحب المنزل أنواع مختلفة من الحلوى، مما يعزز التواصل الاجتماعي بين بعضنا البعض”.
فوانيس صينية ومصرية
وأوضح زغير أن حجم الفانوس كان صغيرا ثم تطور حجمه والمواد المستخدمة في صنعه، فيوجد الفانوس الصيني ولكن لا يوجد إقبال على شرائه، لأن سعره أغلى من المصري بكثير.
وقال “الفانوس الصيني مصنوع من الصاج ويتم تصنيعه عن طريق المكابس والماكينات، أما بالنسبة “للفوانيس الصغيرة” فلا أبيعها لأنه يوجد فيها أغاني بذيئة، وشهر رمضان هو شهر التسابيح والتراتيل والأناشيد، فذكر الله أحسن من كل شيء”.
وأضاف: ” أما الفانوس المصري يكفي أن أيادي متوضئة تقوم بصنعه، والزخرفة الموجودة فيه هي زخرفة إسلامية، والعبارات الموجودة عليه هي آيات قرآنية وتسابيح وأسماء الله الحسنى، ويوجد إقبال كبير على شرائه”.
وتابع: “أكثر بلد مشهور بصنع الفوانيس هي مصر، وهناك مثل شعبي في مصر يقول “إللي ما بعلق فانوس ببيته كأن رمضان مش داخل بيته”.