الطلاق النفسي
تاريخ النشر: 22/07/15 | 8:41قد تتراكم الخلافات والتوترات والتنافر بين الزوجين إلى حد الذروة،لكنهما لا يصلان إلى الطلاق المباشر، إذ تمنعهم أسباب عديدة، مستقبل الأولاد،
كلام الناس، الخشية من واقع المطلق والمطلقة، فتكون النتيجة حالة من “الطلاق النفسي” التي تستمر فيها العلاقة الزوجية أمام الناس فقط، لكنها منقطعة الخيوط
بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين.
فالطلاق النفسي هو وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين، وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما . ويرتبط الطلاق النفسي عادة بمرحلة منتصف العمر. وقد يكون الطلاق على خطورته البالغة أسهل من الطلاق النفسيالذي لايرجى برؤه وكأن الزوجين المطلقين نفسياً جثتان تعيشان مع بعض وبالجسد فقط وكأن حياتهما الزوجية ميتة وهي عرفاً على قيد الحياة .
ويميز المحللون النفسيون بين نوعين من “الطلاق النفسي”،النوع الأول هو الذي ذكرناه في السطور السابقة، حينما يكون الطلاق النفسي صادرا عن وعي وإرادة الطرفين في العلاقة الزوجية وبعلمهما الكامل،أما النوع الآخر، هو أن يكون “الطلاق النفسي” قائما من أحد الطرفين فقط دون علم أو وعي الآخر، وهو عندما يشعر الطرف الأول بعدم الرضا لاستمرار علاقته مع الطرف الثاني لكنه يصبر على هذا الشعور ويكبته خشية الوقوع في براثن الطلاق،
وهذا النوع غالباً ما تكون فيه المرأة هي الطرف الواعي لحالة الطلاق النفسي
دون علم أو إدراك زوجها.
ويكون الطلاق النفسي في كثير من الحالات عن طريق طرف واحد ، في حين أن الآخر يجهل ذلك كلياً ، وإذا كان الطلاق النفسي عن طريق المرأة فإن العلاج يكون أصعب خاصة إذا وصلت المرأة الى قناعة بعدم أهلية زوجها للقيام بدور الرجل في حياتها، لأن هذه القناعة تعني بصورة آلية حدوث الطلاق النفسي مستقبلاً حتى ولو استمرت في زواجها بشكل طبيعي وإن أنجبت.
أما عن أسباب الطلاق النفسي بين الزوجين فهي:
الاختلاف الثقافي الكبير، اختلاف الأعمار بشكل كبير ،عدم تكيف كل طرف مع رغبات الآخر ، والتغيرات الفسيولوجية بسبب انعدام التبويض وانخفاض نسبة هرمون الاستروجين والبرجستيرون في الدم، ويؤدي شعور أحد الطرفين أو كليهما بعدم التكافؤ مع شريكه سواء في المستوى الاجتماعي أو المادي أو التعليمي أو في الطموح أو في الميول والرغبات والقناعات إلى ابتعاده عنه شيئا فشيئا .
آثار الطلاق النفسي على الزوجين
· الانسحاب من فراش الزوجية ، وغياب الاحترام واللين والرفق بين الزوجين،
وعدم الاشتراك في أنشطة مشتركة ،وشيوع السخرية والاستهزاء والإهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات كل طرف .
· اللوم المتبادل والأكل والشرب بشكل منفصل ، والهروب المتكرر من المنزل
أو جلوس الزوجين في أماكن منفصلة داخل بيت الزوجية وتبلد المشاعر وجمود العواطف وجرح مشاعر الطرف الآخر بكلمات مؤذية وشيوع الصمت وضعف التواصل وغياب لغة الحوار في الحياة الزوجية.
علاج الطلاق النفسي
إليك بعض النصائح الهامة لعلاج تلك المشكلة ..
– زيادة الصراحة والوضوح والمرونة في العلاقة الزوجية ،وإتاحة المجال لكل منهما ليقول ما لديه مع ضمان استماع الطرف الآخر .
– فتح مجال أوسع لكل من الزوجين ليشعر بالاطمئنان داخل العلاقة الزوجية ،
وزيادة انتباه وتقدير كل منهما للآخر.
– زيادة قدرة كل من الزوجين على التكيف المطلوب لحل المشكلة،
وفهم كل منهما لسلوك الطرف الآخر .
– على الزوجة تعلم فن الدبلوماسية مع زوجها، واللجوء الى المديح والثناء
وفي كل الأمور بدءاً من شكله وطلعته الى طريقة كلامه وتعاملاته،
والجميل في كيل المدائح أنها معدية فتنتقل الى الزوج ويرد الجميل.
– اختاري كل يوم كلمة تناديه بها أو تقولينها له على الهاتف ، واعترفي بمشاعرك تجاهه وخاطبيه بكلمات الغزل ، فيتشجع ويبادلك بكلام أرق وأجمل تجلب لكما الراحة وتفرض عليكما التقارب والألفة والحميمية ، ويجب على المرأة أن تجهر وتعبر عن حبها ، لأن الرجل يكون من النوع الصامت الذي لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره .
إن العصبية والخلافات الزوجية المتكررة مؤشرات على قرب وقوع الطلاق النفسي، ودخول مرحلة الخطر فالزوج في هذه الحال لا يكره زوجته ولا يحبها، أو العكس مما يؤدي إلى إصابة حياتهما بالتبلد
لذا فإن الحوار هو أساس الحل في أي مشكلة بين الزوجين ..
فالصمت يؤدي إلى تفاقم المشكلات .. لذلك بادري بالحوار مرة واثنان وثلاثة
حتى تصلي لنتيجة إيجابية .