مساعدة الطفل في التغلب على حزنه لفقدان شخص عزيز
تاريخ النشر: 07/07/15 | 20:32كثيرا ما يتعرض الأطفال لتجربة فقدان شخص قريب لهم أو عزيز عليهم إلى جانب مشاهدتهم لمآسي العالم من حولهم، مع الوضع في الاعتبار أن الأهل لا يمكنهم حماية أطفالهم من مثل تلك المعاناة. إن الطفل عندما يفقد شخصا عزيزا عليه فإنه يشعر بالحزن ويمكن لأهل الطفل وخاصة أمه مساعدته على التعامل مع حزنه هذا. وبالتأكيد فإن مواجهة الطفل بخبر موت شخص عزيز عليه ومساعدته على تخطي مثل هذا الأمر والتعامل معه هو موقف ليس بالهين.
وهناك بعض العوامل التي يمكنها أن تؤثر على كيفية تعامل الطفل مع الموت أو فقدان شخص مقرب له مثل أن يكون الموت أو تكون الوفاة بعد فترة طويلة من الصراع مع المرض وهو الأمر الذى قد يعطي العائلة الفرصة لمحاولة التأقلم مع الوضع وتقبله. أما الوفاة المفاجئة فهي قد تخلق عند الطفل صدمة تجعل من الصعب عليه فهم مشاعره وتقبلها والتعامل معها. يتأثر الطفل أيضا برد فعل أهله تجاه حالة الوفاة التي حدثت، فإذا كان الحزن والانهيار متملكين من الأب أو الأم فإن الطفل سيتأثر بمثل هذا الأمر. وعلى جانب آخر فإن الأم مثلا إذا دخلت في حالة نكران لما يحدث حولها فإن هذا الأمر سيؤثر على الطفل أيضا. بالإضافة لما سبق، فإن كل طفل يكون لديه طريقته الخاصة في التعامل مع الحزن على فقدان من يحب من العائلة أو الأصدقاء. هناك أيضا بعض الأطفال الذين قد يعانون من بعض المشاكل الصحية أو الاجتماعية مما قد يصعب عليهم التعامل مع حالة الوفاة أو أنهم قد يكونون لا يملكون مهارات اجتماعية جيدة مما يجعلهم غير قادرين على الاستفادة من مساندة الأصدقاء.
إن معظم الأطفال سواء في سن صغيرة أو في سن المراهقة يعودون لحالتهم الطبيعية وينجحون في التأقلم داخل المنزل والمدرسة ومع الأصدقاء تقريبا بعد عام من حالة الوفاة التي حدثت. ولكن هناك أطفالا آخرين قد تستمر معهم الأمور صعبة لمدة تصل حتى عامين.
هناك بعض الأعراض التي قد تكون مشكلة إذا استمرت مع الطفل بعد فقدانه لشخص عزيز عليه:
نكران الأمر أو تجنب التحدث عنه- عدم القدرة على النوم وفقدان الشهية مع انخفاض في الوزن- امتداد فترة الحزن عند الطفل وعدم رغبته في المشاركة بأي نشاط مع عدم القدرة على اختبار لحظات الفرح- الانسحاب من الحياة الاجتماعية.
من أفضل الأشياء التي يمكنك أن تفعليها لمساعدة طفلك في التغلب على حزنه وألمه هي أن تجعليه يراك تتعاملين مع حزنك أنت أيضا مع الوضع في الاعتبار أنك في تلك الفترة يجب أن تكوني متعاونة مع عائلتك.
اهتمي بحاجات طفلك الجسمانية والصحية بعد وفاة شخص مقرب منه، ويجب أن تحرصي أن يحصل الطفل على قدر كافٍ من الراحة والتمارين الرياضية مع توفير نظام غذائي سليم له. حوالي أيضا أن تعطيه فرصة ليلعب مثلا في الحديقة وهو الأمر الذى سيعود عليه بالإيجاب.
اعلمى أنه أيا كانت نوعية مشاعر طفلك ما بين حزن أو غضب أو عنف أو اكتئاب فإنه على الأغلب سيعبر عن ألمه من خلال نوبات الغضب والبكاء المتواصل مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر قد يحدث حتى في الأماكن العامة. وعليك أن تعلمي أنه في مثل تلك الحالات فإن طريقة تعاملك مع الطفل يجب أن تختلف بعض الشيء مع الحرص أيضا على ألا يستغل الطفل حزنه هذا في المستقبل.
إذا كانت هناك حالة وفاة لشخص مقرب من العائلة وعزيز على طفلك فلا يجب أن تؤجلي عملية إخباره بالأمر حتى لا يعلم الطفل بالأمر بطريقة عابرة مما قد يربكه ويسبب له مشاكل أكثر.
شجعى طفلك على أن يتحدث عن مشاعره بالتواصل المفتوح معك مع الوضع في الاعتبار أن الطفل يمكنه أن يتعامل مع الوضع أيضا عن طريق الإنشاد والرسم أو أي أنشطة أخرى.