كـــــــــــــــــــــن مربيا ولا تكن ابا
تاريخ النشر: 23/03/13 | 5:44راودتني هذه الفكرة عندما رايت نسبة عالية من اولادنا يتعاملون ويسلكون سلوك غير لائق في الشوارع وفي المؤسسات التعليمية والاجتماعية حتى ولو في المساجد واذا دل هذا الشيء فانما يدل على عدم التربية الصحيحة .
ومن خلال تجاربي العملية في دور معالج في طرق وتقنيات عديدة رايت ان اولادنا ينقصهم الاتصال الجسدي من الاهل ,حيث هذا الاتصال له اهمية عظيمة في حياة الطفل .
ضع الاسرة والصحة ,على رأس قائمة اولوياتك .
فالاسرة مهمة جدا .وما فائدة ان تحقق كل احلامك ,وتجد نفسك وحيدا وليس هناك ما هو اهم من ان تكون والدا رائعا.ان الاولاد يكبرون بسرعة مذهلة .
وفي غمضة عين يتركونك وتصبح لهم حياة خاصة. حاول الا تنقل مخاوفك لابنائك ,ولكن ان تعرفهم على ما هو ممكن .
كن قدوة حسنة لهم .افضل طريقة تؤثر بها على اولادك ان تطابق افعالك اقوالك …..كن نموذجا للسلوك الذي ترغب منهم تطبيقه .
لا تتحدث عن روعة الكتب والتعلم ,ثم تتجه الى غرفة التلفزيون وتجلس ثلاثة ساعات .تلك العيون الصغيرة تراقب كل ما تفعله .
لا تنظر الى نفسك على انك مجرد اب لاولادك ولكن على انك "مطور" من المهم ان تطور عقولهم وقلوبهم وارواحهم بطريقة فعالة هذه مهمتك .علمهم الفن الراقي .
اصطحبهم الى المطاعم الشيقة المميزة .
عرفهم على اشخاص رائعين لديهم افكار فريدة من نوعها .
كن ملهما لهم .
الآباء يعلمون ابنائهم كيف يرون العالم .
يعرفونهم طبيعة العالم من حولهم واذا كنت ترى العالم كمكان تملؤه القيود والحدود , فستكون هذه هي نظرة هؤلاء الصغار الذين تنشئهم للعالم .
حاول الا تنقل مخاوفك لابنائك ,ولكن ان تعرفهم على ما هو ممكن .
الهمهم ليصبحوا اشخاص رائعين ,يجعلون العالم مكانا افضل وعلى طريقتهم الخاصة .
كن معينا لهم على ذلك. إن مفتاح الإنصات الفعال يكمن في الرسائل غير اللفظية وفي الاتصال غير الشفوي الذي يرسله الأب لابنه.. من خلال الابتسامة ولغة الجسم وملامح الوجه ونبرات الصوت المعبرة عن الحنان والمحبة والود التي تنبعث بين الفينة والأخرى معبرة عن موافقتك وتفهمك لما يقوله الابن..
خمس خطوات للإنصات الفعال:
1- اربط علاقة تواصل بين عينيك وعيني ابنك وتفادى أن تشيح وجهك عن ابنك، فإن ذلك يوحي بقلة اهتمامك بما يقوله وقلة اعتبارك لشخصه..
2- اجعل ثمةعلاقة اتصال واحتكاك جسدي مباشر من خلال لمسة الحنان وتشابك الأيدي والعناق ووضع يدك على كتفيه.. فإن ذلك يوطد العلاقات المبنية على المحبة ويسهل لغة التواصل العاطفي وييسر التفاهم ويفتح لدى الطفل أجهزة الاستقبال للرسائل التربوية الصادرة من الوالدين..
3- علق على ما يقوله ابنك وبشكل سريع دون أن تسحب الكلام منه..مبديا تفهمك لما يقوله من خلال حركة الرأس بنعم أو ما شاء الله.. مما يوحي لابنك أنك تتابعه باهتمام فتزيد طمأنينته..
4- ابتسم باستمرار وأبد ملامح الاطمئنان لما يقوله، والانشراح بالإنصات له مع الحذر من تحسيس الطفل بأنك تتحمل كلامه على مضض أو أنه مضيع لوقتك ولا تنظر للساعة وكأنك تقول له لا وقت لدي لكلامك..
5- متى ما وضحت الفكرة وتفهمت الموقف عبِّر لابنك عن هذا وأعد باختصار وبتعبير أدق ما يود إيصاله لك.. لتعلم ابنك اختصار ما يريد قوله وفن التعبير عن مشاعره وأحاسيسه..والدقة في التعبير..وتقلل بهذا من احتمالات الملل بينكما..
إن الإنصات الفعال لا يكتمل إلا من خلال الاتصال غير اللفظي الذي يطمئن الابن ويعيد له توازنه النفسي..ويقضي بالتالي على مقاومة الطفل للرسائل التربوية الصادرة عن الآباء..
إن الأطفال عادة ما يعاندون ويبدون مقاومة لرغبات الوالدين..والطريق السليم لامتصاص هذه المقاومة هو تخصيص وقت للإنصات الفعال للطفل..
فكلما تحدث الابن ووجد قبولا واهتماما كلما ضعفت المقاومة السلبية لديه وقل عناده..
– خصص وقتاً للإنصات الفعال:
إن الإنصات الفعال خطوة ضرورية في التربية الإيجابية لا غنى للمربي عنها..
فكما أننا نخصص أوقاتا لشراء ما يحتاجه أبناؤنا، ووقتا للاهتمام بصحة أبدانهم ونظافتها فكذلك نحتاج تخصيص وقت للإنصات لهم مهما قل هذا الوقت..
إن خمس دقائق ينصت فيها الأب لابنه قد تجعله يتفادى تضييع ساعات طويلة في معالجة مشكلات ناجمة عن قلة التواصل أو مناقشة حالة توتر..
يسلم فمك يا دكتور تنت رائع بكلامك وعلاجك