اوباما يطرح رؤية شرق أوسطية جديدة بمشاركة إيران
تاريخ النشر: 08/07/15 | 15:06بدأت واشنطن التفكير في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران بهدف كما قال مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية “تنظيف” بقايا نقاط وبؤر الفوضى التي نشأت في الشرق الأوسط أثناء فترة حكم الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يخطط وفقا لذات المسؤولين إلى تخصيص الأشهر الثمانية عشر المتبقية من فترة رئاسته الثانية للعمل على حل عدد من النزاعات في المنطقة بما فيها النزاع في العراق وسوريا واليمن كما اقتبسته الثلاثاء صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية من أقوال للمسؤولين الأمريكيين الكبار سابقي الذكر.
ولم يذكر التقرير الصحفي موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كواحد من الصراعات ذات أولوية الحل بالنسبة للإدارة الأمريكية لكن بقية النزاعات المتفجرة في الشرق الأوسط تحتل رأس قائمة أولويات الإدارة الأمريكية في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران خاصة تلك النزاعات والصراعات ذات العلاقة بالدول حليفة للولايات المتحدة في منطقة الخليج.
ورغم ان الاتفاق النووي لم يوقع حتى الان ووجود الكثير من العقبات التي يتوجب على اطراف تذليلها تدرك الولايات المتحدة الأمريكية بان التقدم الكبير الذي حققته المفاوضات النووية خلقت توترا كبيرا بين واشنطن والكثير من حلفائها في المنطقة بما في ذلك إسرائيل لكن ومع “كل الاحترام” لغضب نتنياهو يهتم البيت الأبيض أكثر بما يجري في العاصمة السعودية الرياض وعواصم الخليج الأخرى التي تحظى هذه الأيام باهتمام اكبر في أروقة مكاتب الإدارة الأمريكية حسب تعبير الصحيفة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية “الى جانب ذلك تحاول الإدارة الأمريكية استغلال الاتفاق مع إيران وتحويله إلى رافع لاختراق الطريق المسدود الذي وصلته بعض الصراعات في المنطقة خاصة الحرب الأهلية الدامية التي تعيشها سوريا الذي يعتبر رئيسها بشار الأسد احد المقربين للنظام الإيراني كما تحاول استغلال العلاقات الجديدة مع الإيرانيين لدفع فرصة تحقيق حل سلمي في اليمن إلى الإمام.
ويتصرف الأمريكان بحذر شديد فيما يتعلق بالقضايا سابقة الذكر وذلك لأسباب سبق ذكرها تتمثل بالخصومة الكبيرة بين إيران الشيعية والسعودية السنية التي تعتبر الأولى خصمها اللدود لذلك فان الإدارة الأمريكية تخشى أن يثير تعاونها مع إيران مرة أخرى أحقاد وعداوات الدول الخليجية التي تحاول الولايات المتحدة ترميم علاقاتها معها لذلك فان كل جهد يتعلق بتسوية النزاعات سيلاقى بصعاب وعقبات معقدة وكبيرة.
قضية أخرى يمكن للإدارة الأمريكية أن تتعاون فيها مع طهران هي قضية الحرب على الإرهاب خاصة محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” الكبرى في سوريا والعراق وهي حركة ومنظمة سنية تحاول إيران الشيعية كبح جماحها وطردها من العراق لكن هذا الموضوع أيضا قد يثير التوتر بين واشنطن والرياض كما حدث سابقا على خلفية تقارير تحدثت عن تعاون عسكري إيراني أمريكي حسب تعبير “وول ستريت جورنال”.
العامل الروسي:
ادعت “وول ستريت جورنال” بان الإدارة الأمريكية أخذت في التفكير في كيفية التعاون مع إيران في حل مجموعة متنوعة من القضايا والملفات غير المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني لكن اظهر الإيرانيون حتى ألان وفقا للمصادر الأمريكية الرفيعة القليل من الحماسة والرغبة في بحث قضايا المنطقة الأخرى البعيدة عن البرنامج النووي لكن في الفترة الخيرة شرع ممثلي ايران سواء بشكل علني او خلال اللقاءات الخاصة بإطلاق الإشارات والتلميحات حول انفتاحهم واستعدادهم للبحث في هذه الملفات.
وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد ظريف خلال فيلم مصور نشر الأسبوع الماضي على موقع “يوتيوب” بان بلاده مستعدة لفتح افاق جديدة وتناول التحديات الهامة بما في ذلك العنف المتطرف الذي أطلق عليه ظريف صفة التهديد المشترك.
ومع ذلك لا يعرف المسؤولين الأمريكيين الكبار الذين اقتبستهم الصحيفة بالضبط كيف سيؤثر الاتفاق النووي على المواقف الإيرانية من القضايا الإقليمية الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله “تدرس الإدارة الأمريكية خيارين الأول أن توافق إيران على عزل الأسد كجزء من عملية التقارب مع واشنطن والثاني يتمثل بإمكانية استخدامها لحالة النهوض التي سيشهدها اقتصادها بعد رفع العقوبات لتعزيز موقع الأسد ودعمه”.
ويحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من ناحيته الضغط على رئيسه “اوباما” لتركيز سياسته الجديدة على الوضع والحالة السورية دون غيرها لكن موقف اوباما لم يتضح حتى اللحظة لكنه رفض في الماضي اقتراحا بتوسيع القصف الأمريكي على سوريا رغم اجتياز وتجاوز النظام السوري لخطوط حمراء سبق للرئيس الأمريكي أن رسمها مثل استخدام السلاح الكيماوي لكن ربما ومع الإدراك بان النظام السوري قد ضعف وتراجع يختفي تردد الرئيس الأمريكي وبالتالي يتم حسم الأمر لان ضغط عسكر ودبلوماسي فقط يمكنه إجبار الرئيس السوري على بحث إمكانية اعتزاله وتركه لمنصبه ومغادرة سوريا برغبته.
ودخل عامل اخر لهذه المعادلة حيث أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي اتصالا هاتفيا بنظيره الأمريكي تناول فيه القضية السورية التي تتخذ منها الإدارة الأمريكي خلال الفترة الأخيرة درجة كبيرة من الحذر على ضوء برودة العلاقات الأمريكية الروسية التي توترت على خلفية اتهام روسيا بالتدخل في الأزمة الأوكرانية لذلك فان كل خطوة أمريكة في سوريا من شانها أن تثير غضب طهران أو موسكو سترتد الى نحر الولايات المتحدة التي ستدرس خطواتها في حقل الألغام المسمى بالشرق الأوسط بحذر شديد لان كل خطوة قد تكون شديدة الخطورة.
ومع ذلك فان الرئيس اوباما مصمم غاية التصميم على ترك بصمة ايجابية في صفحة تاريخ رئاسته الثانية و الاهتمام قليلا ببعض النزاعات المتفجرة التي تركها على طاولته حتى ألان ليتفرغ للمفاوضات النووية مع إيران.
وصحيح ان قائمة المهام التي نشرتها “وول ستريت جورنال” لا تشمل إسرائيل وليس من الواضح إلى أي درجة تشغل إسرائيل عقل الرئيس الأمريكي لكنه بكل تأكيد ستواصل تعقب خطواته في المنطقة عن كثب. اختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها.