أنا مع الإرهاب

تاريخ النشر: 14/07/15 | 4:35

متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن بكل جرأة
عن شعر بلقيس …
وعن شفاة ميسون …
وعن هند … وعن دعد …
وعن لبنى … وعن رباب …
عن مطر الكحل الذي
ينزل كالوحي من الأهداب !!
لن تجدوا في حوزتي
قصيدة سرية …
أو لغة سرية …
أو كتبا سرية أسجنها في داخل
الأبواب
وليس عندي أبدا قصيدة واحدة
تسير في الشارع وهي ترتدي
الحجاب
****
متهمون نحن بالإرهاب
أذا كتبنا عن بقايا وطن …
مخلع … مفكك مهترئ
أشلاؤه تناثرت أشلاء …
عن وطن يبحث عن عنوانه …
وأمة ليس لها سماء !!
***
عن وطن .. لم يبق من أشعاره
العظيمة الأولى …
سوى قصائد الخنساء !!
***
عن وطن لم يبق في آفاقه
حرية حمراء .. أو زرقاء … أو
صفراء …
***
عن وطن … يمنعنا ان نشتري
الجريدة
أو نسمع الأنباء …
عن وطن … كل العصافير به
ممنوعة دوما من الغناء …
عن وطن …
كتابه تعودوا أن يكتبوا
من شدة الرعب …
على الهواء !!
***
عن وطن يشبه حال الشعر في
بلادنا
فهو كلام سائب …
مرتجل …
مستورد…
وأعجمي الوجه واللسان …
فما له بداية …
ولا له نهاية …
ولا له علاقة بالناس … أو
بالأرض …
أو بمأزق الإنسان !!
***
عن وطن …
يمشي إلى مفاوضات السلم
دونما كرامة …
ودونما حذاء !!
***
عن وطن رجاله بالوا على
أنفسهم خوفا …
ولم يبق سوى النساء !!
***
الملح … في عيوننا …
والملح في شفاهنا..
والملح … في كلامنا
فهل يكون القحط في نفوسنا
إرثا أتانا من بني قحطان ؟؟
لم يبق في أمتنا معاوية …
ولا أبو سفيان …
لم يبق من يقول (لا) …
في وجه من تنازلوا
عن بيتنا .. وخبزنا .. وزيتنا …
وحولوا تاريخنا الزاهي…
إلى دكان !!
***
لم يبق في حياتنا قصيدة …
ما فقدت عفافها …
في مضجع السلطان…
**
لقد تعودنا على هواننا ..
ماذا من الإنسان يبقى …
حين يعتاد الهوان؟؟
**
عن أسامة بن منقذ …
وعقبة بن نافع …
عن عمر … عن حمزة …
عن خالد يزحف نحو الشام …
ابحث عن معتصم بالله …
حتى ينقذ النساء من وحشية
السبي …
ومن ألسنة النيران !!
ابحث عن رجال آخر
الزمان…
فلا أرى في الليل إلا قططا
مذعورة …
تخشى علي أرواحها …
من سلطة الفئران !!
***
هل العمي القومي …قد أصابنا
وهو أبكم ؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان
**
متهمون نحن بالإرهاب …
أذا رفضنا موتنا …
بجرافات إسرائيل …
تنكش في ترابنا …
تنكش في تاريخنا …
تنكش في إنجيلنا …
تنكش في قرآننا …
تنكش في تراب أنبيائنا …
إن كان هذا ذنبنا
ما أجمل الإرهاب ….
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رفضنا محونا ….
على يد المغول … واليهود
… والبرابرة …
إذا رمينا حجرا …
على زجاج مجلس الأمن الذي
استولى عليه القياصرة !!
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إذارفضنا أن نفاوض الذئب
وأن نمد كفنا لعاهرة !!
**
أمريكا …
ضد ثقافات البشر…
وهي بلا ثقافة …
ضد حضارات الحضر
وهي بلا حضارة
أمريكا …
بناية عملاقة
ليس لها حيطان !!
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رفضنا زمنا
صارت به أمريكا
المغرورة … الغنية … القوية
مترجما محلفا …
للغة العبرية !!
**
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رمينا وردة …
للقدس …
للخليل …
أو لغزة …
والناصرة …
إذا حملنا الخبز والماء …
إلى طروادة المحاصرة …
*
متهمون نحن بالإرهاب …
إذا رفعنا صوتنا
ضد كل الشعوبيين من قادتنا …
وكل من قد غيروا سروجهم …
وانتقلوا من وحدويين …
إلى مساسرة !!
***
إذا اقترفنا مهنة الثقافة …
إذا تمردنا على أوامر
الخليفة
العظيم .. والخلافة …
إذا قرأنا كتبا في الفقه
… والسياسة …
إذا ذكرنا ربنا تعالى…
إذا تلونا (سورة الفتح) ..
وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة
فنحن ضالعون في الإرهاب !!
متهمون نحن بالإرهاب …
إن نحن دافعنا عن الأرض
وعن كرامة التراب
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب
واغتصابنا …
إذاحمينا آخر النخيل في
صحرائنا …
وآخر النجوم في سمائنا …
وآخرالحروف في أسمائنا …
وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا
إن كان هذا ذنبنا …
ما أروع الإرهاب !!
***
أنا مع الإرهاب …
إن كان يستطيع أن ينقذني
من المهاجرين من روسيا …
ورومانيا، وهنقاريا، وبولونيا …
وحطوا في فلسطين على أكتافنا
ليسرقوا … مآذن القدس …
وباب المسجد الأقصى …
ويسرقوا النقوش …
والقباب …
**
أنا مع الإرهاب …
إن كان يستطيع أن يحرر
المسيح …
ومريم العذراء …
والمدينة المقدسة …
من سفراء الموت والخراب !!
***
بالأمس …
كان الشارع القومي في بلادنا
يصهل كالحصان …
وكانت الساحات أنهارا
تفيض عنفوان …
وبعد أوسلو …
لم يعد في فمنا أسنان …
فهل تحولنا إلى شعب
من العميان .. والخرسان ؟؟
***
متهمون نحن بالإرهاب …
إن نحن دافعنا بكل قوة
عن إرثنا الشعري
عن حائطنا القومي ..
عن حضارة الوردة ..
عن ثقافة النايات .. في جبالنا
وعن مرايا الأعين السوداء
**
متهمون نحن بالإرهاب …
إن نحن دافعنا بما نكتبه …
عن زرقة البحر …
وعن رائحة الحبر
وعن حرية الحرف …
وعن قدسية الكتاب !!
***
أنا مع الإرهاب …
إن كان يستطيع أن يحرر الشعب
من الطغاة .. والطغيان …
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان
ويرجع الليمون والزيتون
والحسون
للجنوب من لبنان …
ويرجع البسمة للجولان ….
***
أنا مع الإرهاب …
إن كان يستطيع أن ينقذني
من قيصر اليهود …
أو من قيصر الرومان !!
***
أنا مع الإرهاب …
ما دام هذا العالم الجديد …
مقتسما
ما بين امريكا .. وإسرائيل
بالمناصفة !!
***
أنا مع الإرهاب …
بكل ما أملك من شعر
ومن نثر …
وممن أنياب …
ما دام هذا العالم الجديد …
بين يدي قصاب !!(جزار)
**
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
قد صنفنا
من فئة الذباب !!
**
أنا مع الإرهاب …
إن كان مجلس الشيوخ في
أمريكا ..
هو الذي في يده الحساب
وهو الذي يقرر الثواب …
والعقاب !!
***
أنا مع الإرهاب …
ما دام هذا العالم الجديد …
يكره في أعماقه
رائحة الأعراب !!
***
انا مع الإرهاب …
ما دام هذا العالم الجديد …
يريد أن يذبح أطفالي …
ويرميهم إلى الكلاب !!
**
من أجل هذا كله …
أرفع صوتي عاليا :
أنا مع الإرهاب !!
أنا مع الإرهاب !!
أنا مع الإرهاب !!…

j

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة